أحلامه وحياته لم يعشها بعد؛ خطفه الموت قبل اكتشاف الحياة وما تحمله له؛ حمادة طفل لم يبلغ من العمر الـ 7 اعوام ابتلعته ترعة الرياح التوفيقي في الدقهلية وهو حاضناً امه وممسكًا في رقبتها أثناء سقوط ميني باص في ترعة الرباح التوفيقي.
حالة من الهلع؛ صراخ وعويل الأطفال يضوي في الميني باص؛ هرع الطفل حمادة لحضن امه ليختبئ فيه؛ المكان الأكثر آمنا له ظنا منه أنه سينجيه من فاجعة القدر لم يكن يعلم أنه الحضن الاخير لأمه ليلتقيا سويا في السماء.
النظرة الأخيرة من الطفل لأمه
نظرات الخوف وتوسل الأمان تملأ النظرة الاخيرة من الطفل حمادة لأمه؛ خوفه من أن يفقدها أو أن تتركه من حضنها فأغلق يديه بشدة على ملابسها وصوت الصراخ والبكاء في الخلفية يزيد مشاعر الخوف في قلبه.
الحقونا بنموت.. هكذا ندد ركاب الميني باص فور وقوعها في ترعة التوفيقية املا في وجود أي فرصة للنجاة، غرق الميني باص وكان حاملا أسر بأكملها وابتلعت الترعة أحلامهم وآمالهم.
انتشال أسرة كاملة غرقت في حادث الدقهلية
انتشلت قوات الإنقاذ جثامين أسرة كاملة مكونة من والدة الطفل حمادة أميرة السيد عبد الواحد 25 عامًا، ونجلها الثاني ياسين إبراهيم علي جبر (4 سنوات)، وشقيقتها نرمين السيد عبدالواحد (30 عاما ) ونجلتها أشرقت أحمد جمعة (3 أعوام)، وشقيقتها رودينا أحمد جمعة (7 أعوام ).
غرق الطفل حمادة وفرق الموت بينه وبين أمه بعد انتشال جميع أفراد أسرته وظل هو تحدفه المياه يميناً ويسارا حتى عثر على جثمانه بعد تشييع جثمان أمه بساعات.
تشييع جثامين أسرة كاملة غرقوا في الرياح التوفيقي
شيع أهالي عزبة الدوار في شربين وقرية بسنديلة في بلقاس، جثامين أسرة كاملة وعادوا لمكان الحادث حتى عثروا على جثمان الطفل حمادة.
حبس سائق ميني باص الرياح التوفيقي
و تنظر اليوم النيابة العامة تجديد حبس السائق المتهم المتسبب في الحادث ويدعى «إبراهيم حلمي عبدالله سليمان»، 33عامًا، وذلك بعد قرار حبسة وعرضه على مصلحة الطب الشرعي لإجراء تحليل نهائي لبيان مدى تعاطيه المواد المخدرة وتحديد نوعها والتصريح بتسليم الجثامين الذي جرى التعرف عليها وأخذ عينات من باق الجثامين المجهولة لحين تحديد هويتهم.