ذكرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، نقلا عن مصادر، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحاول طمأنة أوكرانيا بأنها لن تضغط على كييف في أي محادثات سلام مع موسكو بعد أن ألمح جنرال أمريكي كبير إلى “نافذة” لحل دبلوماسي للصراع.
وقال مسؤولون أوكرانيون وأمريكيون قابلتهم صحيفة بوليتيكو، “يشير واشنطن إلى كييف بأن أي هدوء شتوي في القتال 'لا يعني أن المحادثات يجب أن تحدث قريبا'، بينما تعهدت بمواصلة دعم البلاد عسكريا”.
والمخاوف الأوكرانية من أن الولايات المتحدة قد تدفع كييف إلى السعي إلى تسوية سلمية مع موسكو تأججت بسبب التصريحات الأخيرة للجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الذي قال إن أوكرانيا لا يمكنها تحقيق نصر عسكري مشيرا في الوقت نفسه إلى أن “الشتاء قد يمثل فرصة للمشاركة الدبلوماسية. عندما تكون هناك فرصة للتفاوض، عندما يمكن تحقيق السلام، اغتنمها. اغتنم اللحظة”.
وأجرت روسيا وأمريكا محادثات رفيعة المستوى في أنقرة يوم الاثنين. وأصر البيت الأبيض في وقت لاحق على أن أي تسوية للحرب في أوكرانيا ليست مطروحة على الطاولة، مشيرا إلى أن المفاوضات دارت حول الأسلحة النووية والمواطنين الأمريكيين المحتجزين لدى روسيا، في حين رفضت موسكو الكشف عما تحدث عنه الجانبان.
ووفقا لمسؤولين أمريكيين، فإن رسائل واشنطن المختلطة بشأن حل دبلوماسي للصراع الأوكراني “تؤثر علي العلاقة” بين واشنطن وكييف. ومما يؤكد ذلك أيضا وجود خلاف ناشئ بين المسؤولين الأمريكيين، حيث يقال إن البعض يجادل بأنه من السابق لأوانه إجراء محادثات سلام، بينما يعتقد آخرون أن الشتاء يمثل فرصة للدبلوماسية. وعلى هذه الخلفية، يقال إن تعليقات ميلي “أغضبت' المسؤولين الأوكرانيين”.
وقالت بوليتيكو إن المجموعة الأخيرة تضغط على نظرائهم في واشنطن للنظر في هذه الفرصة “بجدية أكبر”، لكنهم فشلوا حتى الآن في إقناع الرئيس الأمريكي جو بايدن والعديد من أعضاء إدارته.
وذكرت موسكو مرارا أنها لن تستبعد إجراء محادثات مع كييف متهمة أوكرانيا بعدم المشاركة.
ووضع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شروطا لأي مفاوضات مع روسيا، والتي تشمل “استعادة وحدة أراضي أوكرانيا، والتعويض عن جميع أضرار الحرب، ومعاقبة كل مجرم حرب”.