تحدث الدكتور حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق عن أهمية تأصيل التاريخ و تدقيقه بعد أن ثبت وجود الكثير من الأخطاء التاريخية التي تروى بشكل مختلف والعديد من التخيلات الأسطورية.
قال حلمي النمنم :" كل مناحي الحياة ينبغي أن تأصل وأهمها التاريخ و المقصود الحرفي تدقيق التاريخ، هناك الكثير من الوقائع تروى بالشبه في تاريخ الإنسانية كلها، شائع أن نيرون هو الذي حرق روما ولكن الدراسات الحديثة تنفي ذلك، وهناك واقعة شهيرة أن خرشوف رئيس وزراء الإتحاد السوفيتي خلع حذائه وضرب به على مائدة الأمم المتحدة ولكن بعد التدقيق وجد أنها دعاية سياسية ضد الإتحاد السوفيتي وضده هو شخصيا أقامها الغرب ضد الإتحاد السوفيتي وتبناها الإتحاد لأنهم أرادو التخلص من خرشوف، ولكن الواقعة لم تحدث بهذا الشكل وبالتالي التاريخ الإنساني مليئ بتلك الاشياء.
لوحة عرابي الشهيرة
وأوضح النمنم متابعا:" هناك تخيلات أسطورية يخلقها الخيال الشعبي حول بعض الشخصيات، منها اللوحة الشهيرة لأحمد عرابي الذي يتحدث فيها مع الخديوي وهو شاهرا سيفه ويملي عليه طلبات المصريين وذلك لم يحدث، وقت وقوع الحادثة عام 1881 كان عرابي ضابطا في الجيش المصري برتبة أميرالاي ولا يوجد أميرالاي سيقف أمام القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو يرفع السيف عليه فوق حصانه فالتقاليد العسكرية لا تسمح بذلك وبالتالي هذا المشهد لم يحدث ولكن هذا لا يعني ان عرابي لم يطالب بحقوق المصريين.
هدف ثورة عرابي
وأضاف متابعا :"ثورة عرابي أقيمت لهدف مهم جدا وهو مصر للمصريين، فكانت المناصب المهمة في الدولة تذهب للشراكسة و المستتركين وهم كانوا يريدون تمصير تلك المناصب وهذا هو جوهر ثورة عرابي".