الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جمعة سوداء عندهم .. بيضاء عندنا

عبد المعطي أحمد
عبد المعطي أحمد

الجمعة السوداء التى تسمى أحيانا بالجمعة البيضاء فى مصر والعالم العربى هى اليوم الذى يأتى بعد عيد الشكر فى الولايات المتحدة الأمريكية, وعادة مايكون فى نهاية شهر فبراير من كل عام, ويعد هذا اليوم بداية موسم شراء هدايا عيد الميلاد, وفيه تقوم أغلب المحال بتقديم عروض وخصومات كبيرة, حيث تفتح أبوابها مبكرا للجمهورالذى يتوافد من فجر الجمعة على المتاجر الكبيرة فى انتظار افتتاحها, وعند الافتتاح تبدأ الجموع بالركض كل يرغب فى أن يحصل على أكبر قدر من البضائع المخفضة.


وتعود تسمية هذه الجمعة السوداء إلى القرن التاسع عشر, حيث ارتبط ذلك بالأزمة المالية عام 1869 فى الولايات المتحدة, والتى شكلت ضربة كبرى للاقتصاد الأمريكى,حيث كسدت البضائع, ولكن تعافت منها عن طريق عدة اجراءات منها عمل تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات لبيعها بدلا من كسادها وتقليل الخسائر قدر المستطاع, ومنذ ذلك اليوم أصبح تقليدا فى أمريكا,حيث تقوم المتاجر والمحال والوكالات بإجراء تخفيضات كبرى على منتجاتها تصل إلى 90% من قيمتها لتعود بعد ذلك إلى سعرها الطبيعى بعد انقضاء الجمعة السوداء, ووصف هذا اليوم باللون الأسود ليس ناتجا عن الكراهية أو التشاؤم,لكنه أطلق من قبل شرطة مدينة فيلاديلفيا بسبب الاختناقات المرورية الناتجة عن التجمهر أمام المحلات فى هذا اليوم.
ورغم أن هذا الحدث أصله أمريكا وبعض دول العالم فإنه فى السنوات الأخيرة بدأ ينتشرفى مصر وعدد من الدول العربية,ولكن بإسم"الجمعةالبيضاء",نظرا لمكانة يوم الجمعة لدى أغلبية العرب من المسلمين.


• 9 نوفمبر 1977 أعلن الرئيس أنور السادات فى مجلس الشعب رغبته فى زيارة القدس,وبعد عشرة أيام ذهبت طائرته إلى إسرائيل وسط ذهول العالم,وعادت الطائرة,واستردت مصر سيناء بعد حروب دبلوماسية لاتقل ضراوة عن المعارك العسكرية,واستعادت أراضيها بحرب أكتوبر المجيدة وبمباحثات السلام الصعبة.خمسة وأربعون عامامرت على الحدث التاريخى الكبير دون أن تحرز القضية الفلسطينية خطوة للأمام,بل تتراجع كل يوم للخلف,وأحيانا نسمع أصوات الندم والحسرة,وسؤال يتردد على ألسنة فلسطينية ماذا كان يحدث لو ركبنا  الطائرة مع السادات؟


• الحكومات تجىء وتروح,أما الدولة فهى باقية,إنها المظلة التى يحتمى تحتها الجميع,وهى الأرض والشعب والسيادة,وملك لكل المصريين,وهى خط أحمر معروف لدى كل شعوب العالم التى تحافظ على أوطانها لاينبغى المساس بها أو الاقتراب منها,وشتان بين أن تعادى الحكومة أو تعارضها,وبين أن تكره الدولة وتعمل ضدها,فالملجأ الأول والأخير هو مصر الدولة المستقرة التى تعلى شأن مواطنيها,ويلتف أبناؤها حولها مهما غضبوا.وعندما حاولت الجماعة الإرهابية المساس بكيان الدولة وهدم ثوابتها التاريخية والجغرافية والثقافية,والتفريط فى أراضيها وإذلال شعبها ,خرج المصريون جميعا ضد تلك الجماعة,وللأسف الشديد هناك من يخلط بين هذا وذاك.


• قال أحد الآباء: أنا أدفع نحو خمسين ألف جنيه كل عام للمدرسة التى تتعلم فيها ابنتى,وعندما سألتها عن المماليك,قالت:أنا لاأعرف من هم هؤلاء,فسألتها هل تعرفين شيئا عن عمرو بن العاص؟وهل تعرفين سعد زغلول؟هل تعرفين مصطفى النحاس؟وهل تعرفين طه حسين,والإمام محمد عبده أو جمال الدين الأفغانى؟فأجابتنى:أنا لاأعرف شيئا عن كل هؤلاء.لماذا لاتسألنى عن ماأدرسه فى المدرسة؟فعرفت أن ابنتى لاتعرف شيئا عن الحضارة العربية أو الحضارة الإسلامية أو الحضارة المصرية قديمها وحديثها,وعندئذ قلت له :أظن أن الذنب ليس ذنب ابنتك,ولكن السبب هو أنهم فى مدارس اللغات يميلون إلى تعليم أو ذكر الحضارة الأوروبية وتاريخها أكثر من ميلهم لتعليم الأولاد تاريخ الحضارة العربية,وهذا مع الأسف نصف المشكلة,أما النصف الآخرفهو مايحدث للغة العربية,فالآباء والأمهات يفضلون أن يتقن أبناؤهم اللغة الإنجليزية,لأنهم يعتقدون أنها لغة العصر والعلم,مع أن لغتنا العربية هى من أكثر اللغات انتشارا فى العالم .


• لابد أن يشعر كل إنسان بخطورة التغيرات المناخية,وأن يكون أول المتطوعين فى "الجيش الأخضر"المنوط به الحفاظ على البيئة وكبح جماح الانبعاثات الكربونية,وأن يشعر كل مواطن أن عليه واجبا تجاه نفسه وأسرته,ومستقبله فيعمل على الحفاظ على البيئة,وعلى الحكومات فى الدول الصناعية الكبرى أن تطبق ماتم الاتفاق عليه من التزامات مادية حتى تتمكن الدول النامية من التكيف.


• الحرب الروسية الأوكرانية الآن فى نفق مظلم بلا ضوء يبدو حتى الآن فى نهايته هل من طرف ثالث يسعى لوقف القتال,وضمان تخارج آمن ومتوازن لأطرافها بتسوية مقبولة,لأنه لو استمر غياب هذا الضوء,فلن تكون نتيجة هذه الحرب هى "غالب ومغلوب",أو "منتصر ومهزوم",بل هزيمة ودمار للجميع.