كرم مهرجان مراكش الدولي للفيلم في دورته التاسعة عشر مساء اليوم /الأربعاء/، المخرجة والكاتبة المغربية فريدة بنليزيد.
وأعربت بنليزيد -في تصريح صحفي- عن سعادتها بهذا التكريم خاصة أنه يأتي من مهرجان وأهل بلدها، وأوضحت أن السينما المغربية حققت نجاحات ملحوظة وشهدت تطورات على أكثر من صعيد خلال العقدين الأخيرين، وأن هناك إقبالا كبيرا من الشباب وصغار السن على دراسة السينما والانضمام إلى هذه الصناعة المهمة التي أصبحت تؤثر على المجتمعات.
وأكدت أنها متابعة جيدة للسينما المصرية التي تمتلك إمكانات هائلة، واعتبرت أن المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين هو الأفضل عالميا وكذلك المخرج يسرى نصرالله.
ودرست فريدة بنليزيد الأدب والسينما في جامعة فانسين بباريس، ثم التحقت بالمدرسة العليا للدراسات السينمائية، وأخرجت أول فيلم وثائقي قصير لها بعنوان "هوية امرأة"، الذي استعرضت فيه حياة المهاجرات المغاربيات هناك.
ثم كتبت سيناريو فيلم "عرائس من قصب" للمخرج الجيلالي فرحاتي (1981) الذي عرض في قسم "أسبوعي المخرجين" بمهرجان كان عام 1982. غير أن رغبتها في أن تصنع أفلاما وأن تستمر في الكتابة في بلدها المغرب كانت قوية جدا، مما جعلها تختار الاستقرار في مدينة طنجة.
بعد أن كتبت سيناريوهات أفلام أخرجها عدد من السينمائيين المغاربة، من بينها باديس (1989) لمحمد عبد الرحمان التازي، ثم في وقت لاحق، البحث عن زوج إمرأتي (1995)، بدأت مشوارها الفني في الإخراج من خلال فيلمها الروائي الطويل باب السما مفتوح (1988) الذي صورت فيه الجانب الروحي للمرأة بعيدا عن الإملاءات الدينية (الذكورية) من جهة، وعن الشعارات النسائية من جهة أخرى. وقد جال هذا الفيلم مختلف قارات العالم، وعرض في العديد من المهرجانات الدولية.
ثم أخرجت فيلما وثائقيا قصيرا "امرأة من منطقة الساحل" (1993) الذي يتحدث عن عولمة بديلة، قبل أن تخرج فيلمها الروائي الثاني كيد النساء المستوحى من موروث الحكايات الشعبية.
وتنوعت أعمالها السينمائية والتلفزيونية في الدار البيضاء في فيلم "الدار البيضاء"، عادت إلى طنجة من أجل اقتباس رواية لأنخيل فاسكيز في فيلم "خوانيتا بنت طنجة" (2006)، الذي يصور طنجة خلال الفترة الممتدة من أربعينات إلى تسعينات القرن الماضي والعقد الأول من الألفية الثالثة، من خلال ترحال مستمر ومناجاة بطلة هائمة في المدينة.
بعد إخراجها هذا الفيلم، وباستثناء الفيلم التلفزيوني الروائي عن العبودية "ستر ما ستر الله" (2010)، أخرجت فريدة بنليزيد العديد من الأفلام الوثائقية؛ بينها "كازا نايضة" (2007)، "حدود وحدود" (2013)، والسلسلة الوثائقية "تامي التازي"، إبداعات على مر الزمن (2013)، وسلسلة من عشرة أفلام وثائقية عن الرقص والموسيقى الأمازيغية في القرى النائية لجبال الأطلس، والفيلم الوثائقي عرس أمازيغي على نهر أنيركي.
وبعد كتابتها فيلم سيرة ذاتية؛ "فاطمة: السلطانة التي لا تنسى" (2022) لمحمد عبد الرحمن التازي، كتبت سيناريو فيلم وثائقي عن فاطمة المرنيسي.