الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اليمين يحاصر بايدن في إسرائيل والولايات المتحدة .. كيف يشكل نتنياهو والجمهوريون صداعا للبيت الأبيض

بايدن ونتنياهو
بايدن ونتنياهو

تخوض إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن صراعًا مكتومًا بشأن كيفية التعامل مع حكومة إسرائيلية جديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، ستكون الأكثر يمينية وتشددًا في تاريخ إسرائيل وقد تقف في طريق الأهداف الأمريكية الأساسية للشرق الأوسط.

حكومة نتنياهو تلزم أقصى اليمين

ووفقًا لصحيفة "لوس أنجيليس تايمز" الأمريكية، شكل نتنياهو تحالفًا مع شخصيات سياسية مثيرة للجدل معروفة بآرائها المتطرفة المعادية للعرب، ومن المرجح أن تقضي على أي اتفاق سلام محتمل مع الفلسطينيين.

وأضافت الصحيفة أن التعامل مع الحكومة التي يقودها نتنياهو سيشكل تحديات كبيرة لإدارة بايدن، التي ترغب في حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقبول أوسع لإسرائيل في العالم العربي، وفي الوقت ذاته من المؤكد أن الجمهوريين في الولايات المتحدة، الذين يتوقون إلى تصوير أنفسهم كأصدقاء حقيقيين لإسرائيل، سيشككون في أي انتقادات من إدارة بايدن لحكومة نتنياهو.

وشهد العقد الماضي تقاربًا ملحوظًا بين نتنياهو والجمهوريين، وفي عام 2015 استغل نتنياهو خطابا دعاه دعاه الجمهوريون في الكونجرس لإلقائه لانتقاد الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة الرئيس الأمريكي الديمقراطي الأسبق باراك أوباما مع إيران، وفي 2018 بينما كان نتنياهو رئيسًا للوزراء في إسرائيل اتخذ الرئيس الأأمريكي السابق دونالد ترامب قرارين بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية.

بن غفير وسموتريتش.. الأكثر تطرفا يتصدرون المشهد

ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين رفضهم الاجتماع والتعاون مع زعيم حزب القوة اليهودية إيتمار بن غفير، وكذلك زعيم حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش، وكلاهما من أشد حلفاء نتنياهو تطرفا يمينيا.

ويدافع بن غفير وسموتريتش عن الاعتراف بالمستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية في الضفة الغربية، وضم معظم أو كل الأراضي المقامة عليها تلك المستوطنات، ويعارضان إقامة دولة فلسطينية مستقلة ويدعوان إلى شن حملة قمع أكثر صرامة ضد الفدائيين الفلسطينيين وأنصارهم، بما في ذلك فرض حظر تجول صارم في القرى الفلسطينية، وعمليات ترحيل جماعية وعمليات قتل تستهدف المشتبه في انخراطهم في عمليات مسلحة ضد إسرائيل.

ويريد بن غفير وسموتريتش تولي وزارتي الأمن العام والدفاع  بالترتيب، وهما الحقيبتان الأكثر اتصالاً بالمسئولين الأمريكيين. وأعلن حزب الليكود بزعامة نتنياهو وحزب القوة اليهودية بزعامة بن غفير أمس الجمعة عن اتفاق على أن يصبح بن غفير وزيرا للأمن.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في افتتاحية هذا الأسبوع: "هذا يعني أن الشرطة ستصبح مسيسة لصالح اليمين المتطرف. أولئك الذين يفترض بهم الحفاظ على الديمقراطية تحولوا إلى جنود في خدمة السياسيين. هذا ما يحدث عندما يسيطر المتهمون والمدانون بجرائم على المؤسسات المكلفة بالحفاظ على القانون والنظام".

الجمهوريون في أمريكا.. دعم بلا حدود لإسرائيل

وقال السفير الأمريكي لدى إسرائيل توماس نيدس في مقابلة مع وسائل إعلام إسرائيلية "لدينا حليف قوي للغاية في دولة إسرائيل، ولكن ستكون هناك أوقات نوضح فيها أين تكمن خلافاتنا"، وأوضح نيدس ومسئولون أمريكيون آخرون أن نقاط الخلاف بين البلدين تشمل توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وضم المنطقة المحتمل.

أما الجمهوريون، فلا يزالون حريصين كل الحرص على انتقاد أي تصرف من إدارة بايدن لا يرقى إلى الدعم المطرق لإسرائيل، وبعد أن أعلنت وزارة العدل الامريكية فتح تحقيق حول مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، التي تحمل الجنسية الأمريكية، في مايو بالقرب من مدينة جنين بالضفة الغربية، طالب العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ تيد كروز وزير العدل الأمريكي والمدعي العام ميريك جارلاند بإقالة "كل من شارك في هذه الكارثة".

وحذرت صحيفة "لوس أنجيليس تايمز" من أن محاولة إسرائيل ضم أراضي المستوطنات في الضفة الغربية من شأنها تعريض اتفاقيات السلام الإبراهيمية المبرمة عام 2020 بين إسرائيل ودول عربية للخطر، فقد كانت موافقة الإمارات على إقامة علاقات سلام مع إسرائيل مشروطة بتراجع نتنياهو، في فترته السابقة كرئيس للوزراء، عن خطط ضم أراضي الضفة الغربية.

حكومة نتنياهو.. التحالف مع اليمين المتطرف يهدد بتفجير الليكود

وكشف تقرير لصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية أن أعضاء بارزين في حزب "الليكود"، هددوا نتنياهو بالانفصال عن كتلته في الكنيست الإسرائيلي، على خلفية الاتفاقيات التي يعمل زعيم الحزب على التوصل إليها مع شركائه اليمينيين.

وأوضحت الصحيفة أن "القادة هم أعضاء الكنيست ديفيد بيتان، ويسرائيل كاتس، ودودي أمسالم"، مشيرة إلى أن عضو الكنيست داني دانون انضم إليها مؤخراً، الأمر الذي يشكل خطراً على كتلة اليمين بالكنيست.

وأضاف التقرير: "يمكن أن يشكل الأعضاء الأربعة مشكلة خطيرة لكتلة نتنياهو فيما يتعلق بالتصويت بالكنيست وتمرير القوانين"، في إشارة إلى أن انفصالهم عن الليكود بالكنيست يمكن أن يؤدي إلى تعادل مع كتلة اليسار.