قال الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن الأهداب التنفسية زوائد مجهرية شبيهة بشعر دقيق، تنتشر على سطح الخلايا المبطنة للشعب الهوائية فى أغلب الثدييات، تتواجد بمعدل من 200 إلى 300 من الأهداب على سطح كل خلية طلائية، الخلايا الهدبية تمثل أكثر من نصف جميع الخلايا المبطنة للمجارى الهوائية، تسبح في المخاط وهى مزودة بكُلابات تحمل المخاط من الطبقة المخاطية التى تليها.
أضاف مجدي بدران في تصريحات لـ صدى البلد، أن يتراوح طول الأهداب من واحد إلى عشرة ميكرومتر،والعرض أقل من واحد ميكرومتر،ويقل طولها فى الممرات الطرفية.
تتواجد الأهداب فى كافة الأنابيب والمجارى فى جسم الإنسان،مثل الأنف، الجيوب الأنفية، قناة أوستاكيوس الواصلة بين الأذن الوسطى وتجويف الحلق،قناة فالوب التى تصل بين المبيض والرحم، القصبة الهوائية ، الشعب الهوائية ، الجهاز التناسلي للذكر، في الدماغ والحبل الشوكي.
أجهزة النانو
أشار خبير المناعة، إلي أن أصبحنا ننظر للأهداب التنفسية كأجهزة بيولوجية متناهية الصغر أشبه بأجهزة النانو التيكنولوجية،تقوم بمهام متعددة بكفاءة بالرغم من حجمها المتنامى فى الصغر الذى يعتبر أصغر من الخلية الحية أو البكتيريا.
تعمل الأهداب المتحركة كعصي هوكي تدفع المحتويات من ساحة بيولوجية إلى أخرى تساعد في الحركة والتنقل والإحساس.
الحركة الهدبية:
كل الأهداب تتحرك معًا في حركة متزامنة كفرشاة ناعمة من أجل تحقيق وظائفها، الأهداب المبطنة للجهاز التنفسي تعمل كمكنسة وممسحة تكنس وتمسح المخاط باستمرار وتطهر المجارى الهوائية وتنظف أسطح الخلايا التنفسية من الملوثات والميكروبات التي تدخل الرئتين مع الهواء المستنشق.
تتحرك الأهداب حركة منتظمة فى اتجاه واحد للخارج بعيدًا عن مناطق تبادل الغازات، تحرك المخاط أولاً بأول خارج الرئة وبسرعة 9 مم فى الدقيقه.
تحمل الأهداب التنفسية هل مستقبلات تكتشف المواد الغريبة ليتم التعامل معها على الفور للتخلص منها وطردها أولاً بأول، تهتز الأهداب بمقدار 800 مرة في الدقيقة فى الشعب الهوائية و400 مرة فى الدقيقة فى الأنف والجيوب الأنفية.
الأهداب كاسحة للمخاط ولولاها لتجمع المخاط، وتراكم، وسد الشعب الهوائية، تحاول الرئتان التخلص من المخاط الزائد بالكحة.
المخاط بمثابة فخ مناعى يعمل كمصيدة طبيعية تحتجز جزيئات الأتربة والبكتيريا والجسيمات الغريبة، يزداد إنتاج المخاط وتقل حركته فى الجهاز التنفسى فى حالات الربو،الالتهابات الشعبية،تراكم المخاط مشكلة، تراكم المخاط الزائد وعدم خروجه من الجهاز التنفسى يحوله من وسيلة دفاعية إلى عامل من عوامل الخطورة، فيصبح مرتعًا للميكروبات، ومزرعة لها تهدد حياة المريض.
الأهداب لها دور فى المناعة، وتعمل كخطوط دفاعية تمنع دخول الميكروبات الخلايا،هناك تنسيق وظيفى متناغم بين الأهداب والخلايا المناعية، عند توقف الأهداب التنفسية عن الحركة سرعان ما تستوطن الميكروبات الممرات الهوائية.
كفاءة الأهداب التنفسية تتأثر بما يلى:
-تلوث الهواء، أغلب ملوثات الهواء الجوى تقلل من كفاءة حركة الأهداب أو تسبب فقدانها
-عدد الأهداب الصالحة للعمل
-قوة حركة الأهداب
-تركيب الأهداب البنائى
-التنسيق بين ضربات الأهداب مما يجعل الحركة منتظمة وفى إتجاه واحد للفم
-برودة الجو
-تناول بعض الأدوية مثل بعض مضادات الحساسية، بعض أدوية التخدير،أدوية البرد، قطرات علاج احتقان الأنف،إدمان الكحوليات، العدوى بالميكروبات، قلة السوائل في الجسم ، جفاف الأغشية المخاطية التنفسية يهدد سلامة الأهداب التنفسية.
يمكن أن يصاب الأشخاص المصابون بالتهاب الشعب الهوائية بجفاف الأغشية المخاطية التنفسية مما يقلل من كفاءة الأهداب التنفسية بسبب
-زيادة فقدان السوائل مع ارتفاع درجة الحرارة
-التنفس السريع
-سيلان الأنف
-ربما حدوث القيء
-حدوث الإسهال.
-التدخين
-يشل الأهداب
-يقصر من أطوالها فتصبح قزمة
-يقلل من كفاءتها الوظيفية
-يقلل من قوة ضرباتها فتصبح ضعيفةويدمرها على المدى الطويل.
-ينتج تدخين التبغ عدة مواد سامة للأهداب مثل سيانيد الهيدروجين، الأكرولين ، الأمونيا ،الفورمالديهايد ،ثانى أكسيد النيتروجين.
تحتوى أدخنة السجائر على ملايين الجسيمات الدقيقة و آلاف السموم والمواد الكيميائية المؤكسدة ، وهذا يشكل ضغطًا كبيرًا على الأهداب التنفسية والمجارى الهوائية.
تحتوي كل نفخة من دخان السجائر على مائة تريليون ( التريليون = ألف مليار ) جزيء مؤكسد و 1000 مادة كيميائية غريبة، إزالة الأهداب التنفسية عمل مخرب يحطم خطًا دفاعيًا حيويًا ضد مسببات الأمراض والجزيئات المستنشقة، وهو من أسباب زيادة تعرض مدخني السجائر لعدوى الجهاز التنفسي، وزيادة خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن والسرطان.
نصائح للحفاظ على الأهداب:
-تعزيز المناعة
-الحرص على التغذية الجيدة
-شرب الماء بوفرة
-ممارسة الرياضة
-البعد عن التدخين
-محاربة تلوث الهواء
-محاربة الفطريات
-تجنب الأتربة
-غسل الأنف جيدًا
-تجنب الأدوية العشوائية.