الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل نزول البلاء يعني غضب الله عز وجل على عباده.. الافتاء تجيب

دار الإفتاء
دار الإفتاء

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن نزول البلاء لا يعني غضب الله عز وجل على عباده، وإنما هو سنةٌ كونيةٌ لتمحيص العباد، ولا فرق في ذلك بين الصالحين وغيرهم.

أوضح المفتي، أنَّ وجود الصالحين يمنع نزول البلاء العام ما لم ينتشر الفساد، أما إذا عم الفساد وانتشر في الأرض فإن البلاء ينزل بالجميع، وحينئذٍ قد يهلك الصالحون والمفسدون.

فعن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل عليها فزعًا يقول: «لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ» وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ» رواه مسلم، ويكون هلاكُ الصالحين رِفعةً في درجاتهم، ما لم يُقَصِّرُوا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا أَنْزَلَ اللهُ بِقَوْمٍ عَذَابًا أَصَابَ الْعَذَابُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ، ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ» رواه ابن ماجه.

قالت دار الإفتاء المصرية، إن الاستغفار مطلوب من المسلم حتى بعد أداء العبادات والفرائض، ونصحت بالإكثار من الاستغفار والمحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها وقراءة القرآن الكريم والأذكار.

وأضاف دار الإفتاء فى منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، إن الاستغفار وقاية لك من الابتلاء، ﴿وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ﴾ [ص: 24].

ذكر العديد من العلماء أنه عندما يأتي من قضاء الله وقدره شيء مزعج أو متعب أو مؤلم أو بلاء، فالحل الوحيد لسرعة زواله هو تقبله وحمد الله عليه، مع الأخذ بالأسباب.

رأى العلماء أن عدم تقبل قضاء الله وقدره تأخر بقاء القضاء فيك، فالمؤمن الصادق هو من يثق من حكمة الله وعدله، لذلك يجب تلقي البلاء والقضاء بالرضا واليقين مع حسن الظن في الله.

وقال سيدنا على رضى الله عنه: "الرضا بمكروه القضاء يرفع درجات اليقين"، مفسرًا إذا قبلت قضاء الله وقدره فسريعًا ما تُحل المشكلة، وهذا أيضًا من ذكره النبى صلى الله عليه وسلم بالحديث الشريف: "عجبًا لأمر المؤمن، فإن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له ".

وكان سيدنا عمر بن الخطاب إذا أصابته مصيبة قال: الحمد لله "ثلاثا"، الحمد لله إذا لم تكن في ديني، الحمد لله إذ لم تكن أكبر منها، والحمد لله إذ ألهمت الصبر عليها"، فهذا هو المؤمن راضٍ عن كل عطايا الله له.