كنتُ أحد الساعين لحضور مؤتمر الأطراف COP27 ، وقمتُ بالتسجيل بالمواقع الإلكترونية Green Zone Access & Innovation Zone ، وكان الرد تهنئة بنجاح التسجيل والقبول للحضور، وبطبيعة البحث عن المعرفة ، شاركتُ العديد من المؤتمرات والفعاليات التي تتحدث عن كيفية مواجهة تغير المناخ ، بل كتبت عنه عدة مقالات في الصحف القومية ، وقمت بالمشاركة الفعلية بنموذجين، واحد كمحاضر لتوضيح العلاقة بين تغير المناخ والنزاع المسلح، قد أعددتها بين أوراق بحثي الدائم ، وقدمتها في مؤسسة مدنية انتميتُ إليها، وأخرى شاركت بها كورقة بحثية مقدمة للحزب الذى أنتمي إليه.
ساعة الصفر: تطلق هذه العبارة عن البداية بعد نهاية إعدادات طويلة ، فقد كانت ساعة الصفر التي اخترتها بين العديد من الاختيارات لحضور مؤتمر المناخ ، أن أسافر بصحبة المؤسسة التي انتميت إليها وهي إحدى منظمات المجتمع المدني.
البداية من أرض السلام : فور وصولي إلى مدينة شرم الشيخ ، أرض السلام والمدينة الخضراء الأولي في الشرق الأوسط ، شعرت برفرفة في قلبي ، وسعادة تغمر صدرى ، فأنا من عشاق مدينة شرم الشيخ ، نسيمها دائم التجدد ، طيب الأثر رائحته كالمسك تحمل الكثير من رسائل عبق التاريخ ، وأثر الشهداء ، ومجد مصر الخالد ، وبالإضافة إلي كل ما سبق ، فهي الآن في أبهي صورها لاستقبال مؤتمر المناخ ، وضيوف العالم ، والزعماء والقادة ، للوصول إلي حل أمثل لمواجهة تغير المناخ ، فقد أطلق عليه مؤتمر التنفيذ ، مما أضاف له أهمية واهتماما، من جميع دول العالم ، ترى البهجة في كل مكان والتحضر للأخضر في كل المدينة بداية من وسائل النقل إلي المباني الخضراء ، إلي أدوات الطعام والشراب التي أصبحت جميعها صديقة للبيئة .
المنطقة الخضراء : تمثل 57% من المساحة الإجمالية لمناطق العروض والقاعات ، فهي تتضمن مساحات لعرض قصص نجاح مشروعات عالمية لمواجهة تغير المناخ ، وتحتوي على المعارض لأنشطة مرتبطة بتغير المناخ ، ومساحات للأنشطة الثقافية والتشاركية تضم العديد من منظمات المجتمع المدني المشاركين في فعاليات المؤتمر ، في المنطقة الخضراء كل شيء صديق للبيئة ، لا للبلاستيك ، سيارات كهربائية تستقبل الوفود ، للتحرك داخل المنطقة ، دون عوادم ، جميع البنايات والهياكل مصنوعة من الخشب ومن مواد تم إعادة تدويرها ، قابلتُ العديد من الحضور والمشاركين من الجنسيات المختلفة ، بين مواطنين من القارة الأفريقية والأسيوية والأوروبية والأمريكية ، جميعهم منبهرون ومنتمون للحدث ، يتحدثون بطلاقة عن إعجابهم بالمؤتمر وأن حضورهم كان من أجل المؤتمر بالأخص ، وعن مدى أهميته .
منطقة التعاون : هذه المنطقة وجدتها أكثر تعبيراً عن الثقافات المختلفة ، وبها الكثير من الندوات التي تجمع بين عدد من الجنسيات ، ويطرح كل محاضر تجربته العملية ، في مجالات مختلفة ، منها ، القيادة والتنمية ، تعرفتُ هناك على نماذج متعددة ناجحة في بلدها ، وكان أهم هذه النماذج بالنسبة لي "أميرة" هذه الفتاة المصرية التي أتت من ألمانيا لتمثل جهة عملها في المؤتمر ، نموذج رائع ومشرف لكل مصرية ، وأصبحنا صديقتين رائعتين.
المنطقة الزرقاء: صخب مناقشات السياسة وأرقام الاقتصاد والتمويل ، والبروتوكولات والتعهدات ، فمن هنا ننتظر النتائج والتوصيات والتنفيذ الفعلي لمواجهة تغير المناخ.
مصر تقول إنها تستطيع ، وتحتفل في عُرس دولي لا مثيل له ، مصر تُعلن استقرارها السياسي والأمني ، مُصر صاحبة قرار ويُقر بهذا زعماء وقادة العالم كان الأحد 13 نوفمبر أجازة لفعاليات المؤتمر وسأعود لمدينة السلام في رحلتي الثانية إلي أرض السلام " فخورة بمصريتي ".