الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حصاد قمة المناخ.. تمويلات بالمليارات ومبادرات تغير مستقبل العالم تنطلق من مصر|أرقام

حصاد قمة المناخ
حصاد قمة المناخ

تختتم قمة المناخ COP 27، فعالياتها، غدا السبت 19 نوفمبر، بعد أسبوعين من النقاشات الجادة وسط رغبة عالمية في الانتقال من مرحلة التعهدات والنوايا إلى مرحلة التنفيذ والالتزام بتحقيق الأهداف الدولية المتعلقة بمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية، والحد من تداعياتها.

الرئيس السيسي

قمة المناخ في شرم الشيخ

وقمة المناخ COP 27، التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، حضرها حوالي 120 من قادة رؤساء وزراء دول العالم، والمنظمات الدولية والإقليمية؛ لمناقشة 4 مجالات هامة، ووضع الترتيبات حولها، والتوصيات المعنية بالحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية والتكيف مع تداعياتها.

وركزت COP 27 في مصر على 4 مجالات تتمثل في التالي:

  • التخفيف والحد من الانبعاثات الكربونية التي تسبب تغير المناخ في المقام الأول.
  • التكيف عبر تجنب الأضرار الناجمة عن تغير المناخ، والخسائر والأضرار.
  • الحد من الآثار التي يسببها التغير المناخي.
  • مناقشة وسائل تنفيذ اتفاقية باريس خاصة فيما يتعلق بجانب التمويل.

وألقى عدد من الزعماء والقادة المشاركين بأعمال قمة المناخ كلمات كان من بينها تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بافتتاح الشق الرئاسي من القمة - بأن العالم أصبح عرضا مستمرا للمعاناة الإنسانية في أقسى صورها ويجب أن تنتهي هذه المعاناة، داعيا إلى توفير التمويل اللازم للدول النامية من أجل دعم جهود التكيف المناخي، موضحا أن مصر تبنت استراتيجية وطنية لمواجهة التغيرات المناخية، من خلال الاعتماد على الطاقة المتجددة والنقل النظيف.

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن عقارب الساعة تتقدم، وإن العالم في حالة حرب سوف نخسرها باستمرار انبعاثات الغازات، وارتفاع درجة حرارة الأرض، مشددا على أن أي ارتفاع بحرارة الأرض فوق 1.5 درجة يعد خطيرا للغاية.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، مجموعة دول الـ 20 بأن تعي الخطر الكبير، داعيا لإبرام ميثاق الدول المتقدمة والنامية لعدم تخطي درجات حرارة الأرض 1.5، مشيرا إلى أن أمريكا والصين عليهم مسئولية كبيرة لبذل الجهود لترجمة هذا الميثاق على أرض الواقع.

وأشار إلى أن حوالي 3 مليارات من البشر يعيشون في مناطق تعاني من تداعيات التغيرات المناخية.

حصاد قمة المناخ

تمويلات واتفاقيات القمة 27 

وأعلن ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، استعداد بلاده لاستضافة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، ودعمها بـ 2.5 مليار دولار في السنوات الـ 10 المقبلة، مؤكدا استهداف صندوق الاستثمارات العامة للوصول للحياد الصفري لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050 من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون ليكون من أوائل صناديق الثروة السيادية عالمياً، والأول في منطقة الشرق الأوسط، في استهداف الوصول للحياد الصفري بحلول عام 2050م، ما يعزز دور الصندوق كلاعب رئيسي في جهود مواجهة تحديات المناخ.

وأكد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد - في كلمته خلال قمة المناخ، مواصلة التركيز في الإمارات على خفض الانبعاثات في قطاع النفط والطاقة، معربا عن شكره لمصر، والأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ، على تنظيم الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف.

وأشار إلى أن الإمارات أطلقت شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة لاستثمار 100 مليار دولار في إنتاج الطاقة النظيفة، مشير إلى أن العالم يواجه تحديات معقدة، ومن بينها تغير المناخ الذي أصبح يؤثر على الأمن والاستقرار.

كما وشهد الرئيس السيسي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الثلاثاء 8 نوفمبر، توقيع اتفاقية لإنشاء أحد أكبر مشاريع طاقة الرياح في مصر بقدرة 10 جيجا وات، وجرى توقيع الاتفاقية بين شركة "إنفينيتي باور" المشتركة بين "مصدر"، الشركة الرائدة عالميا في مجال الطاقة المتجددة، و"إنفينتي إنرجي"، المطور الرئيسي لمشاريع الطاقة المتجددة في مصر، وشركة "حسن علام للمرافق" والحكومة المصرية.

وتهدف الاتفاقية لتطوير مشروع طاقة الرياح البرية بقدرة 10 جيجاوات في مصر، والذي يعد أحد أضخم مشاريع طاقة الرياح في العالم.

أكبر محطة طاقة رياح

ألمانيا تقدم 170 مليون يورو

ووقع الاتفاقية، الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي رئيس مجلس إدارة "مصدر"، والدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر، فيما جاء التوقيع على هامش أعمال قمة المناخ، شرم الشيخ.

ومن جهته أكد المستشار الألماني، أولاف شولتز، خلال كلمته أمام قمة المناخ cop27، بشأن مواجهة التحديات الناجمة عن التغير المناخي، لضبط الاحترار العالمي الذي أصبحت مواجهته ضرورة ملحة لخفض الانبعاثات، مشيرا إلى أن الدول الأكثر تضررا جراء التغيرات المناخية من حقها أن تدعو للتضامن العالمي.

وأوضح أن ألمانيا تعمل على الوصول إلى الحياد الكربوني في العام 2050 أو قبل ذلك، معلنا عن أن ألمانيا ستقدم 170 مليون يورو لمبادرة الدرع العالمي لتمويل مكافحة تغير المناخ.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، الثلاثاء 8 نوفمبر، عن تقديم بلاده 200 مليون جنيه إسترليني لمساعدة الدول الأفريقية الفقيرة في تنفيذ مشاريع محاربة التغيرات المناخية عبر آلية بنك التنمية الأفريقي، موضحا خلال كلمته ضمن أعمال قمة المناخ COP 27 أن التغيرات المناخية لها تأثيرات مدمرة على الدول الإفريقية وجنوب الصحراء التي تواجه الجفاف وأنماط الطقس المتطرفة.

وأوضح أن الآلية الجديدة CAW، التي اعتمدها بنك التنمية الأفريقي ستساعد في تسليم الأموال الحيوية لأولئك الأكثر تضررًا من آثار تغير المناخ بسرعة أكبر بكثير من النظام المتبع سابقاً، مشيرا إلى أن التمويل المتعلق بالمناخ لأفقر بلدان العالم كان محورَ تركيزٍ رئيسًا في مؤتمر المناخ في جلاسكو.

مشاركة بايدن يقمة المناخ

ما هي مجموعة التنسيق العربية

من جانبها تعهدت مجموعة التنسيق العربية، الأربعاء 9 نوفمبر، بتقديم تمويل مشترك بمبلغ تراكمي يبلغ 24 مليار دولار بحلول العام 2030 للتصدي لأزمة المناخ، بهدف إيجاد حلول منسقة وفعالة للتمويل التنموي.

ومجموعة التنسيق العربية، هي تحالف استراتيجي يهدف لإيجاد حلول منسقة وفعالة للتمويل التنموي، وتضم صندوق أبوظبي للتنمية، والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وبرنامج الخليج العربي للتنمية، وصندوق النقد العربي، والبنك الإسلامي للتنمية، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وصندوق أوبك للتنمية الدولية، وصندوق قطر للتنمية، والصندوق السعودي للتنمية.

ودشن الرئيس السيسي مع الرئيس النرويجي افتتاح المرحلة الأولي لأول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وإطلاق المنتدى العالمي للهيدروجين المتجدد كمنصة لشركاء المصلحة من منتجين ومستهلكين بالدول المتقدمة والنامية.

المرحلة الأولى من مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر، قدرتها الانتاجية من المحطة فى منطقة العين السخنة، تصل إلى 100 ميجاوات.

وفي اليوم الثالث لقمة المناخ، تم التوقيع على مشروعات باستثمارات تفوق 15 مليار دولار، وبدأت البورصة المصرية أولى خطوات إنشاء أول سوق لتداول شهادات الكربون، لتحفيز الشركات على خفض الانبعاثات وتبني خطط مستدامة للحد من تلوث الهواء.

ومن جانبه أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الولايات المتحدة الأمريكية تقدم 150 مليون دولار لدعم الدول الأفريقية في مواجهة تحديات التغير المناخى، جاء ذلك خلال كلمته أمام مؤتمر المناخ كوب 27 المنعقد بمدينة شرم الشيخ.

وزيرة البيئة المصرية 

مبادرات أطلقتها قمة المناخ 27

وقال الرئيس الأمريكى، إن بلاده تستثمر أكثر من 20 مليون دولار للتقليل من انبعاثات غاز الميثان، موضحا أن الولايات المتحدة تتعاون مع الاتحاد الأوروبي و100 دولة أخرى لمواجهة تغير المناخ وانبعاثات الغازات.

كما وأعلن بايدن عن دعم جديد بقيمة 500 مليون دولار للتكيف المناخي في مصر، قائلا: ‏‏"سنقاتل لرؤية أهدافنا المناخية ممولة بالكامل، وسيكون هناك دعم لأنظمة الإنذار المبكر في أفريقيا، لتعزيز الأمن الغذائي ودعم مركز تدريب ‏جديد في مصر للانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء القارة.‏

انطلقت في قمة المناخ، مبادرات جديدة، كان أهمها مبادرة أسواق الكربون الأفريقية ACMI بالتعاون مع التحالف العالمي للطاقة من أجل الناس والكوكب والطاقة المستدامة للجميع ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، بدعم من أبطال الأمم المتحدة رفيعي المستوى لتغير المناخ.

وتهدف المبادرة لدعم نمو إنتاج ائتمان الكربون وخلق فرص عمل في أفريقيا، وتتناول إنتاج 300 مليون رصيد الكربون سنويًا بحلول عام 2030، و1.5 مليار ائتمان سنويًا بحلول عام 2050 ودعم 30 مليون وظيفة بحلول عام 2030 وأكثر من 110 ملايين وظيفة بحلول عام 2050 مع توزيع الإيرادات بشكل عادل وشفاف على المجتمعات المحلية.

ويوم السبت 12 نوفمبر، كان يوم التكيف والزراعة، وتم إطلاق 4 مبادرات للاستثمار، وتحسين جودة الحياة فى إفريقيا، وزيادة التمويل المناخى فى الزراعة والنظم الغذائية، وربط تغير المناخ باستدامة السلام.

وأكدت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، خلال إطلاق مبادرة حياة كريمة لإفريقيا صامدة أمام التغيرات المناخية، أن الرؤية الرئيسية للمبادرة تتمثل فى عمل الدول مع مختلف الشركاء لتحسين نوعية الحياة فى 30% من القرى والمناطق الأكثر فقرًا فى القارة بحلول 2030، بطريقة حساسة للمناخ.

عملة تذكارية لقمة المناخ

إصدار عملة فئة 100 جنيه

كما وأطلقت مصر، مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام FAST، خلال يوم التكيف والزراعة، أمس، وقالت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة: نحتاج من 140 إلى 300 مليار دولار خلال عام 2030 للتمويل المناخى، ولكننا سنحتاج من 280 إلى 500 مليار دولار بحلول عام 2050، وهناك 1.7 تريليون دولار تم إنفاقها على الاستثمار فى التكيف، وسيعود ذلك بفوائد تصل إلى 7.1 تريليون دولار في البنية التحتية، وبحلول 2050 سيكون هناك العديد من الاستثمارات التى تُقدر بـ95 تريليون دولار، وتحتاج المرونة لدفع وتيرة العمل المناخي.

كما شارك سامح شكرى، وزير الخارجية، رئيس الدورة، أمس، فى إطلاق مبادرة تغير المناخ واستدامة السلام CRSP، التى أطلقتها الرئاسة للمؤتمر من خلال مركز القاهرة الدولي لتسوية المنازعات وحفظ وبناء السلام، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الإفريقى.

وتمتد المبادرة على مدار 5 سنوات، وهي الأولى من نوعها التي تتناول العلاقة بين تغير المناخ والسلام، على نحو يعكس جهود مصر فى مجال تعزيز العمل متعدد الأطراف، وسيتم تنفيذها عبر عدد من المحاور، ممثلةً فى تعزيز العلاقة ما بين التكيُف مع تغير المناخ وبناء السلام، واستدامة السلام من خلال نظم غذائية مرنة مناخيًّا، والدفع بحلول مستدامة لمشكلة النزوح بسبب تغير المناخ، فضلًا عن الإسراع بحشد تمويل المناخ لاستدامة السلام.

كما وأعلنت مؤسسة صناديق الاستثمار فى المناخ CIF بدء تطبيق مبادرتها حول استثمارات الطبيعة والمناخ CIF’s Nature، People، and Climate، التي تم إطلاقها فى يونيو الماضي، فى مصر وعدد من الدول الناشئة الأخرى، والتى تبلغ قيمتها 350 مليون دولار، مقدمة من إيطاليا والمملكة المتحدة ودول أخرى، فى إطار سعى المؤسسة لتعزيز الحلول المناخية الصديقة للبيئة وتعزيز الاستثمار فى التحول الأخضر فى الدول النامية والاقتصاديات الناشئة.

وأصدرت مصلحة الخزانة العامة وسك العملة، عملة تذكارية فئة 100 جنيه، بمناسبة استضافة مصر لمؤتمر قمة المناخ، حيث صدرت العملة بموجب القرار رقم 65 لسنة 2022 من رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، والذي تضمن الترخيص بإصدار عملة تذكارية غير متداولة من الفضة فئة 100 جنيه، بمناسبة استضافة مصر لقمة الأمم المتحدة للمناخ.

ويظهر في وجه العملة شكل 100 جنيه ومن الخلف شعار واسم قمة المناخ، ومكان استضافتها باللغتين العربية والإنجليزية، وتباع العملة لضيوف المؤتمر في جناح وزارة المالية بالمنطقة الخضراء بسعر 750 جنيها للقطعة الواحدة أي ما يوازي 30 دولارا.

الأمين العام للأمم المتحدة