الصلاة حبل موصول بين العبد وخالقه، وهذه العلاقة يوميّة متكررّة، يشحن بها العبد همّته، ويتصل فيها بخالقه، ويرتفع بها إلى منازل القربات، فقد قال الله تعالى: إِنَّني أَنَا اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدني وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري.
يجب على المسلم إقامة الصلاة في وقتها لأن التكاسل مدعاة لإضاعتها ونسيانها أما إذا حصل أن الإنسان طرأ عليه نسيان أو نوم فلم يؤد الصلاة في وقتها بسبب ذلك فإنه حين يتذكر يجب عليه المبادرة بالصلاة التي نسيها أو نام عنها لقوله صلى الله عليه وسلم: "من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك" [رواه الإمام مسلم في صحيحه]، وقال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} [سورة طه: آية 14]، فإذا استيقظ الإنسان أو تذكر فإنه يبادر بأداء الصلاة الفائتة في أي وقت حصل ذلك ففي هذه الصورة يصلي صلاة الفائتة أولاً ثم يصلي الصلاة الحاضرة ولا يصلي الحاضرة قبل الفائتة لأن الترتيب واجب ولابد منه.
لمن فاتته صلاة العشاء هل يجوز قضائها فى الصباح ؟
إنه يجب على المسلم الاهتمام بصلاته وأدائها في وقتها وألا يتكاسل عنها أو يتأخر، لأن هذا مدعاة لإضاعتها وتركها.
إما إذا نسي المسلم صلاةً أو نام عنها وجب عليه أن يصليها إذا ذكرها، ولا يؤخرها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا نام أحدكم عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك).. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "فليصلها إذا ذكرها"، معناه المبادرة إلى فعل الصلاة في نفس الوقت الذي يذكرها فيه.
فإذا قام من النوم وقد نام عن صلاة، فإن أول ما يجب عليه هو أداء هذه الصلاة، وكذلك إذا كان قد نسي صلاة، فإنه يجب أن يبادر إلى أدائها في الوقت الذي يذكرها فيه، وهذا يعني أن الصلاة إذا كانت من صلوات النهار كالفجر والظهر والعصر ونسيت، أو نِيم عنها فإنها تُصلى ولو ليلاً.. وأما القول بتأخير الصلاة التي نِيم عنها أو نُسيت إلى وقتها من اليوم التالي، فإنه قول لا دليل عليه.
لا يفوتك
هل أقضي الصلاة الفائتة قبل الحاضرة ؟
أجاب الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن سؤال “عند قضاء الصلوات الفائتة هل أصلى الحاضرة أولا” قائلا: نعم يجوز ذلك ولا يوجد مانع، إلا في صلاتي الصبح والظهر فعليك أن تصلي الفائت منهما أولا قبل الحاضر.
اعتقاد خاطئ في قضاء الصلاة الفائتة
قدم الشيخ محمود شلبي امين الفتوى بدار الإفتاء طريقة سهلة لقضاء الصلوات الفائتة، حيث طالب أمين الفتوى بالاستغفار أولًا ثم التوبة، ويعزم على قضاء الصلاة الفائتة، ويؤجل السنن لكن يصلي الفرض الحاضر، ثم فرض من الفروض الفائتة ويسير على منهج يومي حتي يقضي كل الأيام.
وقال أمين الفتوى خلال لقاء مسجل له: لو لم يعرف المصلي، الصلوت الماضية يجتهد بالتقريب ويحسب العدد الذي فاته من الصلوات بالتقريب، ثم يبدأ قضاء هذه الصلوات ويدعوا الله أن يعفوا عنه ويغفر له.