وسط إحدى ساحاتالمنطقة الخضراء، أحد أجنحة مؤتمر المناخ المقام بشرم الشيخ، يقف الدكتور عبد الباسط مرسي، أستاذ متفرغ بكلية العلوم جامعة طنطا، ليعرض ابتكاره المذهل حول تحويل علب الكانز إلى مادة الشاب التي تستخدم في العديد من المجالات، سواء التجميلية أو لتحلية المياه، ليصنع عملية تدوير يمكن أن تتيح فرصا استثمارية هائلة بمصر والعالم.
وبعقلية نيرة، شرح الدكتور "عبد الباسط" ابتكاره لموقع "صدى البلد" قائلا: "الفكرة ببساطة هدفها الحفاظ على البيئة والتقليل من الملوثات الكربونية في الهواء التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري، وبالتالي التغيرات المناخية على الكرة الأرضية".
وأضاف "عبد الباسط": "الفكرة تعتمد بشكل أساسي على النفايات المستهلكة من العلب التي نستخدمها في المشروبات الغازية بشكل يومي، والتي تتكون من فليز ألومنيوم، وبالتاليتتمحور فكرتي في تحويل فلز الألومنيوم إلى مواد أولية نستطيع استخدامها في مستحضرات التجميل، وأيضا في تحلية المياه لأنها تساعد على ترسيب الشوائب أثناء عملية التعليب، وتدخل أيضا في صناعة الورق والأحبار وصناعات أخرى مختلفة يمكننا توظيفها داخلها، ويعتبر العنصر الأساسي المستخدم في العلب المستهلكة هو الشب البوتاسي، وهو عنصر هام جدا".
طريقة تحضير الابتكار
ويوضح الدكتور الجامعي: "بخصوص الشب البوتاسي لأنها تعتمد على طريقة التحضير، بنقوم بتحويل علب الكانز بعد إزالة اللون والصبغة منها ثم تقطيع العلب إلى قطع صغيرة، ويضاف عليها مادة كيميائية للذوبان والتأكد من نقاء الشب البوتاسي".
ويستطرد الدكتور عبد الباسط: "بالدراسة التحليلية، وجدت في بحثي أن عنصر الشب البوتاسي في علب الكانز أنقى من المستخدم في السوق بشكل تجاري، وبالتالي بدأت أستخرج منها مستحضرات تجميل للوجه ومزيل للعرق، وأثبتت فعالية جيدة".
العناصر المستخدمة
ويتابع حديثه قائلا: "أعمال حاليا على دراسة في الجامعة لاستخدام هذه العناصرفي تحلية مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها بطرق مختلفة".
وأضاف: "سجلنا براءة اختراع لهذه التجربة بعد التأكد من الجزء العملي باستخدام تجارب فعالة على الفئران والتأكد من عدم إلحاق الضرر بجلد الفئران، وبالتالي يمكننا الآن إنتاج المواد واستخدامها في الأسواق بشكل تجاري".
وتابع قائلا: "أثناء تصنيع الشب من علب الكانز ينتج غاز الهيدروجين، والمعروف أن مصادره تكون من البترول، وهو مكلف ومضر جدا، لكن المستخدم في التجربة الحالية يكون نقيا جدا وغير مكلف وغير مضر ويمكن تعميمه في العالم كله".