تابع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة نوبات تلوث الهواء بمناطق القاهرة الكبرى، والدلتا، ووسط الصعيد، وذلك خلال الفترة من 21 سبتمبر حتى 15 أكتوبر 2022، والتي تقوم بها وزارة البيئة بالتعاون والتنسيق مع الوزارات المعنية، وكذا التوصيات والمقترحات للتغلب على أي نوبات تلوث في هذا الشأن، وذلك من خلال تقرير أعدته الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتخذت العديد من الإجراءات الحثيثة في إطار مواجهة عوامل التغير المناخي، وذلك من أجل خلق بيئة نظيفة ومستدامة، مشيرا إلى أن الدورة الحالية لمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 فرصة جيدة لعرض مختلف الجهود التي تقوم بها الدولة في سبيل الحفاظ على بيئتنا من أجل أبناء وطننا والأجيال المقبلة.
وفي تقريرها، أشارت وزيرة البيئة إلى النجاح الذي حققته منظومة مواجهة نوبات تلوث الهواء، وخاصة خلال العام الماضي، بفضل التكامل والتنسيق المشترك بين مختلف الوزارات والجهات المعنية، مشيرة إلى أن تلك الجهود أسهمت في تحويل التحدي الكبير إلى فرصة اقتصادية، وتحويل الأزمة إلى منتج اقتصادي يدر عائداً ماديا بدلاً من حرقه مسبباً انبعاثات ملوثة للهواء، مؤكدة على أهمية جهود هذه المنظومة هذا العام الذي يتزامن مع استضافة الدولة لمؤتمر المناخ COP 27 بمدينة شرم الشيخ، حيث تعتبر تلك المنظومة قصة نجاح حققتها مصر للتصدي للتغيرات المناخية.
وقالت الدكتورة ياسمين فؤاد إن الجهود المبذولة خلال الأعوام السابقة لمنع نوبات تلوث الهواء، أظهرت زيادة الوعي لدى المواطنين بالمشكلة الناجمة عن حرق قش الأرز، وهو ما أدى لارتفاع نسبة استغلال مخلفات قش الأرز إلى 99%، وحرص المزارعون خلال العامين السابقين على جمع القش وكبسه وتدويره بدلا من حرقه.
وأضافت الوزيرة أنه في إطار استدامة هذه النجاحات، قامت الوزارة بتحديث خطة تحسين جودة الهواء للعمل خلال فصلي الخريف والشتاء من كل عام، بالتنسيق مع الوزارات المعنية ومن خلال تطبيق سياسات اللامركزية في إدارة المخلفات البلدية والزراعية بإدارة مشتركة مع وزارتي التنمية المحلية والزراعة واستصلاح الأراضي؛ حيث يتم الاعتماد على منظومة الإنذار المبكر بالوزارة في التنبؤ بنوعية الهواء، من خلال إجراء تحليل إحصائي للبيانات وتنفيذ نموذج محاكاة الغلاف الجوي والتشتت في محافظات المنظومة، بالإضافة إلى توجيه فرق ومحاور التفتيش للمناطق الأكثر تأثرا بالعوامل الجوية وتحذير المواطنين في حالة توقع زيادة تركز الملوثات في الهواء نتيجة العوامل الجوية.
وسردت وزيرة البيئة بيانات الشبكة القومية لرصد ملوثات الهواء المحيط، والتي أظهرت أن مؤشر جودة الهواء السائد خلال الفترة من ٢١ سبتمبر حتى 15 أكتوبر ٢٠٢٢ بنطاق القاهرة الكبرى جاء بالمستوى الجيد بنسبة (93%) من أيام الرصد تقريبا، كما جاء في نطاق الدلتا بالمستوى الجيد بنسبة (95%) تقريبا من أيام الرصد، كما جاء بالمستوى الجيد بنسبة 73% تقريبا من أيام الرصد في وسط الصعيد (أسيوط)، حيث أسفرت الجهود المبذولة عن تجنب انبعاثات ملوثات الهواء بإجمالي يزيد على 16 ألف طن، وذلك من خلال تنفيذ محاور استهدفت المنشآت الصناعية؛ إذ تمت مراجعة أكثر من ٢٠٠٠ منشأة لبيان مدى توافقها البيئي، وكذلك تنفيذ أكثر من 100 حملة لفحص عوادم المركبات على الطرق، وكذلك أسطول هيئة النقل العام بالقاهرة الكبرى.
وفيما يخص المخلفات الزراعية، فقد أوضحت الوزيرة أنه تم الانتهاء من تجميع وكبس أكثر من 1.3 مليون طن قش أرز بنسبة 86.4% من كمية قش الأرز الناتجة من إجمالي المساحة المزروعة خلال الفترة المستهدفة، وفقا للبيانات الواردة من وزارة الزراعة، عن طريق فتح 46 موقعا لجمع وكبس القش، من خلال الدعم بالمعدات المقدمة من وزارة البيئة، بالإضافة إلى فتح 165 موقعا من خلال الأهالي، حيث تبين ارتفاع نسب تجميع الأهالي نتيجة التوعية بأهمية قش الأرز.
وتطرقت الوزيرة، في تقريرها، إلى مجهودات الجمع والحرق المكشوف للمخلفات الزراعية، مشيرة في هذا الصدد إلى إصدار منظومة الإنذار المبكر نشرات بنتائج تحليل بيانات الحرائق التي تم رصدها من خلال ثلاثة أقمار صناعية خلال الفترة نفسها، حيث تم تفعيل ۲۰ محورا للمتابعة والسيطرة على الحرق المكشوف لتلك المخلفات تابعة لوزارة البيئة، بالتعاون مع الجهات المعنية.
وحول موقف تجميع مخلفات الذرة الرفيعة، فأشارت الوزيرة إلى تجميع ما يزيد على ٢٠٥٠ طنا من مخلفات حطب الذرة الرفيعة خلال الفترة، من خلال ١٨ مفرمة مقدمة من وزارة البيئة، وتم إدخال محافظة أسيوط منظومة مواجهة نوبات تلوث الهواء هذا العام لأول مرة، بعد أن اتضح في السنوات الأخيرة بالمحافظة وجود ظاهرة حرق المخلفات الزراعية التي لا يحتاجها الفلاح في صورتها الأصلية وخاصة حرق بوص الذرة الرفيعة.
وتحدثت وزيرة البيئة عن برامج التوعية البيئية، وفي ضوء ذلك أشارت إلى أنه تم عقد ۸۲۱ ندوة وحملة توعية خلال الفترة مع المواطنين؛ للتعريف بالأضرار الناتجة عن حرق المخلفات الزراعية وكيفية الاستفادة من قش الأرز وجهود وزارة البيئة والوزارات المعنية في التعامل مع المخلفات الزراعية والفئات المستهدفة وهي المزارعين العاملين بالجمعيات الزراعية والوحدات المحلية ورجال الدين؛ حيث تم البدء بتكثيف الحملات قبل الموسم بفترة كبيرة.
وأفرد التقرير جانبا لاستعراض أعمال منظومة خدمة المواطنين ومتابعة غرفة العمليات المركزية، حيث تم التنويه لاستقبال ١٤٩ شكوى تضرر من حرق المخلفات الزراعية، إضافة إلى شكاوى تضرر من حرق القمامة، حيث تم التعامل مع جميع الشكاوي وإزالة أسبابها بالتعاون مع الحماية المدنية، وتم تحرير محاضر للمخالفين، مع توجيه مسئولي المحاور المختصة مكانيا بالبلاغات الواردة إلى غرفة العمليات المركزية، وأن يتم التنسيق والمتابعة اليومية بغرف العمليات بالفروع ورؤساء الفروع المعنية والموافاة بالإجراءات التي تم اتخاذها في هذا الشأن.
وتضمن التقرير عددا من التوصيات من بينها أهمية العمل على زيادة فاعلية الدور الذي تقوم به الإدارات المعنية في التعامل مع حرائق المخلفات في نطاق المحافظات التي ترتفع فيها معدلات الحرق، مع ضرورة تنفيذ خطط سريعة للرصد المستمر من قبل الجهات المعنية، دون التقيد بالخطة الزمنية المحددة سلفا، وذلك لسرعة التعامل مع أي نوبات قد تحدث، وذلك للتغلب عليها في أسرع وقت.