الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المستقبل والخوف من الغد.. ماذا نفعل؟

آية عبد الرؤوف
آية عبد الرؤوف

يبدو لك أن كلماتي تعلمها جيدًا ولكنك تفتقد القناعة واليقين بها، في حقيقة الأمر من يجعلك ترى ذلك هو نوع من أنواع الاستسلام الإجباري الذي تضع نفسك فيه، من الممكن أن يكون تطرق إلى أُذنيك بعضًا منها والأكيد أنك لم تكن على دراية تامة بمدى تأثير تنفيذها على حياتك.

 ما سأسرده في السطور القادمة شعور يسكن أغلب الأشخاص في فترة زمنية ما، فقد يدخل بعض الشباب والفتيات مرحلة الحيرة والتوتر التي قد تصل إلى الخوف والارتباك والتشتت بسبب تفكيرهم في التخطيط للمستقبل وبناء حياة يطمحون إليها، هذه المرحلة تصيب الفرد بالقلق الزائد الذي يفقده السيطرة على الوصول إلى الحل السليم والاختيار الصحيح في خطوته الحالية والتي ستساهم في نقله إلى المرحلة التالية.

يواجه الشخص صعوبة في تحديد هدفه القادم ووضع خطوات الوصول إليها ولكن بالنظر إلى هذا الأمر الذي نستطيع الجزم بأنه لا إرادي ولا نستطيع التحكم فيه نجد أن تدريب العقل على تجاوز هذا وعدم التفكير فيه شيء في غاية السهولة ولكنه يتطلب منك عدة أشياء أهمها وأولها هي ثقتك في الله عز وجل وقدرته واستعراض معجزاته سواء معك أو بشكل عام فهو القادر الرحمن الرزاق العدل الجبار الذي سيجبر خاطرك من ثقتك وإيمانك به.

علينا عدم الاستسلام والتفكير في المستقبل أو الماضي بشكل يصيب تحركاتك الحالية بالشلل والشتات، من الجميل أن ترسم هدفك ومستقبلك وتحاول السير عليه كما توقعت ولكن إذا وجدت أنك بدأت في مرحلة عدم التركيز في المرحلة الحالية نظرًا للندم على الماضي أو عدم التأكد من المستقبل توقف فورًا وتأمل في عظمة الخالق وتدابيره وحكمته في ما تمر به.

لم تكتف بالثقة واليقين في الله فقط لابد من التأمل، عليك أن تعطي نفسك وقتًا حتى وإن وصل إلى ربع ساعة يوميًا تنظر إلى السماء وأي منظر طبيعي لتصفي ذهنك قدر الإمكان، تذكر أن من رزقك أمس ورسم لك الطريق في السابق لم يصعب عليه أن يرسم طريقك ويدهشك بعظمته غدًا ومستقبلًا، إذا أرهقك التفكير في المستقبل والندم على الماضي توقف فورًا لأنك ستفقد شعورك باللحظة الحالية.

تذكر دائمًا أن نفسك تستحق النظر إليها وإسعادها وبث الأمل والتفاؤل فيها، تخلى عن سماع جميع الأخبار السلبية وقرر أن تسترخى وتفرغ عن ما يشغلك أيًا كانت أهميته لأنك بدون راحتك لا تستطيع استكمال مسيرتك وتحقيق آمالك أو التخطيط لها، تأكد أن النظر إلى الماضي لم يعدله أو يحسنه وانشغالك بالمستقبل يضيع عليك أجمل ما تمر به، استمتع بحياتك وثق في الله وتوكل عليه فقد قال -تعالى-: "وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ"، كما قال عز وجل: "قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّـهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّـهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ".

عليك أن لا تتخلى عن فترة زمنية حتى وإن كانت قصيرة تمارس فيها الرياضة، من الممكن أن تبدأ برياضة المشي في شارع واحد فقط لكي لا تُصاب بالإرهاق وتفقد جزء مهم لتحسين حالتك النفسية والمزاجية، وعندما تُجيب عن هذا السؤال ستصل إلى حسم الأمر بنفسك، ماذا لو قدمت والدتك لك دواء لا تعلمه أثناء مرضك لكي تشفى.. هل ستثق فيها وتتناوله أم سترفضه؟، هذه أمك التي أنجبتك فماذا عن الله الذي خلقك وخلق والدتك؟.