الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لا تفاهم ولا إتفاق.. الخلافات بين الفيل والحمار تتصاعد في الولايات المتحدة

الجمهوريين والديموقراطيين
الجمهوريين والديموقراطيين

انتهت انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي ولكن لم تنته الخلافات بين الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة: الديموقراطي الحزب الحاكم الآن والحزب الجمهوري المعارض والذي حصل على الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي.

وتقع بين الحزبين نقاط خلافية عديدة يستخدمها الطرفان كورق ضغط في الانتخابات ولمعارضة سياسات كلا منهما، خاصة مع اختلاف نظرة الحزبين للكثير من الملفات العالمية والتي تتعلق بالسياسة الأمريكية الحالية.

وفي تقرير التالي نرصد أبرز النقاط الخلافية بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري "الفيل والحمار"..

الاتفاق النووي الإيراني

يعد الاتفاق النووي الإيراني من الملفات الساخنة بين الجمهوريين والديموقراطيين وأحد أهم الملفات الخلافية بينهما، منذ توقيع إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما الاتفاق مع إيران للحد لوقف برنامجها النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية التي تعمل عليه، ولكن في المقابل أزال كافة العقوبات الاقتصادية والسياسية التي فرضت عليها من قبل الحكومات الجمهورية السابقة وخاصة حكومة الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن، وبذلك أوقف الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الدول الخمس الكبري "الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وبالإضافة إلى ألمانيا" .

ويعارض الجمهوريون هذا الاتفاق كونه أعطي إيران الفرصة في إعادتها للحياة مرة أخري وأعطاها الفرصة في التعاون التجاري بين العالم وخاصة روسيا والصين، مما زاد من نفوذها الإقليمي وإمكانية دعمها للمليشيات التابعة لها مثل حزب الله في لبنان والمليشيات الآخري في سوريا والعراق واليمن، لذلك جاء الرئيس الجمهوري دونالد ترامب وأعلن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق مع إيران وإعادة فرض كافة العقوبات الاقتصادية والسياسية عليها وإدراج الحرس الثوري "الذراع المسلحة لإيران" على قائمة الجماعات الإرهابية في الولايات المتحدة، ولذلك في المقابل مضت إيران في استكمال برنامجها النووي ورفعت من تخصيب اليورانيوم لديها إلى أكثر من 60% واقتربت من الحد الذي يمكنها من إمتلاك السلاح النووي.

المساعدات الأمريكية لأوكرانيا

انخرط الديموقراطيون في الصراع الروسي الأوكرني بدعم واضح وصريح لأوكرانيا ومساندتها بكافة الأشكال السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية في ظل إدارة الرئيس جو بايدن مما كون عداء روسيا كبيرا لم يحدث منذ الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

وقد صرح وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، بأن المبلغ الإجمالي للمساعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن لنظام كييف منذ بدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا بلغ 16.8 مليار دولار، هذا بالإضافة إلى الموقف العدائي لروسيا والعقوبات التي فرضت عليها من القبل الغرب حتي أصبحت الدولة الأولي عالميا في عدد العقوبات المفروضة عليها وتليها كوريا الشمالية وإيران.

وفي المقابل رفض الجمهوريون العداء من روسيا بهذا القدر واعتبارها دولة مزعزعة للأمن والاستقرار الدوليين، كما يرون أنه لا بد من تكوين علاقات جيدة مع موسكو لتجنب الدخول معها في النزاع، وهذا مع حدث في ولاية الرئيس ترامب الذي جلس مع الرئيس الروسية فلاديمير بوتين وكانت علاقات البلدين جيدة حتي وصف ترامب بوتين بـ "صديقي".

لذلك يعارض الجمهوريون كثرة الدعم غير المبرر إلى أوكرانيا مقابل العداء مع روسيا أحد الدول الكبري في العالم.

قضية الإجهاض

تعتبر قضية الإجهاض في الولايات المتحدة الأمريكية أحد أهم القضايا الخلافية بين الديموقراطيين والجمهوريين، كما تعتبر حصان طروادة الذي قلب كفه انتخابات التجديد النصفي لصالح الديموقراطيين.

وقد قررت المحكمة العليا الأمريكية إلغاء الحق الدستوري للمرأة في الإجهاض، الصادر منذ نحو 50 عاما، وهو القرار الذي رحب به الجمهوريين وقال عنه ترامب "بأنه أكبر انتصار للحياة".

وفي المقابل عارض الديموقراطيين قرار المحكمة ورأو أنه تقليص من حقوق المرأة في الولايات المتحدة، حيث تعهد الرئيس الأمريكي بايدن بحماية النساء اللاتي يسافرن لإجراء عملية الإجهاض.

وأكد بايدن أن الحكومة ستضمن حق الوصول إلى الأدوية التي تؤدي إلى حدوث الإجهاض في الولايات التي تحظر فيها العمليات.

وأضاف: "أشارك الغضب العام نحو هذه المحكمة المتطرفة”، مشيرا إلى أن المحكمة تريد إعادة أمريكا إلى الوراء وتقليص الحقوق، وكان قرارها خاطئًا وشائنًا".