باتت إسرائيل في استنفار أمني واسع واجتماعات طارئة، وذلك بعد الانفجارين اللذين شهدتهما اليوم في مدينة القدس، ما أسفر عن مقتل إسرائيلي وإصابة 19 آخرين بجراح وصفت ما بين الخطيرة والمتوسطة صباح اليوم الأربعاء.
ووقع أحد الانفجارين بقرب محطة حافلات على أطراف المدينة حيث يتجمع الركاب عادة بانتظارها، ووقع الثاني في راموت شمالي المدينة.
وجاءت الهجمات في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين بعد أشهر من مداهمات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة بعد سلسلة من الهجمات الدامية ضد إسرائيليين أسفرت عن مقتل 19 شخصًا.
تخوفات من وجود عبوات آخرى
وواصلت قوات الأمن الإسرائيلية أعمال البحث في مواقف الحافلات بالقدس المحتلة خشية وجود عبوات ناسفة أخرى.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، يائير لابيد إن الهجوم الذي وقع بالقدس الأربعاء، تختلف ملامحه عما شاهدته إسرائيل على مدار السنوات الأخيرة.
وعقد لابيد جلسة مشاورات أمنية بعد الهجوم المزدوج بعبوات ناسفة في القدس الغربية.
وقال لابيد: “أنهيت الآن تقييما واسعا للوضع مع وزير الجيش ووزير الأمن الداخلي والجيش الإسرائيلي والشاباك والشرطة بشأن حادثتين خطيرتين وقعا خلال الـ 24 ساعة الأخيرة”.
وأضاف: “الحادث الأول هو الهجوم المزدوج في القدس. هذا حدث مختلف عما رأيناه في السنوات الأخيرة. يجري الآن جهد استخباري مكثف سيؤدي إلى اكتشاف الحقيرين، واكتشاف من يقف ورائهم ومن يمدهم بالسلاح”.
وأشار: “أريد أن أقول من هنا لمواطني إسرائيل، سنصل إليهم. يمكنهم الركض والاختباء ولن يساعدهم ذلك. قوات الأمن ستصل إليهم. إذا قاوموا ستتم تصفيتهم. إذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف نطبق عليهم العقوبة القصوى وفقا للقانون”.
وتابع: “في تقييم الوضع اليوم، وجهنا بزيادة القوات في منطقة القدس في الأيام المقبلة، وزيادة عمليات التمشيط في جميع القطاعات ذات الصلة. ينتشر الجيش الإسرائيلي والشاباك والشرطة في المنطقة خلال هذه الساعات لضمان عدم وقوع المزيد من الهجمات”.
وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، على الهجوم المزدوج بالقدس الغربية، مطمئنًا مواطني إسرائيل بإعادة الأمن لهم.
وقال نتنياهو: "سنفعل كل ما يتطلبه الأمر لإعادة الأمن لكل مواطني إسرائيل في أقرب وقت ممكن"، وذلك خلال زيارته للمصابين في الهجومين بمستشفى شعاري تسيديك في القدس.
قطع زيارة
من جانبه، قرر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي مساء اليوم الأربعاء، قطع زيارته إلى أمريكا، بسبب الأحداث الأخيرة في مدينة القدس وجنين.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، افيخاي أدرعي: "في نهاية تقييم هاتفي للوضع وبعد تفاصيل الأحداث الأخيرة، قرر رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي قطع زيارته للولايات المتحدة والعودة إلى إسرائيل".
وأضاف أدرعي في بيان مقتضب: "سيهبط رئيس الأركان في تل أبيب بعد ظهر غد الخميس".
استنفار أمني في فلسطين
فيما ذكرت حركة الجهاد الإسلامي، اليوم الأربعاء، أن عملية انفجار القدس هي رد طبيعي على جرائم الاحتلال، مؤكدة أن المقاومة مستمرة.
وأضافت الجهاد الإسلامي، إحدى أذرع المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، أن الشعب الفلسطيني مصمم على انتزاع حقوقه من الاحتلال.
فيما ذكرت تقارير صحفية، أن "فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة تتخذ إجراءات أمنية غير مسبوقة"، وذلك على خلفية وقوع الانفجارين عند مدخل القدس المحتلة.
وأشارت التقارير الصحفية، إلى أنّه "في ظل تصاعد التطورات على الأرض، تستعد المقاومة لتصعيد كبير قد يتدحرج إلى حرب واسعة".
ونقل عن مصادر تأكيدها أنّ المقاومة تضع مجموعاتها الضاربة في حالة تأهب واستعداد لمواجهة أي طارئ.