عند تشييع الجنازة ، لاشك أنه من أكثر الأعمال التي أوصى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما لها من فضل عظيم وأجر كبير، حيث إن تشييع الجنازة من حق المسلم على أخيه، ومن هنا ينبغي معرفة ما ينبغي فعله وما لا ينبغي عند تشييع الجنازة لنيل ثوابها كاملاً ، اتباعًا لهديه -صلى الله عليه وسلم- .
عند تشييع الجنازة
عند تشييع الجنازة ، قالت دار الإفتاء المصرية، إنه الشرع الشريف رغَّبفي تشييع الجنازة ، مشيرة إلى أن تشييع الجنازة تعد من السنن المستحبَّة عند جمهور الفقهاء، كما أن اتباع الجنائز من حقِّ المسلم على أخيه.
عند تشييع الجنازة ، أوضحت «الإفتاء » عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه عند تشييع الجنازة يطلب في ذلك مراعاة عدة أمور، منها: الصلاة على الميت، وحمل جنازته، واتباعها حتى تدفن، وثانيًا: المبادرة والمسارعة إلى حملها للقبر، وثالثًا : الْتزام الخشوع، فيما ينبغي ألا يكون فيها نَوْحٌ أو صياح، وكذلك ألا يُتَحَدَّثَ في تشييعها بأحاديث الدنيا.
وأضافت أنه كذلك عند تشييع الجنازة يستحب الوقوف على قبر الميت والاستغفار والدعاء له بالرحمة والتثبيت، لافتة إلى أن من استوفى ذلك كلَّه عند تشييع الجنازة ، فإنه ينال الثواب الجزيل والأجر العظيم.
تشييع الجنازة
تشييع الجنازة ، قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن من تمام السُنة في اتباع الجنائز أن يشيعها المسلم حتى دفنها وإهالة التراب عليها والوقوف على القبر للدعاء لها، فإذا انتظر حتى تم الدفن ثم انصرف قبل الدعاء فله قيراط الثواب المترتب على شهود الدفن، وله أن ينصرف بمجرد مواراة الميت وقبل نصب اللبن وإهالة التراب عليه.
وأضاف «علام» في إجابته عن سؤال: «ما حكم ترك المشيعين للجنازة لزيارة أموات آخرين؟»، أنه في حصوله حينئذ على ثواب شهود الدفن قولان للعلماء، ومن أراد أن يزور متوفاه فالمستحب في حقه أن يكون ذلك بعد الفراغ من دفن الميت، وبعد الدعاء له؛ اتباعًا للسنة، ويمكنه أن يُدخل مَن يريدُ زيارته من الموتى في دعائه، أو ينوي الدعاء له مع الميت الذي يشيعه؛ فيجمع بذلك بين الحسنيين، ويحوز الفضيلتين.
وتابع: واللائق بالمسلم أن يعمل على مواساة أهل الميت وجبر خواطرهم، وأن لا يخالف أعراف الناس في ذلك؛ فالانصراف قبل انتهاء الدفن وقبل الدعاء في أصله واسعٌ مباحٌ، فإذا حُمِل على ما ينافي المواساة لم يكن لائقًا بالمشيعين.
فضل تشييع الجنازة
فضل تشييع الجنازة ، ورد أنه حث الشرع الشريف على اتباع الجنائز، فجعلها حقًّا من حقوق المسلم على أخيه المسلم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلَامِ، وَعِيَادَةُ المَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الجَنَائِزِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ العَاطِسِ» متفق عليه، ولفظ مسلم: «خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ».
فضل تشييع الجنازة ، كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم شديد الحرص على مواساة الناس في مصائبهم ومحنهم، ومشاركتهم في أحزانهم، وجبر خواطرهم، والانشغال بقضاء حوائجهم، والوقوف معهم في كربهم، ومن أجل ذلك رتب الثواب العظيم والأجر الجزيل على اتباع الجنائز من مبدأ الصلاة عليها إلى شهود دفنها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيُفْرَغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ»، قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: «مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ» متفق عليه،وفي رواية لمسلم من طريق عبد الرزاق: «وَمَنِ انْتَظَرَهَا حَتَّى تُوضَعَ فِي اللَّحْدِ فَلَهُ قِيرَاطَانِ».
وحض النبي صلى الله عليه وآله وسلم على اتباع الجنائز، وكان يأمر من تبعها بمرافقتها حتى توضع في القبر؛ أداءً لحق المتوفَّى، وجبرًا لخاطر أهله، ويحث على الدعاء للميت، وسؤال الله تعالى له بالتثبيت، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا رَأَيْتُمُ الجَنَازَةَ فَقُومُوا، فَمَنْ تَبِعَهَا فَلَا يَقْعُدْ حَتَّى تُوضَعَ» متفق عليه، وفي رواية لابن ماجه والبزار: «حَتَّى تُوضَعَ فِي اللَّحْدِ».
وعن عثمان رضي الله عنه قال: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إذا فَرَغَ مِن دَفنِ المَيِّتِ وَقَفَ عليه فقال: «استَغفِرُوا لأَخِيكم وسَلُوا له التَّثبِيتَ؛ فإِنَّه الآنَ يُسأَلُ» رواه أبو داود والحاكم، وصحح إسناده، وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: "إذا دَفَنتُمُونِي فَشُنُّوا عليَّ التُّرَابَ شَنًّا، ثُم أَقِيمُوا حَولَ قَبرِي قَدرَ ما تُنحَرُ جَزُورٌ ويُقسَمُ لَحمُها حتى أَستَأنِسَ بكم وأَنظُرَ ماذا أُراجِعُ به رُسُلَ رَبِّي" رواه مسلم في "صحيحه".