قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ماذا حدث بيوم الزراعة فى مؤتمر المناخ؟.. القصير يطلق مبادرة fast.. و20 دولة هي المسببة لأكثر من 80% من الانبعاثات الكربونية

وزير الزراعة
وزير الزراعة
×

وزير الزراعة :
20 دولة هي المسببة لأكثر من 80% من الانبعاثات الكربونية
تغير المناخ يمثل تهديداً وجودياً للكثير من الدول والمجتمعات على نحو كبير
مصر تثمن مبادرة fast وتقدم لها كل الدعم

شهد مؤتمر المناخ أمس يوم التكيف والزراعة فى مؤتمر المناخ وهو يوم التكيف والزراعة ، وشمل اليوم ٧ جلسات منها إطلاق مبادرة فاست ثم جلسات كورونيفيا ، الأمن الغذائي ، من ملابو إلى شرم الشيخ ، مبادرة AIM4Climate ، الابتكار ، التمويل ، ونرصد خلال التقرير التالى ماحدث أمس فى الـ cop27 .

وأعلن السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، اطلاق مبادرة "الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام "FAST"، والتي تمثل فرصة للدول المشاركة فيها ولشركاء التنمية لمساعدتها للحصول على التمويل لتمكينها من مجابهة هذه التغيرات.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح فعاليات يوم التكيف والزراعة، والذي تم عقده ضمن فعاليات مؤتمر قمة المناخ COP27، بشرم الشيخ، وذلك بحضور عدد من الوزراء والسفراء أعضاء الدول الأطراف، وشركاء التنمية ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية.

وأشار وزير الزراعة الى أن الهدف الطموح لهذه المبادرة يأتي فى تنفيذ إجراءات ملموسة من شأنها أن تؤدي إلى تحسين العمل المناخي وكمية ونوعية مساهمات التمويل للتحول المستدام للأنظمة الزراعية والغذائية بحلول عام 2030، كما تتضمن عدة مبادئ إرشادية متمثلة فى ضمان انعكاس بُعد الأمن الغذائي وتنوع النظم الزراعية والغذائية في الأنشطة، كذلك تحرص على تفعيل وسائل تمويلية مبتكرة بدعم من المؤسسات المالية الكبرى إلى جانب شراكات القطاع العام والخاص كدليل على الجدية وان يكون هذا التمويل مصحوباً بتوفير التكنولوجيا اللازمة.

وأضاف القصير أن المبادرة ستكون عبارة عن شراكة متعددة لأصحاب المصلحة تعمل كمسرّع للتحول المستدام للنظم الزراعية والغذائية، وبالتعاون مع المبادرات والتحالفات والائتلافات العالمية والإقليمية ذات الصلة خاصة، حيث يوجد تقارب في نهج المبادرة و" عمل كورونيفيا المشترك بشأن الزراعة"، لافتا الى أنه لحوكمة المبادرة ستقوم منظمة الأغذية والزراعة بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى بدور الميسر المحايد ، وتوفير الموضوعية والاستقلالية والمصداقية التي تعد شروطاً مسبقة لنجاح المبادرة.

وأكد وزير الزراعة أن المبادرة سيتم تطويرها لتصبح كبرنامج تعاون بين أصحاب المصلحة المتعددين مع عقد اجتماعات سنوية للاعضاء للاتفاق على برنامج العمل، حيث تركز المخرجات الملموسة لها في البداية على 3 ركائز أساسية وهي: ركيزة الوصول إلى التمويل من خلال تعزيز قدرات البلدان على تحديد التمويل والاستثمار في مجال المناخ والحصول عليهما، وركيزة المعرفة والقدرات والتي تهدف إلى توفير التحليلات اللازمة ووضع مبادئ توجيهية طوعية لدعم تنمية القدرات بين أصحاب المصلحة من خلال توفير منصة لحصاد وتبادل ونشر المعرفة، فضلا عن ركيزة السياسات والتي تهدف إلى ضمان إدماج نظم الاغذية الزراعية ادماجاً كاملا واعطاءها الاولوية والأهمية اللازمتين في سياسات تغير المناخ.

وأوضح أنه تم تأسيس المبادرة للتعاون مع المبادرات والشبكات والتحالفات العالمية الاكثر صلة بكل نشاط من أنشطة الشراكة حيث سيتم البناء على المبادرات والشبكات الاقليمية الراسخة في مختلف القارات مثل مبادرة AIM for Climate للمناخ ومعاهدة الميثان Global Methane Pledge، وكل مخرجات قمة جلاسكو المرتبطة بالغذاء والزراعة، وانه لضمان المشاركة المستمرة في اجتماعات الدول الاطراف فى اتفاقية المناخ فإن المبادرة تؤسس لمشاركة COP-to-COP مع فريق رئاسة COP المتتالي لضمان بقاء FAST في مرتبة عالية في جدول أعمال كل منها.

كما أكد وزير الزراعة أن تغير المناخ يعتبر هو القضية الأهم في الوقت الحالي وتشغل بال جميع الدول والمؤسسات الدولية، فالآثار العالمية لتغير المناخ واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم والخسائر ، ولعل العالم كله قد تابع باهتمام بالغ هذا الكم الكبير من الحرائق والفيضانات والسيول والجفاف الذى أصاب مناطق متفرقة من العالم لم يسبق أن تعرضت لمثل هذه الظواهر من قبل، لافتا الى ان الدول النامية تعد الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية رغم ضآلة مساهمتها في انبعاثات الغازات الكربونية العالمية. وأن الدولة المصرية هي واحدة من أقل المساهمين في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إذ تبلغ نسبتها 0.6 ٪ فقط، إلا أنها تعتبر واحدة من الدول كغيرها من الدول الأفريقية التي تتأثر بشكل كبير بتغير المناخ.

وأوضح أن الدراسات تشير إلى أن 20 دولة (وهي الدول الصناعية الكبرى) هي المسببة لأكثر من 80% من الانبعاثات الكربونية، ومن ثم فإنه يجب على هذه الدول والمؤسسات الدولية التأكيد على خفض الانبعاثات من الغازات الكربونية جنباً إلى جنب مع دعم الدول النامية الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية، خاصة وان هذه الدول يجب الا تعتمد في تمويل برامج التكيف والتخفيف والتحول العادل على القروض مما يزيد من الاعباء على موازنتها ، بل يجب ان يتحقق الالتزام الدولي بالوفاء بالتمويل الميسر والمحفز.

وقال القصير إن السوابق التاريخية توضح أن معظم المشاكل على سطح الأرض هي من صنع البشر وبالتالي يجب أن تُحل من خلال البشر أنفسهم، مستشهدا بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال منتدى الشباب في يناير 2022 حيث قال : إن الإنسان هو المخلوق الوحيد الموجود على الأرض القادر على الإصلاح والإعمار بقدر ما هو قادر على التدمير، وأن وجود الخطر لا يمنع من وجود سبيل لمجابهته. وأيضاً اتساقاً مع ما قاله الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة "ان البشر يشنون حرباً انتحارية على الطبيعة ولكنهم قادرون على ايجاد الحلول".

وأكد وزير الزراعة أن تغير المناخ يمثل تهديداً وجودياً للكثير من الدول والمجتمعات على نحو لم يعد ممكناً معه تأجيل تنفيذ التعهدات والالتزامات ذات الصلة بالمناخ، حيث سيكون التكيف مع تأثيرات التغيرات المناخية أكثر صعوبة وتكلفة في ‏المستقبل وضياع لحقوق الأجيال القادمة إذ لم يتم القيام باتخاذ إجراءات جذرية لمكافحة التغيرات ‏المناخية الآن، مشيرا الى ان النظم الزراعية والغذائية في العالم معرضة بشكل متزايد لتغير المناخ وتتزايد الأدلة على آثار تغير المناخ على نظم الأغذية الزراعية في جميع انحاء العالم وبشكل أكثر وضوحاً في البلدان النامية، فارتفاع درجات الحرارة والجفاف والفيضانات والتغيرات فى انماط هطول الامطار والظواهر المناخية الأخرى شديدة التأثير على الزراعة. حيث تؤدي هذه التأثيرات إلى تقليل المحاصيل وتتسبب فى الاضرار وتحدث تغيرات في مدى ملائمة الأراضي للزراعة. وتظهر الآفات والأمراض الجديدة فى اماكن لم تكن معروفة فيها من قبل ، ويؤدي تغير المناخ إلى تفاقم مخاطر الجوع وسوء التغذية بين اكثر الفئات ضعفاً.

وأكد القصير ان نظم الأغذية الزراعية في جميع انحاء العالم قادرة على توفير فرصة فريدة لمعالجة أثر تغير المناخ من خلال بناء هذه الأنظمة لنضمن تكيفها مع تغير المناخ ، بالإضافة إلى أنها توفر العديد من الفرص للحد من انبعاثات الغازات الكربونية وتعتبر بالوعات (Carbon sink) لامتصاص ومعادلة هذه الانبعاثات ، ويتطلب لتنفيذ النظم القادرة على الصمود أمام تغير المناخ الإرادة السياسية والتعاون الدولي وتوليد وتبادل المعرفة وتنفيذ أفضل الممارسات فضلاً عن اتاحة الموارد المالية بالقدر الكافي لدعم المنتجين والجهات الفاعلة لتنفيذ التحول العادل.

ألقى السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي كلمة أمام جلسة مبادرة الإبتكار الزراعي للمناخ في يوم التكيف والزراعة بقمة المناخ بالمنعقدة حاليا في مدينة شرم الشيخ وذلك بحضور جون كيري المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ وتوماس فيلساك وزير الزراعة بالولايات المتحدة الأمريكية و مريم المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات وبعض السادة الخبراء والعلماء ممثلو المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية المشاركة.


وقال القصير إنه خلال مشاركته فى الاجتماع الوزاري الأول لمبادرة الابتكار الزراعي من أجل المناخ والذي انعقد في مدينة دبي في فبراير 2022 أكد أن مصر تثمن هذه المبادرة وتقدم لها كل الدعم ، باعتبار أن الابتكار الزراعي هو المفتاح الرئيسي لتخفيف المجاعات ومواجهة الجفاف وكبح أضرار وخسائر تغير المناخ شريطة أن يكون شاملاً بما يضمن حصول صغار المزارعين والمربين والصيادين على جميع الأدوات المتاحة بشكل عادل.


كما أن التوسع في تطبيقات الابتكار الزراعي واستخدام التكنولوجيا في بناء انظمة زراعية وغذائية سوف يساهم بقدر كبير فى تحسين مستويات الانتاج الزراعي ورفع جودة الحياة والحفاظ على الطبيعة والتنوع البيولوجي مع زيادة قدرة القطاع فى الاسهام في معادلة الكربون.


‏وأضاف وزير الزراعة أن الدولة المصرية قد تبنت برامج الابتكار والتكنولوجيا في مجال الزراعة من خلال تعميق دور البحوث التطبيقية و الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وبرامج الزراعة الذكية مناخياً مع التوسع في التطبيقات الرقمية وأنظمة الإنذار المبكر وزيادة مرونة وتدعيم القطاع الزراعي في المناطق الهامشية والهشة مناخياً مع اطلاق مبادرات تشجيع التحول إلى نظم الري الحديث خاصة في ظل محدودية الموارد المائية كأحد التحديات التي تواجه قطاع الزراعة في الدولة المصرية.

وقال القصير إنه من الابتكارات التي يجب ان تتبناها المبادرة الاهتمام بتكنولوجيا استنباط أصناف نباتية ذكية ، اذ لم يعد مقبولاً ان تظل إنتاجية الوحدة المنزرعة من المحاصيل في بعض المناطق من العالم 50% من مثيلاتها في الدول التي تتبع أساليب الابتكار الزراعي أيضا تطوير نظم الميكنة الزراعية المعتمدة على تكنولوجيا الاتصالات وانترنت الأشياء كذلك ابتكارات تحسين خصوبة التربة وزيادة جودة مستلزمات الإنتاج ومياه الري وتكنولوجيا الزراعة المحمية والزراعة المائية والزراعة في بدائل التربة وأيضا ابتكارات تكنولوجيا تدوير المخلفات الزراعية وتحويلها إلى أسمدة عضوية وأعلاف وغيرها.


بالإضافة إلى تحديث وتطوير برامج الإنذار المبكر مع استخدام نظم الزراعة الذكية والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وتوسيع دائرة الارشاد الزراعي الرقمي.


وأشار القصير كذلك إلى أهمية ابتكارات التنبؤ بالآفات والأمراض باستخدام نظم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وصور الأقمار الصناعية.


وتطوير تكنولوجيا المعلومات في إجراء حصر للخريطة الزراعية لتحديد مستوى ومسببات هشاشة النظم الزراعية المختلفة أمام التغيرات المناخية مع تطوير آليات الاستثمار والتمويل بالقدر الذي يساعد الدول الأعضاء في المبادرة على تحقيق التنمية المستدامة.


وتابع وزير الزراعة أن الأمر يتطلب أيضاً تحفيز القطاع الخاص على زيادة الاستثمارات لرفع سقف الطموح العالمي وتسريع وتيرة العمل المناخي وحتى تمكين الدول من الاستفادة من التحول نحو الابتكار الزراعي والتكنولوجيا المتقدمة في الأنظمة الزراعية والغذائية فإنه لابد من تحفيز الدول المتقدمة وشركاء التنمية على تقديم وحشد التمويل الميسر والمحفز بالقدر الكافي.

وفي نهاية كلمته تمنى "القصير" النجاح مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ كما وجه الدعوة لجميع دول العالم للانضمام لها وخاصة وإنها تتكامل مع مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام FAST والتي تم اطلاقها صباح اليوم لدعم ملف الامن الغذائي خاصة في الدول النامية والاقتصاديات الناشئة.