من هو ولي الله الخفي؟ وهل يمكن أن يكون مختفيا حولنا أحد الأولياء الصالحين دون أن نعلم؟.. أسئلة أجابها الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، من خلال برنامج من مصر على شاشة سي بي سي.
لماذا أخفى الله الصلاة الوسطى وكيف ندركها؟
وقال علي جمعة، إن نظرية الخفاء أتت تشجيعا للناس على تطبيق المعاني العالية للشريعة، فقد أخفى الله ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وحين تكون صاحب حاجة تجتهد في العشر جميعها، كما أخفى الله ساعة الإجابة في يوم الجمعة وكان عمر يقول صاحب الحاجة يجلس من الفجر إلى المغرب.
وتابع: أخفى الله سبحانه وتعالى اسمه الأعظم في سائر الأسماء وكان النبي يدعوا بكل أسماء الله جميعا حتى يجاب بالاسم الأعظم، كما أخفى الله الصلاة الوسطى بين الصلوات الخمس حتى تحافظ عليهم جميعا، محل الستر والقبول والاستجابة، نظرية الخفاء تساعد على الطاعة.
وشدد على أنه أخفيت ساعة الاستجابة في الثلث الأخير من الليل، من الساعة 2 حتى أذان الفجر، فاحرص على قيام هذه الدقائق، أخفى الله الكبائر في الذنوب حتى تتجنبها، كذلك أخفى الله وليه في سائر الناس حتى تحترمهم جميعا وألا تتكبر وتكون متواضعا لله سبحانه وتعالى.
القلب هو أساس التعلق بالله
أمر الله سبحانه وتعالى بطاعته، وجعل الطاعة سببًا في الفوز برضاه وجنته، وسببًا في مرافقة الأنبياء عليهم السلام والصديقين والشهداء؛ قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [النساء: 13]، وقال سبحانه: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: 69]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [النور: 52]، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 71].
ونهى ربنا عن المعصية، وجعلها سببًا في الوقوع في غضبه وسخطه، وفي التعرض للعذاب في الآخرة، وجعلها علامة على الضلال المبين؛ قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [النساء: 14]، وقال سبحانه: ﴿وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 36].