بعد زلزال اليوم الذي ضرب اليونان وشعر به سكان القاهرة في مصر، لا شك أن زلزال اليوم أحد العبر، التي ينبغي أن تجعلنا نعيد حساباتنا لكثير من الأمور، خاصة وأن زلزال اليوم يذكرنا بيوم القيامة ، حيث إن الزلازل من علامات الساعة ، حتى أنه يمكن القول بأن زلزال اليوم جعلنا نتذكر يوم الحساب وأهوال يوم القيامة فهو نذير بقرب قيام الساعة.
بعد زلزال اليوم
بعد زلزال اليوم يزيد السؤال عن قيام الساعة وهل اقتربت ؟، وذلك لما ورد فيه بأن كثرة الزلازل من أشراط الساعة الصغرى، لما جاء في الحديث الذي رواه الإمام البخاري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل»، وثبث في الأحاديث النبوية الصحيحة أن كثرة الزلازل من علامات الساعة، وذلك لما رواه البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، ويَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وتَظْهَرَ الفِتَنُ، ويَكْثُرَ الهَرْجُ - وهو القَتْلُ القَتْلُ - حتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ».
زلزال اليوم يطرح السؤال عن قيام الساعة وهل اقتربت ؟، فيه جاءت عدد من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تبيّن أن كثرة الزلازل في آخر الزمان ستكون علامةً واضحةً وبرهاناً ظاهراً على قرب قيام الساعة قرباً شديداً، كمثل حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن» رواه البخاري، والزلازل: جمع زلزلة، وهي حركة الأرض واضطرابها، ومعنى: «يتقارب الزمان»: تقل بركته، وتذهب فائدته.
زلزال اليوم يطرح السؤال عن قيام الساعة وهل اقتربت ؟، جاء عن سلمة بن نفيل السكوني رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «بين يدي الساعة مَوَتانٌ شديد، وبعده سنوات الزلازل» رواه أحمد، والمقصود بالموتان: كثرة الموت وانتشاره، وعن عبد الله بن حوالة الأزدي رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان عنده فخاطبه قائلاً: «يا ابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك».
الزلزال من علامات الساعة
حديث الزلزال من علامات الساعة ، جاء في صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم : 1036، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، ويَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وتَظْهَرَ الفِتَنُ، ويَكْثُرَ الهَرْجُ - وهو القَتْلُ القَتْلُ - حتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ)، ولقدْ دلَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه على كلِّ خيرٍ، وحَذَّرَهم مِن كلِّ شرٍّ، ومِن ذلك إخبارُه بعَلاماتِ السَّاعةِ التي تكونُ في آخِرِ الزَّمانِ؛ لأنَّ الإيمانَ بتَحقُّقَ صِدقِها مِن الإيمانِ بالغَيبِ، ومِن تَصديقِ اللهِ تعالَى ورَسولِه، ولِيَقْوَى إيمانُ مَن يُشاهِدَها ويَثبُتَ، ويُحسِنَ التَّعامُلَ معها.
وفي هذا الحديثِ بيانُ بعضِها، حيثُ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه لا يَأتي يومُ القِيامةُ حتى يُنزَعَ العِلمُ مِن الأرضِ، وقد فُسِّر في بَعضِ الرِّواياتِ بأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لا يَنزِعُه مِن صُدورِ النَّاسِ، بل يَنزِعُه مِن الأرضِ بمَوتِ العُلماءِ، ومِن العَلاماتِ كَثرةُ الزَّلازِلِ، فيَكثُرُ تَحرُّكُ الأرضِ واهْتِزازُها، ومِن العَلاماتِ تَقارُبُ الزَّمانِ، فتَقِلُّ بَرَكتُه، وقيل: قد فُسِّر تَقارُبُ الزَّمانِ في حَديثٍ آخَرَ بحيثُ تكونُ السَّنةُ كالشَّهرِ، والشَّهرُ كالجُمُعةِ، والجُمُعةُ كاليومِ، واليومُ كالسَّاعةِ، والسَّاعةُ كالضَّرَمَةِ بالنَّارِ، والضَّرَمةُ: الوَقتُ المُستَغرَقُ بمِثْلِ ما يُشعَلُ به النَّارُ وانطفائِه، وقيل غيرُ ذلك.
ومِن العَلاماتِ أيضًا ظُهورُ الفِتنِ، فتَكثُرُ، مِثْلُ ظُهورِ فِتْنةِ الدَّجَّالِ وغيرِها، ومِن العَلاماتِ أيضًا كثْرةُ الهَرْجِ، وفسَّرَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقولِه: «وهو القَتْلُ القَتْلُ»، حيثُ تَكثُرُ استِباحةُ دِماءِ المسلمينَ بَعضِهم لبعضٍ دونَ وَجْهِ حقٍّ، كما في رِوايةِ ابنِ ماجَهْ مِن حَديثِ أبي مُوسى الأشعريِّ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «لَيس بقتْلِ المشركينَ، ولكنْ يَقتُلُ بَعضُكم بَعضًا، حتى يَقتُلَ الرجُلُ جارَه، وابنَ عَمِّه، وذا قَرابتِه»؛ فالقتْلُ المقصودُ هنا هو أنْ يَقتُلَ المسلِمونَ بَعضُهم بعضًا دونَ مُراعاةٍ لِحُرمةِ دَمٍ، أو دِينٍ، أو قَرابةٍ، ومِن العَلاماتِ أيضًا كَثرةُ الأموالِ، فيَعُمُّ الناسَ جميعًا، ويَسْتَغني كلُّ واحدٍ بما يَملِكُه في يَدِه، وقيل: إنَّ إفاضتَه تكونُ في زَمَنِ عيسى ابنِ مَريمَ عليه السَّلامُ بعْدَ قَتْلِه الدَّجالَ، وفي الحَديثِ: عَلامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفيه: حَثٌّ على طلَبِ العِلمِ؛ ففي إخبارِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقَبْضِ العِلمِ إشارةٌ إلى أنْ نَحذَرَ ونَتدارَكَ هذا الأمرَ، ونَطلُبَ العلمَ؛ حتى لا نَصيرَ لهذه الحالِ.