الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر المناخ بين الحقيقة والنجاح والتمني

د. هشام فريد
د. هشام فريد

الكثير من عموم الناس حول العالم لا يدركون أهمية عقد مؤتمر المناخ Cop 27 فى مصر هذا العام وتولى مصر المهمة لمدة عام كامل من أجل تهيئة المناخ السياسى العالمى لتحسين ظروف المناخ حول العالم. 

 

ومن أهم فوائد عقد مثل هذه المؤتمرات هو حدوث عمليه الرواج الفكرى والإعلامى والتعريف بالمؤتمر وأسباب انعقاده وكذلك المشاركة والنقاشات الشعبية  من أجل زياده الوعى بحجم المشكلة وأخطارها وأسبابها والوقوف على كيفية السبل للتقليل أو القضاء على مشاكل التلوث البيئى وحل مشاكل المناخ والاحتباس الحرارى والبيئة.


ومن هذا المنطلق يجب أن نفخر جميعا كمصريين ولأول مرة وعلى هذا المستوى الدولى والعالمى نجحت مصر فى أن تقدم نفسها كدوله إقليميه عظمى محوريه ومؤثره فى منطقه الشرق الأوسط وبوابه أفريقيا من أجل تمرير المشاريع والمبادرات البيئية لمساعدة دول أفريقيا فى مواجه مشاكل التغير المناخي ونقص الغذاء العالمى وإيجاد حلول ومساعدات من أجل ذلك.

 

وذلك بتنظيم هذا المؤتمر العالمى وظهوره بهذا المظهر المشرف أمام العالم أجمع وبدون أى معوقات أو أخطاء يمكن حدوثها فى مثل هذه المؤتمرات.

وحقيقة الأمر أن مصر أبهرت العالم بالتنظيم وتحضير الملفات والمشاريع البيئيه التى تقدم الحلول للتقليل من التلوث البيئى أو القضاء عليه !


وهنا أود تناول شرح قضيه التلوث البيئى للقارئ من أجل تنمية الوعى الشعبى عند المواطن العادى وحثه على المشاركة الفعلية فى إستقبال وتنفيذ الحلول المقترحة والمشاركة الحماعية منطلقا من مبدأ ابدأ بنفسك.

 

ربنا سبحانه وتعالى خلق الكون متوازن فى طبيعته ودرجه حراره سطح الأرض تتراوح حول 0.9 درجه مئويه ولولا الإنبعاث الحرارى الطبيعى المتوازن لوصلت درجه حراره سطح التربه 17 تحت الصفر ولا يوجد حياه للبشر ! ولكن من رحمه ربنا أيضا ان إنبعاث الغازات تؤدى الى درجه حراره تسمح بالعيش عليها.

ولكن تدخل الأنسان فى الطبيعة ومحاوله بعض الدول السيطرة على مقدرات الشعوب دفع بالبعض الأخر الى المنافسة على ذلك وكان سباق الصناعة والتكنولوجيا والتطور وإنبعاث كميات أكبر وأكبر من الغازات والتى يمكنها ان تكون عالقة بالجو لآلف السنين مما أدى الى ظهور ظاهره الاحتباس الحرارى وزياده درجه حراره سطح الأرض بشكل يهدد التوازن البيئى ومن المتوقع ان تصل الى درجه الحرارة 1.5 مئوية بحلول عام 2026 ومع العلم ان وصول درجه حراره الأرض الى درجه 3 مئويه تعنى فناء الحياه على الأرض. 

 

ولذلك ومن منطلق هذا الخطر الذى يداهم العالم كله قررت دول العالم على الاجتماع مره كل عام فى قارة مختلفة من قارات العالم وعلى التوالى من أجل عقد النقاشات وإيجاد الحلول ومحاوله مساعده الدول المتضرره من جراء تغير المناخ.


وترجع أهميه هذا المؤتمر الذى يقام للمرة 27 على أرض مصر وتحت رئاستها أن مصر قررت أن تعمل وتحث الدول الدول على إقرار مبدأ الخسارة والضرر وتعويض الدول المتضررة وأنه حان الوقت لأن تفى الدول المسببة للضرر بوعودها السابقة ومن  أجل ذلك أنشأت مصر منصة “ نوفى NWAFE “ والتى تبنتها مصر لحث الدول المانحة والتى كانت توعد دائما بتقديم مساعدات الى حسم أمرها من خلال المؤتمر هذا العام وتوفى بوعودها ! وتحويلها الى أفعال وتمويلات، وفعلا قدمت مصر هذه المبادره لكل الوفود المشاركة والمؤسسات الحكومية والخاصة وهى عباره عن دراسات ومشاريع كاملة ومدروسه وقابله للتنفيذ فورا وبعض المشاريع القائمه بالفعل وتحتاج لتطوير وخاصه فى مجال الطاقه المتجدده وتستهدف مصر بهذه المشاريع الحصول على قرابه 15 مليار دولار منح وتمويلات دوليه ومختلطة ميسره وطويله الأجل ومبادله ديون ! وأكتسبت منصه نوفى NWAFE بسرعه شديده ثقه دوليه مما يؤهلها لأن تكون نموذج محاكاه فى دول أخرى فى أفريقيا للقضاء على مشاكل تغير المناخ والجفاف الذى يهدد أفريقيا ب 50 مليون جائع نتيجه نقص الغذاء المنتج تأثرا بإرتفاع درجات الحراره وما يصاحبها من حدوث الجفاف وإختلال التوازن البيئى للمحاصيل المنزرعه والحشرات والآفات.

 

كذلك قدمت مصر مبادرة مبادلة الديون مقابل التمويل، وهى ما تنفذه على نطاق محدود مع إيطاليا وألمانيا منذ عام 2016 وهى أيضا حل موضوعى لإسقاط الديون والدفع بالدولار والحصول على منح وتمويلات وقروض ميسره وطويله الأجل من أجل خفض حجم الدين الخارجى والتخفيف من الضغط على الحكومة المصرية .
 

والجدير بالذكر ان مصر لديها استراتيجية للطاقة المستدامة فى مصر 2016 إلى 2035  وكما أعلن الرئيس السيسى أن مصر ستكون جسرا للطاقة المتجددة لأوروبا .
وللحديث بقيه .