الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المخرجة عزة الحسيني: المرأة كصانعة سينما في أفريقيا نالت وضعها

صدى البلد

شارك مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في الندوة الرئيسية بمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، والتي نوقش خلالها موضوع “تطور صناعة السينما الأفريقية خلال العقدين الماضيين”.

وجاءت مشاركة المهرجان متمثلة في كلمة لمديرة المهرجان المخرجة عزة الحسيني، وورقة نقدية لشرح الوضع الراهن في السينما الأفريقية كتبها السيناريست سيد فؤاد، بالإضافة لإدارة الندوة من قبل الناقدة والإعلامية هالة الماوي، ومداخلة عن مدى تأثير الإنتاج الأوروبي على السينما الأفريقية من قبل الناقد الفني جمال عبد الناصر، مدير المركز الإعلامي لمهرجان الأقصر.

كما أعد مهرجان الأقصر نشرة خاصة بالسينما الأفريقية وصناعها بالتعاون والشراكة مع مهرجان الرباط لسينما المؤلف.

شارك في ندوة "تطور صناعة السينما في أفريقيا"، عدد كبير من صناع السينما الأفريقية، منهم المخرج السنغالي موسى توريه، والمخرج جاستون كابوريه، والباحثة مريم آيت بلحسين، والناقدة المصرية ناهد صلاح، وسعاد حسين، رئيس المرصد الأفريقي للسينما، والناقد السينمائي المغربي بوبكير الحيحي.

ناقشت الندوة كل ما يخص السينما في أفريقيا، وفكرة تركيز السينما الأفريقية في القرن الماضي على موضوعات الاستعمار والاستعمار الجديد، وتفكيك وإعادة بناء التاريخ وأزمة الهوية الأفريقية، ولكن الألفية الجديدة غيرت اللعبة، ويرجع الفضل في ذلك على وجه الخصوص إلى الثورة الرقمية وظهور جيل جديد من صانعي الأفلام الأفارقة الشباب في القارة وفي الشتات أيضا.

وحاول المتحدثون في الندوة تقديم وجهات نظرهم فيما وصلت إليه صناعة السينما في أفريقيا، ووضعيتها ونقاط القوة والضعف فيها، والقضايا والتحديات والآليات من أجل صناعة أفضل في الفترة الآنية.

وكانت أهم محاور الندوة حول دمقرطة السينما بفضل الثورة الرقمية، إلى منصات البث، مع رؤية مستدامة أفضل للفيلم الأفريقي، ومكانة فيلم المؤلف في السينما الأفريقية الناطقة بالفرنسية والسينما الافريقية الناطقة بالإنجليزية، وتحديات توزيع الأفلام الأفريقية في القارة وخارجها، وغيرها من المحاور المهمة حول صناعة السينما الأفريقية.

بدأت المخرجة عزة الحسيني، مدير مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، كلماتها قائلة: “أولا أهنئ مهرجان الرباط ومدينة الرباط على اختيارها عاصمة للثقافة الأفريقية، وهذا منحنا الفرصة لعمل شراكة مع المهرجان في هذه الدورة وعمل برنامج يشمل نشرة وندوة وتكريمات، وثانيا فيما يخص السينما الأفريقية هناك رحلتان لصعود السينما الأفريقية، ولكن السينما الأفريقية بدأت في الصعود بفضل عثمان سمبين وجبريل مامبيتي وحسين الشريف وآخرين ممن اهتموا بالهوية الأفريقية في أفلامهم، وأيضا خروج مهرجانات متخصصة في السينما الأفريقية مثل مهرجان ”أيام قرطاج السينمائية" الذي أسسه عثمان سمبين مع طاهر شريعة، ثم مهرجانات أخرى اهتمت بالسينما الأفريقية منها مهرجان الفيسباكو ومهرجان الأقصر للسينما الأفريقية وغيرها". 

وأضافت الحسيني أيضا: “المرأة كصانعة سينما في أفريقيا نالت وضعها وأصبحت تأخذ حقوقها كاملة وتنال كل التقدير بفضل الكثير من المخرجات، ومنهن صافي فاي وفانتا ريجيني وأبولين تراوري من الجيل الجديد”.

وتحدثت الباحثة مريم آيت بلحسين مؤكدة أهمية التعاون المشترك بين الدول الأفريقية، وأن السينما كصورة هي لغة توحد كل الشعوب، ولكنها أشارت في كلمتها للمشاكل التي تواجه السينما الأفريقية وأهمها توفير الإنتاج. 

وتحدث أيضا الناقد السينمائي المغربي أبوبكر الحيحي مقارنا بين السينما في نيجيريا وحجم الإنتاج فيها وبين السينما المغربية مثلا، مؤكدا أن نيجيريا تنتج في الأسبوع حوالي 50 فيلما ما بين سينمائي وتليفزيوني، أما المملكة المغربية فإنتاجها في السنة حوالي 25 فيلما، وتمنى أن يزيد إنتاج الدول الأفريقية بنفس القدر الموجود في نيجيريا .

أما المخرج السنغالي موسى توريه، فقد طالب أولا برفض مصطلح السينما الأفريقية ووضعها جميعا في سلة واحدة، مشيرا إلى كل دولة أفريقية لها سينما خاصة بها، مثلها مثل السينما العربية. 

وقال إن فكرة فرض وتوجيه أفكار من قبل الإنتاج الخارجي وهو عادة إنتاج أوروبي، وهي الفكرة والمداخلة التي طرحها الناقد جمال عبد الناصر، ليست مع كل المخرجين، وإنه شخصيا كمخرج يرفض أي وصاية أو أفكار تدخل على فيلمه، وضرب مثالا أيضا بالمخرج البوركيني جاستون كابوريه الذي لا يفرض عليه الإنتاج أيا كان شكله أو نوعه أي شيء، ويترك له الحرية فيما يقدمه.

وفي كلمته، قال جاستون كابوريه، من بوركينا فاسو، إن السينما في أفريقيا يجب أن يصنعها الأفارقة لأنه وجد تاريخ أفريقيا يكتبه غير الأفارقة وهذا خطأ كبير، ولذلك فهو يعيش حاليا وهمه الأساسي كتابة التاريخ بالسينما من خلال الأفارقة أنفسهم، وأضاف أنه شخصيا لا يفرض عليه أحد أي توجهات في أفلامه التي ينال من خلالها تمويلا أوروبيا، وحينما قدم فيلما مع “بي بي سي”، لم يتدخلوا وتركوه يكتب ويخرج ما يحلو له.

وشاركت الناقدة ناهد صلاح بورقة نقدية حملت عنوان "تحديات تواجه صناعة السينما الأفريقية"، قالت فيها: “على الرغم من التطور الملحوظ سواء على المستوى التقني أو الفني إجمالا في السينما الأفريقية على مختلف بلدانها ومدارسها، هذا التطور المرتبط بدوره بالتطور التكنولوجي والإبداعي العالمي، وعلى الرغم من وجود صناعة قوية في بلاد أفريقية مثل مصر والمغرب وتونس في شمال أفريقيا، وحضور أفلام هذه البلاد في مهرجانات عالمية كبرى، بل وحضور نيجيريا على سبيل المثال كثالث بلد على مستوى العالم في الإنتاج السينمائي، يعني نوليوود بجوار بوليوود وهوليوود، إلا أن صناعة السينما في أفريقيا تواجه تحديات كبيرة ومنها: الأزمات الاقتصادية التي تعرقل الإنتاج، وضعف التوزيع أو بالأحرى غيابه، فكثير من البلدان الأفريقية تنتج أفلاما ولا سبيل لعرضها إلا في المهرجانات، لا يوجد دعم عالمي لعروض تجارية ولا حتى عروض محلية، وأيضا عائق اللغة واللهجة (أفريقيا زاخرة باللغات واللهجات)، بالإضافة للصراعات السياسية والحروب”.

وأضافت: “ونحن في السينما المصرية أهملنا أفريقيا، وما قدم من أعمال لم يكن مناسبا كيفا وكما، ولذلك تأتي أهمية مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية ودوره الفاعل في التواصل مع أفريقيا، أفلاما وصناعا”.

وتابعت: “فرنسا هي الدولة الأكثر سيطرة على السينما الأفريقية، لأنها تملك الإمكانيات المادية إضافة إلى هيمنة اللغة الفرنسية التي فرضت نفسها على ثقافة عدد من الشعوب الأفريقية، ولا بد من مبادرة أدعو إليها من هنا وفي إطار الشراكة بين مهرجان الأقصر ومهرجان الرباط لسينما المؤلف من أجل بناء سينما لصالح الشعوب الأفريقية، وإنشاء المنصات وتعددها بالتأكيد سوف يساعد على الترويج وانتشار الأفلام الأفريقية، وكذلك طرح رؤى جديدة بعيدة عن سيطرة الأوروبي وتدخلاته، وقدم السيناريست سيد فؤاد ورقة حول صناعة السينما في أفريقيا برغم أنه لم يتمكن من الحضور لكنها كانت مهمة جدا وحملت عنوان (صناعة الفيلم الأفريقي بين كهنوت التمويل.. والتوزيع من خرم إبرة)".