بعد أيام قليلة من انسحاب روسيا من مدينة خيرسون، خرج الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في وقت متأخر مساء الأحد، ليتهم القوات الروسية بارتكاب جرائم حرب وقتل مدنيين في خيرسون.
وقال زيلينسكي في مقطع مصور: "وثق محققون بالفعل أكثر من 400 جريمة حرب روسية. وتم العثور على جثث قتلى من المدنيين والعسكريين"
وأضاف إن "الجيش الروسي خلف وراءه نفس الوحشية التي ارتكبها في مناطق أخرى من البلاد دخلها".
وقال مسؤولون محليون في خيرسون، إن شركات المرافق العامة في خيرسون تعمل على ترميم البنية التحتية الحيوية التي فجرتها القوات الروسية المتقهقرة، فيما استمر انقطاع الكهرباء والمياه عن معظم المنازل في المدينة الواقعة بجنوب أوكرانيا.
ووصلت القوات الأوكرانية وسط خيرسون يوم الجمعة بعد أن انسحبت روسيا من العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها منذ بدء الغزو في فبراير شباط.
وكان هذا الانسحاب ثالث تراجع رئيسي في الحرب والأول الذي يشهد تخليا عن مدينة محتلة كبيرة مثل هذه مع تقدم هجوم مضاد أوكراني كبير استعادت معه كييف أجزاء من الشرق والجنوب.
ورغم دوي تبادل القصف المدفعي فوق المدينة لم تتراجع حشود السكان المبتهجين والملوحين بالأعلام المتجمعة عن التجمع في الساحة الرئيسية في خيرسون.
وقال سكان محليون في خيرسون تحدثوا لوكالة “رويترز”، إنهم يتخوفون من المدافع الروسية الموجودة على الجانب الشرقي من نهر دنيبرو والقريبة من المدينة.
مدينة بلا كهرباء أو بنى تحتية
وبحسب الوكالة، فقد اضطر بعض السكان إلى الحصول على المياه من النهر للاستحمام وغسل المراحيض، ولم يكن هناك سوى عدد قليل من السكان محظوظين بما يكفي لامتلاك مولدات كهربائية تعمل على ضخ المياه من الآبار.
وأفاد ياروسلاف يانوشفيتش حاكم منطقة خيرسون بأن السلطات قررت الإبقاء على حظر التجول من الساعة الخامسة مساء حتى الثامنة صباحا ومنع الناس من مغادرة المدينة أو دخولها كإجراء أمني.
وقال يانوشفيتش للتلفزيون الأوكراني "لقد لغم العدو كل أهداف البنية التحتية الحيوية. نحاول تأمينها في غضون أيام قليلة و(بعد ذلك) نفتح المدينة"، مضيفا أنه يأمل أن تستأنف شركات الهاتف المحمول الخدمة قريبا.
وقال رئيس هيئة القطارات الأوكرانية إن من المتوقع استئناف الخدمة إلى خيرسون هذا الأسبوع.
ومع هذا، أشار مسؤول محلي آخر إنه رغم المضي في جهود إزالة الألغام وسعي السلطات إلى استعادة الخدمات الحيوية، فإن الوضع الإنساني في المدينة "لا يزال صعبا للغاية".
وقال يوري سوبوليفسكي النائب الأول لرئيس المجلس الإقليمي في خيرسون في تصريحات للتلفزيون "معظم المنازل ليس بها كهرباء ولا مياه ولديها مشاكل في إمدادات الغاز".
وكان زيلينسكي أعلن في خطاب مصور يوم السبت أنه "قبل الفرار من خيرسون، دمر المحتلون كل البنية التحتية الحيوية: الاتصالات والمياه والتدفئة والكهرباء".
وبينما رحب السكان المبتهجون بالقوات القادمة إلى خيرسون، أفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية باستمرار القتال العنيف على امتداد الجبهة الشرقية في منطقتي دونيتسك ولوجانسك.
وقالت في تحديث أعلنته صباحا إن قواتها صدت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية هجمات روسية على عدة أحياء في المنطقتين، فيما أبلغت عن شن روسيا هجمات بالصواريخ والمدفعية على مناطق شرقية وهي باخموت وأفدييفكا ونوفوبافليفكا وزابوريجيا.
وعزا زيلينسكي نجاح أوكرانيا في خيرسون ومناطق أخرى في جانب منه إلى المقاومة الشديدة في منطقة دونيتسك، على الرغم من الهجمات الروسية المتكررة.
وأضاف "لا شيء سوى الجحيم.. هناك معارك ضارية للغاية كل يوم".