أكدت الدكتورة إيمان مصطفى السيد، أستاذ كيمياء حيوية التغذية بقسم التغذية بالمركز القومى للبحوث،على أهمية دور التغذية في رفع مناعة الأطفال مع بداية العام الدراسي،ومع بدء الشتاء، مشيرة إلى أنه في ظل وجود جائحة كورونا يجب الاهتمام بمناعة الأطفال للوقاية من نزلات البرد والأمراض التنفسية بصفة عامة وكورونا بصفة خاصة.
وأضافت "مصطفى" أن المناعة هي قدرة الجسد على مقاومة الأمراض التي تحدث بسبب دخول البكتيريا أو الفيروسات وغيرهما من الأجسام الضارة في جسم الإنسان، ويعتبر الجلد والغشاء المخاطي المبطن ببعض أجزاء الجسد مثل الجهاز التنفسي والتناسلي من خطوط الدفاع الأولى ضد الأجسام الغريبة، ولكن قد يكون الميكروب أقوى من هذه الخطوط الأولى فيدخل الجسد.
وأشارت إلى أنه في هذه الحالة تتم مهاجمة اي أجسام غريبة عند طريق الخلايا المناعية إما بالتهامه أو بإفراز الأجسام المضادة له والإنزيمات والسيتوكين، وتكرار العدوى قد يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي، لذا من الواجب تقوية الجهاز المناعي بعدة طرق، أهمها التغذية السليمة.
وأوضحت أن التغذية السليمة تشملتناول المغذيات الصغرى مثل الفيتامينات والأملاح المعدنية والمغذيات الكبرى مثل الكربوهيدرات والدهون والبروتينات، هذه المغذيات بأنواعها تسهم بدور كبير في تقوية المناعة ومقاومة الأمراض، فقد وجد أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يكونون أكثر عرضة للأمراض مقارنة بغيرهم من الأصحاء.
وأضافت أن وجبات الطفل يجب أن تحتوي على كمية كافية من البروتين سواء حيواني (دجاج / لحوم / ألبان/ بيض) أو نباتي، وإذا كان البروتين من مصدر نباتي فيجب تناول أنواع مختلفة من الخضراوات والبقوليات والحبوب للحصول على الأحماض الأمينية الأساسية اللازمة للنمو والمناعة،وقد وجد أن البروتين يدخل في بناء الخلايا المناعية والأجسام المضادة والإنزيمات والسيتوكين، وبذلك هو يعزز المناعة بدرجة كبيرة، أيضا بعض الأحماض الأمينية المكونة للبروتين مثل الأرجينين والجلوتامين لها دور كبير في تحسن المناعة وتقليل الالتهابات.
وذكرت أن من الأطعمة الهامة لتعزيز مناعة الطفل الزبادي، وهو مصدرغني بالبروتين والكالسيوم والبروبايوتك، وهي البكتيريا النافعة التي تدعم المناعة وتعمل على صحة الجهاز الهضمي، ويمكن إضافة القليل من الكركم عليه لقدرته الهائلة على تقوية المناعة لوجود مادة الكركمين الفعالة، بالإضافة إلى العسل الأبيض وهو محلي طبيعي صحي ويستخدم في المنازل في علاج الكحة والإجكيما والجروح ونزلات البرد وغيرها، وهو مصدر غني بمضدات الأكسدة والفلافونيدات والأملاح المعدنية والفيتامينات والأحماض الأمينية والإنزيمات، بالإضافة إلى المكون الأساسي وهو السكر، لذلك يعتبر مصدرا للطاقة ومقويا فعال للمناعة ضد الإصابات البكتيرية والفيروسية، فهو يحفز الخلايا المناعية ويزيد من قدرتها مع مقاومة الأمراض.