زيارة المقابر لها ثلاث مقاصد، هى: تذكرنا بالآخرة، عظة وعبرة، ودعاء للميت، فعند زيارة الميت هناك نوع اتصال بين المكان الذى دفن فيه وبين روحه في حياة البرزخ، هكذا أكد الدكتور رمضان عبد الرازق عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر.
الحكمة من وضع الصبار ورش المياة عند القبر
واستشهد “عبد الرازق”، بموقف الرسول عليه السلام عندما مرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على قبرينِ فأطلعه الله تعالى على حالهما فقال:"إنَّهما ليُعذَّبانِ وما يُعذَّبانِ في كبيرٍ ثمَّ قال: بلى أمَّا أحدُهما فكان يسعى بالنَّميمةِ وأمَّا الآخَرُ فكان لا يستنزِهُ مِن بولِه" ثمَّ أخَذ عودًا فكسَره باثنينِ ثمَّ غرَز كلَّ واحدٍ منهما على قبرٍ ثمَّ قال: "لعلَّه يُخفَّفُ عنهما العذابُ ما لم ييبَسا".
وأشار إلى اختلاف العلماء حول موقف زراعة الصبار، فبعض العلماء قالوا أن هذا الموقف خاص بسيدنا محمد عليه السلام وليس لغيره ورأى آخر قال افعلوا لعله يكون خير للمتوفى فهو ليس له ضرر.
وتابع: أنه طالما الزرع أخضر فهو يسبح لله تعالى، وطول ما يسبح الله يخفف عن ما فى القبر.
هل وضع الصبار والزرع عند القبر يخفف العذاب عن الميت؟
وقال الشيخ أحمد ممدوح مدير إدارة الأبحاث الشرعية أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يستحب غرس الزرع الأخضر كالصبار والنخل بجوار القبر وورد أنه يخفف العذاب عن الميت، لأنها تسبح الله -عز وجل-.
واستشهد «ممدوح» خلال البث المباشر لصفحة دار الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بما روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ مَرَّ بِقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ، فَقَالَ: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ»، ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً، فَشَقَّهَا بِنِصْفَيْنِ، ثُمَّ غَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ فَقَالَ: «لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا». رواه البخاري برقم «1361».
وأشار إلى أن الصحابي بريدة بن الحصيب، بعد أن علم بما فعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- على القبر هذين الرجلين أوصى بأن يُجعل في قبره جريدتان، وكأنَّ بريدة حملَ الحديث على عمومه ولم يره خاصًا بهذين الرجلين.