شهدت عملة الدولار الأمريكي مساء الجمعة تراجعًا كبيرًا بعد أن جاءت بيانات التضخم في الولايات المتحدة دون التوقعات مما أثار آمالا في السوق في أن يكون التضخم قد بلغ ذروته وفي أن يبدأ مجلس الاحتياطي الاتحادي تقليص زياداته الحادة لأسعار الفائدة.
وهوى الدولار خلال الليل بعد صدور البيانات، وسجل أسوأ يوم له مقابل الين الياباني منذ عام 2016، إذ انخفض 3.7%. وعوض منذ ذلك الحين بعض تلك الخسائر وارتفع في أحدث التعاملات 0.53% إلى 141.69 ين.
وحقق الجنيه الإسترليني أفضل مكاسب يومية منذ عام 2017، إذ قفز بأكثر من ثلاثة بالمئة خلال الليل، كما قفز الدولار الأسترالي نحو 3% وهي أكبر زيادة منذ 2011.
ومقابل سلة من العملات، تراجع مؤشر الدولار أكثر من 2% خلال الليل، في أكبر هبوط منذ أكثر من عقد، وسجل 108.06.
وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بشكل حاد خلال الليل، إذ انخفضت عوائد السندات القياسية لأجل عشر سنوات إلى ما دون 4% مسجلة أدنى مستوياتها في أكثر من شهر.
وفي بداية التعاملات الآسيوية، كان الدولار يكافح لتعويض بعض خسائره، وسجل اليورو في أحدث تعاملات انخفاضا 0.31% إلى 1.0179 دولار، بعد ارتفاعه نحو اثنين بالمئة خلال الليل. وهبط الدولار النيوزيلندي 0.43% إلى 0.6001 دولار، بعد مكاسب 2.4% خلال الليل.
وتشبث الجنيه الإسترليني بمعظم مكاسبه المسائية وانخفض في أحدث التعاملات 0.32% إلى 1.1673 دولار، في حين تراجع الدولار الأسترالي 0.42% إلى 0.65915 دولار.
نباطؤ التضخم
وسجل التضخم في الولايات المتحدة خلال أكتوبر تباطؤاً إلى 7.7% مقابل توقعات بتباطؤه إلى 8% من مستويات 8.2% التي كان قد سجلها في سبتمبر وذلك على أساس سنوي.
والانتقال إلى التضخم الشهري، فقد استقر عند 0.4% مقابل توقعات بارتفاعه إلى 0.6%.
وارتفع مؤشر الطاقة بنسبة 17.6% بسبب البنزين الذي صعد بـ 17.5% والكهرباء بـ 14.1%. كما لوحظ تباطؤ في تكلفة الغذاء لترتفع بـ 10.9% والسيارات والشاحنات المستعملة لتصعد 2%. ومن ناحية أخرى، ارتفعت أسعار المساكن بـ 6.9%.
وحتى الآن، تستمر الأرقام في الإشارة إلى ضغوط تضخمية قوية وزيادة كبيرة في الأسعار، خاصة في قطاع الخدمات، بينما استفادت أسعار السلع من بعض التحسينات في سلاسل التوريد.