الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد نبيل يكتب: القاهرة السينمائي 44.. البولندي Eo والأفلام العربية

أفلام مهرجان القاهرة
أفلام مهرجان القاهرة السينمائي

انقضت فعاليات الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تاركة وراءها عشرات الملاحظات والتساؤلات حول جودة الأفلام، وطريقة عمل الإدارة العليا، وجدوى ما قدمته منصة الأفلام أو قائمة أسماء بعض المدعوين، ورغم ذلك، يظل مهرجان القاهرة الأقوى عربيا، والأكثر تقديرا لمختلف السينمائيين بالمنطقة.

تصريحات في خلفية الأحداث
مثلما سحبت تصريحات الفنان حسين فهمي غير الموفقة عن الـ drees code قبل انطلاق المهرجان، زلزل تصريح لمدير المهرجان أمير رمسيس وسائل التواصل الاجتماعي حول صلاة الجمعة على البساط الأحمر، وربما طالته بعض الانتقادات داخل اللجنة الاستشارية العليا للمهرجان، ما أدى لاعتذاره عنها بشكل مباشر، وكلها للأسف صغائر طالت من قيمة المهرجان وأهمية الدورة 44 على جميع المستويات.

أبرز الإنتاجات العربية
قدم مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام عددا من الأفلام العربية المميزة في مختلف المسابقات، بعد أن وفق في الحصول على فيلم مصري على مستوى كبير وهو “19 ب” للمخرج أحمد عبد الله السيد، فيلم معبر عن شخصياته بامتياز رغم إيقاعه الهادئ نسبيا.
الفيلم عكس التأويلات المطروحة لا يتحدث عن الرفق بالحيوان، ولكنه فيلم عن العزلة بطله المنزل والممثل وكلاهما منسي ومهجور، حتى يقتحم السايس المشهد، والذي قدم شخصيته أحمد خالد صالح، فلا يجد بطلنا بدا من مواجهة نفسه وتخوفاته.

ورغم أن فيلم “علم” ليس أفضل الأفلام الفلسطينية التي تم إنتاجها خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أنه اقتنص أكثر من جائزة خلال حفل ختام المهرجان، بعد أن نجح في تناول قضية مهمة عبر حكاية أبطالها من المراهقين، عابه التصوير في تونس وبالتالي غرابة البيئة عن الأراضي المحتلة.
الفيلم بطولة الممثلين محمود بكري، وسيرين خاص، وصالح بكري، ومحمد كراكي، وأحمد زغموري، ومحمد عبد الرحمن، ورغم القالب الخفيف الذي يغلف الحكاية، إلا أنها تروي بمشاعر ثورية تتجاوز الصراخ، 

فيلم علم

أما اللبناني “بركة العروس” فهو أحد أعذب أفلام المهرجان بشكل عام وأكثرها تأملا ورصانة، لم تتفوه بطلتاه بالكثير، ولكنهما عبرتا عن المعاناة بصورة شاعرية، متكئتا على شريط صوت يتماشى مع هدوء الأحداث وقسوتها في آن واحد.
يقوم ببطولة الفيلم كارول عبود وأمية ملاعب، وقد مر الفيلم برحلة إنتاجية شاقة، يطرح قصة لابنة مطلقة حديثاً، بل ويفرض على أم وابنتها إعادة اكتشاف الصلة التي تربطهما ببعضهما.

بركة العروس


فيلم “السباحتان” فقد نجح في الاستحواذ على تعاطف الجمهور وتقديره تجاه قصة حقيقية عن سباحتين من سوريا تحاولان الفرار من آثار الحرب نحو مستقبل أكثر إشراقا، وتشرع الشقيقتان في رحلة مذهلة وتلجآن خلالها إلى شجاعتهما ومهاراتهما الفذّة في السباحة بطريقة بطولية، وقد شارك في بطولته كل من أحمد مالك، كندة علوش، وعلى سليمان.
الرحلة حالمة وملهمة، وطرحها على هذا النحو الطازج على الشاشة منحها مزيدا من الثراء، وقضية اللاجئين لا تزال محور اهتمام كبير والحديث عنها لم ينته بعد، ربما كان يمكن تقليص مدة الفيلم لحوالي 10 دقائق، حتى لا يسقط المشاهد في دوامة من الملل، خاصة مع تزايد احتمالات توقعات النهاية في الربع الأخير بالعمل.


الحمار EO.. الاستثنائي
يعد "EO" واحدا من أقوى أفلام العام، صاحب جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان كان السينمائي، تم توفيره في 3 عروض ضمن فعاليات الدورة 44 من مهرجان القاهرة جاءت جميعها كاملة العدد، يروي الفيلم الذي تم تصويره بشكل مثير للدهشة - على مستوى الشكل والمضمون - قصة إنسانية بشكل لا يصدق، عن تجارب الحمار الحزين، الذي يضع بولندا في منافسة قوية ضمن جوائز الأوسكار.
 

بطل الفيلم يتواصل خلال رحلته مع الحيوانات والنباتات والبشر بطبيعة الحال، عبر أحداث مربكة تشعرك بالسعادة والكآبة في ذات الوقت، يهتم المخرج بحماره ومشاعره لدغدغة أحاسيس المتفرجين،  ولا نبالغ أن نسمى EO بأنه واحد من أعظم الأفلام التي تم إنتاجها عن روح الحيوانات.

تنتقل رحلة بطلنا الحمار من السيرك، لجر عربة صغيرة، تورطه في مشاجرة لمباراة لكرة القدم للهواة، حتى الزج به داخل اسطبل للخيل، ثم حظيرة للبقر، لقطات تكشف مدى قسوة الإنسان مع أقرانه، وكيف يتعامل مع باقي المخلوقات وهل نشعر بها من الأساس؟