ذكر تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الاحتجاجات التي اندلعت في إيران منذ ما يربو على شهرين في أعقاب مقتل الفتاة مهسا أميني في أحد مراكز شرطة الأخلاق بسبب عدم التزامها بالزي الشرعي من وجهة نظر السلطات، بدأت تأخذ منعطفا خطيرا بعد قيام المتظاهرين أول أمس الخميس بإحراق منزل مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله خوميني والذي مازال يمثل قيمة دينية عالية لدى السلطات في البلاد على الرغم من وفاته عام 1989.
وأضاف التقرير، أن موجة الغضب التي أطلق شرارتها مقتل مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما بدأت تنتشر في جميع أرجاء إيران للتعبير عن السخط الشعبي المتزايد ضد النظام الحالي في البلاد حيث قام المتظاهرون، ضمن أحداث التصعيد والمواجهات بين المحتجين وقوات الأمن الإيرانية، بإحراق المنزل الذي ولد فيه آية الله خوميني، والذي تحول بعد وفاته إلى متحف ومزار تاريخي له قيمة دينية وروحانية خاصة لدى الشعب الإيراني.
وأوضح التقرير، أن بعض اللقطات التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت المنزل وهو يحترق في الوقت الذي يعبر فيه المتظاهرون عن سعادتهم بإحراقه، موضحا أن المتظاهرين في أوقات كثيرة طالما أحرقوا صور الزعيم الخوميني في محاولة للتعبير عن رفضهم لنظام الحكم الحالي في البلاد والذي يرمز إليه الخوميني والذي مازالت السلطات تحتفل بذكرى وفاته كمناسبة قومية.
وفي الوقت نفسه، يشير التقرير إلى أنه لا يبدو في الأفق أي بارقة أمل نحو انحسار موجة الغضب الحالية التي تجتاح البلاد، موضحا أن الاحتجاجات الحالية تمثل التحدي الأكبر للسلطات الإيرانية منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 والتي قامت بعد الإطاحة بنظام الحاكم السابق محمد رضا بهلوي والذي فر من البلاد آنذاك.
ويوضح التقرير، أن المظاهرات بدأت احتجاجا على مقتل مهسا أميني ولكنها تحولت إلى حركة جارفة تطالب بإسقاط النظام الحاكم الحالي في البلاد، مضيفا أن المتظاهرين أخذوا يرددون شعارات مناهضة يوم أمس الجمعة أثناء تشييع جنازة الطفل كيان بيرفالاك الذي لقي مصرعه كما تقول أسرته على يد قوات الأمن الإيرانية خلال المظاهرات.
وأردف التقرير، أن المئات من المتظاهرين تدفقوا في شوارع مدينة "إيذه" في جنوب غرب إيران لتشييع جنازة بيرفالاك، موضحا أن والدة الطفل أكدت أنه لقى مصرعه بعد أن أطلقت عليه قوات الأمن النار يوم الأربعاء الماضي على الرغم من إدعاء السلطات أنه لقى مصرعه في حادث إرهابي من جانب بعض الجماعات المتشددة.