تنفذ الدولة عددا من المشروعات التنموية ومن بينها مشروع حدائق الفسطاط، والذي يعد واحدا من أهم المشروعات، التي توليها الدولة اهتماما كبيرا، من خلال مراعاة التصميم الحضاري الذي يتناسب طبيعة المنطقة التراثية والتاريخية.
وتفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم السبت، مشروعات تطوير حديقة تلال الفسطاط، وساحة عمرو بن العاص ومنطقة عين الحياة؛ للوقوف على معدلات التنفيذ الحالية.
تطوير أكبر حديقة بالشرق الأوسط
ورافقه رئيس الوزراء كل من الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، والمهندسة جيهان عبد المنعم، نائب المحافظ، واللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، والمهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، وعدد من مسؤولي الوزارات والمحافظة والجهات المعنية واستشاري تنفيذ المشروع.
وأكد رئيس مجلس الوزراء حرصه الشديد على متابعة مراحل تنفيذ هذه المشروعات الحيوية بكل مكوناتها وعناصرها على أرض الواقع وبصفة دورية؛ من أجل دفع العمل بها، في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالمتابعة الدورية لنسب الإنجاز بهذا المشروع المهم، لافتاً إلى الأهمية الخاصة لهذا المشروع، نظراً لدوره المحوري في إعادة إحياء أول عاصمة إسلامية في إفريقيا، وتحويل المنطقة إلى متنزه بيئي وسياحي وثقافي أمام الزوار.
وفي هذا الإطار يقول الدكتور الحسين حسان، خبير التطوير الحضاري والتنمية المستدامة، إن مشروع حديقة الفسطاط تكلف أكثر من 6 مليارات جنيه، وهناك دور كبير في هذا المشروع للأجهزة التنفيذية سواء كانت وزارة الإسكان أو صندوق التنمية الحضارية أو القوات المسلحة في آلية هذا المشروع.
وأضاف حسان - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن المشروع ساعد على تحويل مكان عشوائي إلى مقصد سياحي عالمي، ويلعب دورا في إنعاش السياحة الدينية بشكل عام في مصر، مشيدا بمشروعات: حديقة الفسطاط والتجلي الأعظم والمتحف المصري، التي يترقبها العالم، مشيرا: "بالرغم من الأزمات العالمية التي تحيط بالعالم إلا أن مصر مستمرة في هذه المشروعات، ولم تقف لأي سبب من الأسباب".
ما الذي تتضمنه حديقة الفسطاط؟
وأشار حسان - إلى أن مشروع الفسطاط يعد أكبر حديقة على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في أكبر عاصمة إسلامية، كما أن مصر تعيد إحياء التراث المصري القديم من خلال تلك الإنجازات الكبيرة التي تحدث في هذه المنطقة والمحيطة بتلال الفسطاط، مما يؤكد حرص القيادة السياسية على تنمية هذا الصرح، وتنشيط السياحة الدينية، فتلك المنطقة تضم العديد من الآثار الإسلامية والقبطية، وبالتالي تقوم الدولة ببذل العديد من المجهودات لتطويرها.
وتابع: "التطوير لمنطقة الفسطاط يعد إعادة قوية لهذه المنطقة لطبيعتها التي كانت عليها في وقت من الأوقات منذ مئات السنين، حيث كانت من أهم المناطق خلال الخلافة الإسلامية، وتعد من أهم الخطوات لتطوير القاهرة التاريخية".
ومن ناحيته، أكد وزير الإسكان القيمة المضافة متعددة الجوانب لمشروع حديقة تلال الفسطاط على جهود تطوير منطقة القاهرة الكبرى، حيث تمثل الحديقة إطلالة على تاريخ مصر الخالد لتصبح مقصدًا سياحيًّا إقليميًّا وعالميًّا يعكس عراقة الحضارة المصرية.
وأضاف الجزار: "تعتبر حديقة تلال الفسطاط، هي الأكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وتقام على مساحة 500 فدان في موقع مركزي بقلب القاهرة التاريخية، لتحتضن متحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة ومجمع الأديان وجامع عمرو بن العاص، ولتتكامل الحديقة مع الطبيعة الحضارية للمكان ولتحدث نقلة بيئية نوعية كأكبر متنفس أخضر في قلب القاهرة" .
مناطق مميزة في حديقة الفسطاط
ومن ناحية أخرى، يتضمن المشروع عددًا من الأنشطة التي تعتمد على إحياء التراث المصري عبر مختلف العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية والحديثة، فضلًا عن مجموعة من الأنشطة الثقافية والتجارية والخدمات الفندقية والمسارح المكشوفة، بالإضافة إلى منطقة آثار وحفريات قديمة، ومنطقة حدائق تراثية، كما تتوسطها هضبة كبيرة تتيح التواصل البصري الفريد مع أهرامات الجيزة وقلعة صلاح الدين ومآذن القاهرة .
كما يضم 8 مناطق منها: المنطقة الثقافية التي تقع مقابلة للبوابة الرسمية للدخول الرئيسي لمشروع حديقة تلال الفسطاط على طريق صلاح سالم، وتعد المنطقة الثقافية إحدى المناطق المميزة، وبها محور رئيس على متحف الحضارة وتحيط به مجموعة من الساحات التي تشمل أنشطة ثقافية ومطاعم، وغير ذلك من الخدمات، كما أنه من المقرر أن تُقام بها احتفالات على مدار العام.
وتشمل المنطقة الثقافية الأعمال الخاصة بالبوابة الرسمية بطول 47 مترًا بارتفاع 17م، هذا إلى جانب عدد 4 مطاعم وكافتيريات بمسطح مبنى 216م، و3 نوافير بمسطح 2123م، وعدد 3 غرف طلمبات، وأعمال البنية التحتية والزراعات لمسطح 26,864م، كما أنه يوجد هناك أكثر من 14 بوابة للحديقة (بوابات رئيسية وفرعية)، والحديقة تُقام على مساحة 500 فدان معظمها مناطق خضراء، حيث تمت مراعاة أن تكون المساحات الخضراء كبيرة مقارنةً بمساحة المباني.
الجدير بالذكر، أن حديقة تلال الفسطاط هو مشروع مخطط لإنشاء حديقة تقع في منطقة الفسطاط بمدينة القاهرة، وستقام بالقرب من المتحف القومي للحضارة المصرية، بحيرة عين الصيرة، مجمع الأديان ومسجد عمرو بن العاص، تتضمن الحديقة منطقة أثار وحفريات قديمة ويتوسط الحديقة هضبة كبيرة تتيح التواصل البصري مع أهرامات الجيزة وقلعة صلاح الدين.
ومن المخطط بجانب الحديقة أن تضم مناطق تراثية، مغامرات، ثقافية، تاريخية ومنطقة حديقة الزهور المصرية ومركز ترفيهي إلى جانب منطقة الأسواق، ومنطقة القصبة، والمنطقة الفندقية، فضلاً عن مسرح طومان باي، وساحة البحيرة، ومسرح الوادى، ومن المخطط أيضا إنشاء خط تلفريك يربط بين الحديقة وحديقة الأزهر.