قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تخيل.. دولة الماس الأولي 40% من سكانها تحت خط الفقر.. تفاصيل

الماس
الماس

"أكيد كل واحد عايش ملك .. دي دولة تمتلك كنز من الألماس في أهم منجم في العالم للألماس .. ده القريط الواحد يساوي حوالي 2000 دولار" .. هكذا يحلم أي إنسان يسمع عن كنوز مملكة ليسوتو الأفريقية، لكن الصدمة تأتي عندما يكشف الواقع أن 40% من سكانها تحت خط الفقر .. فما هي حكاية تلك الدولة، وقصص حدودها، ولمذا يطلق عليها جنة الأرض، ومملكة السماء؟.

دولة حبيسة (دولة داخل دولة)

تعد دولة ليسوتو دولة حبيسة لا تطل على أي حدود بحرية، وهي واحدة من 16 دولة بذات التعريف، وكذلك تعد ليسوتو واحدة من 3 دول فقط حول العالم تقع بالكامل داخل حدود دولة أخرى، فدولة ليسوتو يحيطها من كافىة الأنحاء أراضي دولة جنوب أفريقيا، فهي دولة تقع داخل دولة أخرى هي جنوب أفريقيا.

وأرض مملكة ليسوتو جبلية في الغالب، ولا تطل على أي من المسطحات المائية الكبيرة كالبحار والمحيطات، فهي محاطة بأراضي جنوب أفريقيا من كافة جهاتها،
ومن أبرز الحقائق عن ليسوتو، أنها الدولة الوحيدة المستقلة في العالم التي تقع كليًا فوق 1,000 متر في الارتفاع. أخفض نقطة فيها ترتفع 1,400 متر عن سطح البحر، مما يجعلها أعلى أخفض نقطة في العالم لدولة ما، ومناخ ليسوتو أكثر برودة من المناطق الأخرى في نفس خط العرض بسبب ارتفاعها، ويمكن تصنيفه في المناخات القارية.

ليسوتو.. مملكة في السماء وكنز من الألماس

حملت ليسوتو لقب مملكة ‏السماء وكنز الألماس، لأنها تقع على ارتفاع 1400 متر فوق سطح البحر في وسط جنوب أفريقيا، وكذلك تعتبر ليسوتو كنز الألماس لأنها تضم أكبر منجم للألماس في العالم وهو منجم "ليتسينج للألماس"، والذي يعد أضخم مناجم الألماس عالمياً، حيث يصل إلى عمق 3 آلاف و100 متر تحت الأرض، ولديها أعلى نسبة من الألماس الكبير، ويمتلك هذا المنجم كلا من "شركة جيم دايموند وحكومة ليسوتو".

وليسوتو لديها أعلى نسبة من الألماس الكبير التى تتخطى أعلى من 10 قيراط، مما يعطيها قيمة عالية بالدولار لكل قيراط أعلى من أى منجم للألماس آخر، وكيفى أن نعلم أن المتوسط العالمى لقيمة القراط هو نحو 81 دولار للقيراط الواحد، بينما بلغ متوسط ليتسينج أكثر من 1894 دولار للقيراط الواحد منذ سنوات، وذلك لنقاء الماس.

ويكفي أن نشير إلى أنه تم استخراج أربعة أحجار مميزة من الألماس من داخل تلك الدولة، حظيت بصدى عالمي، وذلك في عام 2020 فقط؛ وهي: ماسة الأيقونة ليستينج 439 قراطاً، والماس خام 163 قيراطاً، وألماسة "أساطير ليسوتو" التي تعتبر أكبر ‏جوهرة ماسية تم العثور عليها (910 قراريط)، كما عرض الجناح ماسة نجمة ليستينج البالغ وزنها 550 قيراطاً الماسة البيضاء رقم 14 على مستوى العالم.

40% من الشعب فقراء

ورغم أن لوستو يطلق عليها مملكة الالماس في الأرض، ويسكن بها 2 مليون نسمة فقط، إلا أن حوالي 40% من السكان هم تحت خط الفقر، ويرتفع معدل البطالة بها ليصل إلى 23.06٪، ولكن عانى شعب تلك البلد من ويلات الخلافات الداخلية، ففي 1998، اندلعت أعمال شغب دمرت ما يقرب من 80٪ من البنية التحتية في ماسيرو ومدينتين رئيسيتين أخريين في البلاد، مما كان له أثر كارثي على اقتصاد البلاد.

وكذلك أثرت الأزمة الاقتصادية العالمية على اقتصاد ليسوتو بشدة من خلال فقدان صادرات المنسوجات والوظائف في هذا القطاع بسبب الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة التي تعد وجهة التصدير الرئيسية وانكماش قطاع التعدين.

كوما هي عادة الدول الأفريقية، يقتصر تعدين الماس داخل ليسوتو على الاستثمارات الأجنبية الضخمة ذات القوة المالية المطلوبة نظرًا لطبيعة رأس المال المكثفة للأعمال الخاصة بالتعدين، ورغم أن الحكومة بصفتها المساهم المحلي في مناقصات التنقيب، إلا أنها تمتلك أقلية في الأسهم.

10 مقاطعات يحكمها ملك شرفي والسلطة لرئيس الوزراء

سميت ليسوتو بهذا لأن معناها في اللغة اللوسوتية جبل المملكة، وذلك لأنها واحدة من ثلاث ممالك باقية في إفريقيا بعد أن تحولت جميع أنظمة دول إفريقيا إلى النظام الرئاسي الديمقراطي، وفيما يخص التقسيمات الإدارية لدولة ليسوتو، فإنها تنقسم إداريا إلى عشر مقاطعات هي: مافتنغ، وبيريا، وموهيلز هوك، ولريب، وبوثابوب، وموخوتلنغ، وبيريا، وثابا تسيكا، وقاخاز نك، وقوثنج، وقد تولى إدارة كل مقاطعة من هذه المقاطعات العشر مدير واحد، إلى جانب تحديد عاصمة لكلّ مقاطعة تعرف باسم كامبتاون.

وفيما يخص نظام الحكم، فإن ليسوتو هي مملكة، ولكن الملك فيها يؤدي دوراً شرفياً، في حين يستلم زمام الأمور وإدارة البلاد رئيس الوزراء، هذا وقد نصّ الدستور الليسوتي على فصل النظام القضائي واستقلاليته؛ حيث يتألف النظام القضائي هناك من المحكمة العليا، ومحكمتي: الاستئناف، والصلح، والمحاكم التقليديّة التي تكثر في المناطق الريفية من البلاد.

تُعتبر ليسوتو واحدةً من دول الكومنولث، وهو اتحاد سياسي يضم 56 دولة عضو كانت جميعها تقريبًا أقاليم سابقة للإمبراطورية البريطانية، والذي تأسس في الأصل باسم الكومنولث البريطاني من خلال إعلان بلفور في المؤتمر الإمبراطوري في عام 1926؛ وأضفت عليه المملكة المتحدة الطابع الرسمي من خلال تشريع وستمنستر لعام 1931، والكومنولث الحالي تشكل رسميًا بموجب إعلان لندن في عام 1949، ويترأسه الملك تشارلز خلفًا لوالدته الملكة إليزابيث الثانية.

ويعود تاريخ ليسوتو إلى تأسيس الزعيم الأفريقي موشوشو مؤسس مملكة ليسوتو ‏في القرن الثامن عشر، حيث اختير سلمياً لزعامة شعب باسوتو عام 1824 بقوة دبلوماسية من دون استخدام السلاح أو العنف، وقدم موشوشو الحماية والأراضي للاجئين وضحايا النزاعات وتمتع هذا القائد بقاعدة شعبية بين الشباب بفضل توجهه السلمي وقيادته الأخلاقية، وعاصمتها الحالية هي مدينة ماسيرو، ولغتاها الرسميتان هما: السوتية، والإنجليزية. تُقدّر مساحتها بقرابة ثلاثين ألف كيلومترٍ مربّع تقريباً.

الدين والسكان

الغالبية العظمى من سكان البلاد هم من المسيحيين؛ إذ تُقدّر نسبتهم بحوالي 90% تقريباً من إجمالي عدد السكان، وينقسم المسيحيون في ليسوتو إلى العديد من الطوائف والجماعات المسيحية؛ إذ يُشكّل الرومان الكاثوليك النسبة الأكبر بنسبة تقارب 45% تقريباً، في حين يشكل الإنجيليون ما نسبته حوالي 26% تقريباً، أمّا ما تبقّى فهم من أتباع الطوائف الأخرى.

إلى جانب المسيحية هناك تواجد للعديد من أتباع الديانات الأخرى كأتباع الديانة الإسلامية، والبوذية، والهندوسية، وغيرها؛ إذ تُقدّر نسبة هؤلاء بحوالي 10% قريباً من إجمالي عدد السكان، وينحدر غالبية السكان في مملكة ليسوتو من الأصول الأفريقية، وهم يمارسون مهناً مختلفة، وينتجون العديد من المنتجات: كالمنسوجات، والحرف اليدوية، والمنتجات الزراعية، والحيوانية.