تبلسموا وتبسموا

من خلال خبرات حياتية وعلمية مختلفة ومع مرور العمر، وجدت أن خير الناس أرحمهم وأنفعهم وأعذرهم للناس، وأن افضل الخلق علي الإطلاق  ذلك الذى يعيش حياته بنظرية البلسم أى تهوين الحياة علي نفسه وعلي  الآخرين و لا يزيد الحياة صعوبة و عناء فوق صعوبتها، يكون شخصا هينا لينا قريبا من الناس و يشعر بآلامهم و يخفف عنهم فيكون اللسان الذاكر طيب الكلم، و يكون يد العون والطبطبة قدر استطاعته، يساعد الآخرين بلا انتظار مقابل إلا من رب العالمين، بلا منٍ أو أذى، حمول ذو إبتسامة حنونة تُنزل السَكينة على قلب من يراها كالبلسم . وألا يكون قاسي القلب متجهما عبوسا . (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله). و الويل نهر في النار أعاذكم الله و (حُرم علي النار كل هين لين سهل قريب من الناس) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وكما قال جلال الدين الرومى : ( غاية التدين السيطرة علي النفس لا علي الآخرين ) فمهما كانت ردود أفعال الآخرين مستفزة و تتميز باللامبالاة أو التبرير أو القسوة كن أنت كما أنت ولا تتغير مهما حدث والله هو الشاهد المطّلع علي ما في القلوب . أنت لست الغبي في رواية أحدهم بل أنت الذكى الذي يسعي لإرضاء الله و تنفيذ وصايا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، أنت طيب القلب نقي السريرة ولو إجتمع أهل الدنيا جميعًا علي الشر والقسوة والعنف و العند والتلكيك. 

أنت الذى سينول خيري الدنيا و الآخرة ، ومن يحافظ علي صحته القلبية والنفسية ، فالحقد و الكره والعند يحرق صاحبه قبل الآخرين . ومن يحبه الله ينشر حبه في قلوب عباده . فتجد بعد موته دموعاً و حزناً ليس لماله أو جاهه فقط لحب الناس له و تذكرهم مواقفه النبيلة . فيترحمون عليه دوماً إن غاب ، أطال الله أعمار هؤلاء و زادهم في حياتنا ، وتجد الناس أيضاً يستبشرون بوجوده إن كان علي قيد الحياة ، يرونه يشعرون أن الدنيا مازالت بخير.