قال الدكتور أحمد مصطفى، الخبير السياسي، إن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، بنظيره الأمريكي جو بايدن، أمس الجمعة، أكد عمق وإستراتيجية العلاقات المصرية الأمريكية، لافتا إلى أن اللقاء ساده حالة من التقدير الأمريكي للدور المصري في المنطقة والعالم، وقدر ومكانة الدولة المصرية ومحوريتها وتأثيرها، فهي أم الدنيا وتستحق أن يتم تنظيم فعالية دولية كبرى مثل قمة المناخ على أرضها، كما ذكر الرئيس الأمريكي.

وأضاف الخبير السياسي، أن دائرة النقاش المتبادلة بين الرئيسين تم التطرق خلالها إلى الكثير من الملفات الحيوية والفاعلة ذات التأثير الإقليمي والدولي، كما أن الدولة المصرية وعبر قيادتها السياسية الحكيمة لم يكن لديها ما تخفيه بشأن الحديث حول ملف حقوق الإنسان، بل تناول إيضاحا كافيا وشافيا لهذا الملف، والذي أكد خلاله على أن مصر إذ تقدر وتحترم حقوق الإنسان، بل تعزز من ذلك عبر إطلاق الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وبعدها تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسية ثم مشروعا وطنيا كاملا متمثلا في الحوار الوطني والذي شمل على كافة الملفات وفي القلب منها هذا الملف الحيوي.

ولفت الدكتور أحمد مصطفى، إلى أن مخرجات اللقاء وثناء الرئيس الأمريكي، له رمزية ودلالة تعكس عمق التقدير الأمريكي للدولة المصرية وقيادتها الرشيدة، ودحض الادعاءات الكاذبة التي كان يروجها عناصر الجماعة الإرهابية وأذرعها، التي تريد على الدوام تعكير الصفو العام عبر دعواتهم التخريبية من ناحية، والاستقواء بالخارج عبر حلقات التشويه التي تقودها دائما.

وبحسب الخبير السياسي، فإن إستراتيجية العلاقة بين البلدين تمتد لنحو أربعة عقود شهدت خلالها العلاقات المصرية الأمريكية، تطورًا ملفتًا على كافة الأصعدة، سياسيا واقتصاديا وعسكريا، حرصت مصر والولايات المتحدة معا على تحديد ثلاثة أهداف كبرى لتعاونهما، وهي: السلام والاستقرار الإقليمي والتصدي للإرهاب والإصلاح الاقتصادي.

وتابع بالقول: العلاقات المصرية الأمريكية في عهد الرئيس السيسي ومنذ توليه مهام المسئولية، تبنت القيادة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي توجها جديدا في السياسة الخارجية المصرية، حيث أولت اهتماما كبيرا لتحقيق التوازن في علاقات مصر الدولية من خلال نظرة استراتيجية للولايات المتحدة تقوم على المصالح المتبادلة والمشتركة، والتأكيد على التزام مصر بشراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وحرصها على تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، استنادا للأهمية الاستراتيجية المتبادلة بين البلدين، حيث تربطهما علاقات قديمة تتميز بخصوصية شديدة تنبع من حجم المصالح المشتركة والتشابكات المختلفة التى تربط بينهما منذ القرن الـ19.

واختتم الدكتور أحمد مصطفي حديثه قائلا: إن الرؤية المصرية الجديدة تجاه العلاقات مع الولايات المتحدة، انعكست على تصريحات ولقاءات الرئيس السيسي التي ركزت على أن العلاقات المصرية الأمريكية، هى علاقات استراتيجية تقوم على ثوابت يحرص عليها الطرفان، والتأكيد على تفهم الأمريكيين التوجه المصري القائم على إحلال السلام في المنطقة والعالم، وسياستها التى تتسم بالتعقل والتوازن والحرص على تلك العلاقات.