EN
كشفت أحدث بيانات التضخم في القارة العجوز أوروبا والتي تعاني من مشاكل جمة وأزمة طاقة صارخة وتوترات جيوسياسية عاصفة عن ارتفاع قوي للتضخم، وذلك بحسب تقرير منذ قليل عبر وكالة انفستنج المتخصصة في الشأن الاقتصادي.
وبحسب التقرير، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين (سنويًا) مؤشر أسعار المستهلكين في منطقة اليورو بنسبة 10.6% مقابل توقعات بارتفاع في حدود 10.7% بينما سجلت القراءة السابقة 9.9%.
البيانات تفصيلًا
وعلى أساس شهري خلال أكتوبر كشفت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين خلال شهر أكتوبر مؤشر أسعار المستهلكين استقرار معدلات التضخم عند مستويات 1.5% مقابل التوقعات بينما ارتفعت مقابل القراءة السابقة التي سجلت 1.2%.
وكشفت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي - باستثناء الغذاء والطاقة- سنويا خلال شهر أكتوبر مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) عن استقرار المؤشر وفقًا للتوقعات عند زيادة 5% بينما تجاوز القراءة السابقة التي سجلت 4.8%.
وأظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي شهريًا في أكتوبر مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي استقرار المؤشر عند مستويات 0.6% مقابل التوقعات، بينما انخفض مقارنة بالقراءة السابقة التي سجلت 1%.
ماذا يحدث؟
زاد التضخم في القارة على وقع أزمة الطاقة التي تشهدها أوروبا نتيجة الحرب في أوكرانيا، خاصة في ظل تزايد احتمالات دخول القارة العجوز في نفق الركود في ظل استمرار سياسة رفع الفائدة للسيطرة على التضخم المتنامي.
وفي وقت سابق قال صانع السياسة بالبنك المركزي الأوروبي ومحافظ بنك فنلندا أولي رين بأن مخاطر الركود التضخمي لمنطقة اليورو قد زادت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة.
وقال رين أنه رغم جهود المركزي الأوروبي في خفض التضخم، إلا أن خفضه سيتطلب تجنب ارتفاع الأجور بنسب عالية، حيث أن هذا من شأنه إبقاء توقعات التضخم مستقرة، فضلا عن تحسين استدامة الديون.
ماذا عن اليورو؟
وقال نائب محافظ البنك المركزي الأوروبي لويس دي جويندوس في وقت سابق أن المركزي الأوروبي لا يستهدف التدخل في سعر صرف اليورو بالسوق، ولكنه يبقي أداء العملة بالاعتبار ويراقبها عن كثب.
وأضاف دي جويندوس إلى أن توقعات المركزي الأوروبي تشير إلى أن التضخم في منطقة اليورو سيبدأ بالتباطؤ بوقت ما في عام 2023.
وقال عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي “يواكيم ناجل” إن البنك مطالب بمواصلة الخفض السريع للدعم النقدي، مع عدم وقف زيادة معدلات الفائدة مبكرًا.
توقعات الفائدة
وتوقع بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس أن يقوم البنك المركزي الأوروبي برفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بالاجتماع، وهو ما يشير إلى تفاؤل حذر من قبل بنك الاستثمار الأمريكي.
حافظ جولدمان ساكس على توقعاته بشأن معدل الفائدة للبنك المركزي الأوروبي، وتوقع أن يصل البنك المركزي إلى معدل الفائدة النهائي البالغ 2.75% بحلول مارس.
وقال جولدمان ساكس أن تعليقات البنك المركزي الأوروبي تشير إلى أن لجنة السياسة النقدية قد تتجه إلى إبطاء وتيرة التشديد.
إنذار خطر
وقال رئيس البنك المركزي الألماني: “مع ارتفاع معدل التضخم بشكل ينذر بالخطر، واستمرار السياسة النقدية التيسيرية، يجب على المسؤولين أن ينهوا التحفيزات بسرعة، يجب أن تنتقل معدلات الفائدة إلى منطقة مقيدة للاقتصاد”.
و أضاف ناجل: يجب ألا نتوقف عن رفع الفائدة حتى يتم استعادة استقرار الأسعار، التوقف المبكر يمكن أن يؤدي إلى فترة أطول من التضخم المرتفع والذي سيتطلب سياسة نقدية أكثر تشددًا في وقت لاحق، ما قد يؤدي إلى ركود اقتصادي أكثر حدة”.
وشدد عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي على أنه رغم توقع البنك وصول التضخم إلى الذروة قريبًا، وتباطؤه بشكل تدريجي في العام المقبل، فإن صانعي السياسة النقدية يجب ألا يعتمدوا بشكل كبير على التوقعات الاقتصادية عند اتخاذهم للقرارات.
