انتشرت خلال الفترة الأخيرة عدوى الفيروس المخلوي التنفسي عند العديد من الأطفال بمختلف أعمارهم، لذلك أعربت العديد من الأسر عن تخوفاتها من دور برد يصيب الأطفال ولا ينتهي بالعلاج كالمعتاد وأصبح هذا الفيروس حديث الأسرة والتجمعات.
الفيروس المخلوي التنفسي
الفيروس المخلوي التنفسي هو فيروس من مجموعة من الفيروسات المخاطية، والتي يمكن أن تسبب في بعض الحالات التهابات شديدة في الجهاز التنفسي، إذ يتسلل إلى الجهاز التنفسي للأطفال والبالغين.
وبعد انتشار حالات الإصابة بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي، وفي محاولة لتهدئة العائلات اللاتي أصيب أطفالهن، خرج المتحدث باسم وزارة الصحة، الدكتور حسام عبدالغفار، في رسالة للمصريين.
وقال عبد الغفار: أجرى قطاع الطب الوقائي مسحة لعدد من الأطفال خلال الفترة الأخيرة، وتبين من نتائج المسح أن 73% من الأطفال مصابون بالفيروس التنفسي المخلوي.
ولفت المتحدث باسم وزارة الصحة- إلى أن عددا من الأطفال مصاب بالإنفلونزا والفيروس الغدي، ونزلة البرد ويعانون من أعراض خفيفة ويتم التعامل معها مباشرة.
والفيروس المخلوي التنفسي يسبب التهابات في الرئتين والمجرى التنفسي، وهو شائع الانتشار للغاية لدرجة أن بعض العلماء يؤكدون إصابة معظم الأطفال به قبل بلوغهم السنتين، كما أنه يمكن أن يصيب البالغين أيضا.
وبالنسبة للبالغين والأطفال الأصحاء الأكبر سنًا، فإن أعراض الفيروس المخلوي التنفسي تكون خفيفة، وعادة تشبه أعراض الزكام، وعادة ما تكون تدابير العناية الذاتية هي كل ما يلزم لتخفيف الشعور بالمرض.
الفيروس والعدوى الشديدة
يمكن أن يسبب الفيروس المخلوي التنفسي "عدوى شديدة" لدى بعض الأشخاص، بمن فيهم الأطفال في عمر 12 شهرا فما دون (الرضع)، خاصة أبناء الولادة المبكرة، والبالغين الأكبر سنا، والأشخاص المصابين بمرض القلب والرئة، وأي شخص مصاب بضعف جهاز المناعة، وفقا لـ مقالة خاصة نشرت في مجلة مايو كلينك العلمية.
وتظهر أعراض عدوى الفيروس المخلوي التنفسي غالبا بعد 4 إلى 6 أيام من الإصابة بالفيروس، وبالنسبة للبالغين والأطفال الأكبر سنا، فإن الفيروس المخلوي التنفسي يسبب عادة علامات وأعراضا خفيفة تشبه الزكام، وقد تتضمن ما يلي:
- سيلان الأنف أو احتقانه.
- السعال الجاف.
- الحمى الخفيفة.
- التهاب الحلق.
- العُطاس.
- الصداع.
والرضع هم أشد الفئات تأثرا بالفيروس المخلوي التنفسي، وتشمل أعراض الإصابة الشديدة بالفيروس المخلوي التنفسي لدى الرضع ما يلي:
- تنفس سريع وقصير الوتيرة وغير عميق.
- المجاهدة أثناء التنفس والنهجان الشديد.
- السعال.
- التغذية السيئة.
- الخمول.
- الانفعال.
ويتعافى معظم الأطفال والبالغين خلال أسبوع إلى أسبوعين، لكن قد تتكرر ظاهرة الأزيز لدى البعض، فضلا عن أن بعض أطفال الخداج أو الأطفال المصابين بمشاكل قلبية أو رئوية مزمنة قد يصابون بعدوى حادة أو مهددة للحياة تستدعي البقاء في المستشفى.
المخلوي التنفسي وكوفيد
ونظرًا لأن الفيروس المخلوي التنفسي و"كوفيد 19" من الفيروسات التنفسية، فإن بعض أعراضهما يمكن أن تتشابه، وبالنسبة للأطفال، يسبب كوفيد 19 عادة أعراضا طفيفة مثل الحمى وسيلان الأنف والسعال، أما بالنسبة للبالغين المصابين بكوفيد 19، فإن الأعراض قد تكون أشد، وقد تتضمن صعوبة التنفس.
وقد تؤدي الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي إلى إضعاف المناعة وزيادة احتمال الإصابة بكوفيد 19 بالنسبة للأطفال والبالغين، وقد يحدث هذان النوعان من العدوى معا، ما قد يؤدي إلى زيادة شدة مرض كوفيد 19.
ويدخل الفيروس المخلوي التنفسي RSV إلى الجسم من خلال العينين أو الأنف أو الفم، كما أنه ينتشر بسهولة عبر الهواء من خلال الرذاذ التنفسي الموبوء الحامل للعدوى، ويمكن أن تنتقل العدوى لك أو لطفلك عندما يعطس شخص مصاب بالفيروس المخلوي التنفسي أو يسعل بالقرب منكما، ويمكن أن ينتقل الفيروس للآخرين عبر الاتصال المباشر، مثل المصافحة.
أيضًا يمكن للفيروس أن يعيش لعدة ساعات فوق الأشياء الصلبة مثل أسطح الطاولات والألعاب وقضبان سرير الطفل، وإذا لمست فمك أو أنفك أو عينيك بعد لمس جسم ملوث، فمن المحتمل أن تصاب الفيروس.
يكون الشخص المصاب ناقلا للعدوى بأقصى حد خلال الأسبوع الأول تقريبا بعد بدء الإصابة، لكن بالنسبة للرضع والأشخاص المصابين بضعف جهاز المناعة، فقد يستمرون بنشر الفيروس حتى بعد زوال الأعراض، وذلك لمدة تصل إلى أربعة أسابيع.
الفئات المعرضة للخطر
ويمكن القول إن موسم انتشار الفيروس المخلوي التنفسي، أي الفترة التي يتفشى فيها الفيروس عادة، هي من فصل الخريف وحتى نهاية الربيع
وتشمل الفئات المعرضة لخطر أعلى للإصابة بحالة عدوى حادة أو مهددة للحياة بالفيروس المخلوي التنفسي ما يلي:
- الرضع، خصوصا أطفال بعمر 6 شهور أو أقل.
- الأطفال المصابون بمرض قلبي منذ الولادة.
- الأطفال أو البالغون المصابون بضعف جهاز المناعة بسبب أمراض كالسرطان أو بسبب علاجات معينة كالعلاج الكيميائي.
- الأطفال المصابون بالاضطرابات العصبية العضلية، مثل الحثل العضلي.
- البالغون المصابون بمرض القلب أو الرئة.
- البالغون الأكبر سنا، خاصة من هم بعمر 65 سنة فأكثر.
وتتضمن مضاعفات الفيروس المخلوي في دخول المستشفى، الالتهاب الرئوي، التهاب الأذن الوسطى، الربو، الالتهابات المتكررة.
الجدير بالذكر، أفادت دراسة جديدة، أنه بين كل 50 حالة وفاة للأطفال الأصحاء دون سن الـ 5 تكون هناك حالة وفاة واحدة ناتجة عن فيروس الجهاز التنفسي المخلوي والمنتشر حاليًا في الولايات المتحدة، وذلك حسب مجلة لانسيت للطب التنفسي.
وتوصلت الدراسة إلى أن فيروس الجهاز التنفسي المخلوي، يكون أكثر انتشارًا في الدول ذات الدخل المرتفع، وأنه من بين كل 56 طفلًا يولدون هناك طفل يكون مصابا بفيروس الجهاز التنفسي المخلوي، وفقا لتقديرات الباحثين.
يشكل خطرا على الأطفال
وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي خطير بشكل خاص على الأطفال المبتسرين والضعفاء طبيًا، وتستند تقديرات إلى دراسة نظرت في عدد الحالات المصابة بالفيروس والتي وصلت إلى 9154 رضيعًا ولدوا بين يوليو 2017 وأبريل 2020، والذين تمت متابعتهم في السنة الأولى من العمر، حيث تلقى الأطفال الرعاية في المراكز الصحية في جميع أنحاء أوروبا.
الغالبية العظمى من حالات الوفاة بسبب فيروس الجهاز المخلوي التنفسي تحدث في البلدان النامية، بينما حالات الوفاة في الدول ذات الدخل المرتفع تكون نادرة جدًا، وإذا حدثت، فهي تكاد تكون فقط بين أولئك الذين يعانون من أمراض مصاحبة شديدة.
وبرغم ذلك يعد فيروس المخلوي التنفسي ثاني سبب رئيسي للوفاة خلال السنة الأولى من حياة الطفل بعد الملاريا، حيث يتوفي 100 ألف و200 ألف طفل بسبب ذلك الفيروس كل عام.
لا يوجد لقاح للفيروس المخلوي التنفسي، حتى الآن، لكن يمكن للعادات الحياتية التالية أن تساعد في منع انتشار العدوى وهي:
- غسل اليدين بشكل متكرر.
- يجب تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
- كما يجب الحد من مخالطة الطفل للأشخاص المصابين بالحمى أو الزكام.
- الحفاظ على نظافة البيئة المحيطة والمقتنيات.
- عدم مشاركة أكواب الشرب مع الآخرين.
- الامتناع عن التدخين: فالأطفال الذين يتعرضون لدخان التبغ أكثر عرضة للإصابة بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي واحتمال الإصابة بأعراض أكثر حدة، بالنسبة للمدخنين، يجب الامتناع مطلقا عن التدخين داخل المنزل أو السيارة.
- غسل الألعاب بانتظام: من الضروري فعل ذلك في حال مرض الطفل أو رفيقه في اللعب.