EN 
عجوز برداء أسود وخمار بني اللون تجلس على قفصين ممسكة بريشة تسوية للذرة -خير دليل على تعبها- ومن أمامها شواية فحم صغيرة على جانب الطريق في ميدان الجيزة وبالقرب من محل سكنها حيث كانت تعيش مع زوجها الذي توفي عن قريب بينما ينشغل أولادها بأعمالهم وأسرهم الخاصة.
منذ أكثر من 50 عاما تستيقظ العجوز «أم عيد» مع أذان الفجر وتقوم بأعمال منزلها كزوجة وأم ثم تنزل مع جرس السادسة صباحا لشراء الذرة والعودة لاستكمال أعمال منزلها ثم تنزولها مرة أخرى إلى ميدان الجيزة لشوي الذرة المشوي لزبائنها على مدار ساعات عديدة في حر الصيف وبرد الشتاء وتقلبات الربيع والخريف الجوية.
تقول العجوز «أم عيد»، 70 عاما، في فيديو لموقع «صدى البلد»: «شغالة في بيع الذرة من وأنا بنت، والحمد لله عايشة وراضية طالما بالحلال، ومنها بصرف على بيت وتعب زوجي اللي توفاه ربنا في شهر 5 اللي فات، وأولادي متزوجين وكله بيجري على أكل عيشه».
«كل منايا رحلة عمرة»..بهذه الجملة تختتم «أم عيد» صاحبة الـ 70 عاما حديثها، منوهة: «ما عنديش أي حلم غير زيارة بيت الله الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة، طلعتهم مرة زمان، بس بدعي ربنا من كل قلبي أنولها تاني، وبعده ما فيش أي رغبة بالدنيا، ربنا يناولهالي».
دعاء مؤثر من مصرية لابنها أمام الكعبة
لا يختلف اثنان على أن حب الأم لأبنائها وبناتها لها مكانة خاصة لا يصلها أيا كان، كما أنه لعظم مكانتها ودورها في حياتها أولادها فقد أوصى رسول -الله صل الله عليه وسلم- ببرها ثلاثة مرات، ففي الحديث الصحيح في البخاري عن أبي هريرة -رضى الله عنه-: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ».
وفي هذا السياق، وقفت أم تحضن ابنها الشاب وتدعو له من كل قلبها بصرخات تعالى تجلي إلى المولى -عز وجل- في البيت الحرام بمكة المكرمة في السعودية، مرددا بصوت يقشعر له الأبدان من صدقه «جبر خاطري اجبر بخاطره يا رب، واسعدني اسعده يا رب ريح قلبي، يا رب أنا راضية عن ابني ارض عنه، يا رب دخله الجنة يا رب ، قلبي وربي راضين عنك يا عبد الله ».
وتابعت الأم المصرية في مقطع الفيديو المؤثر من أمام الكعبة المشرفة أثناء دعائها لابنها وهما بملابس الإحرام: «يا رب تدخل الجنة مع النبي، يا رب ريحني ريحه ، يا رب اسعدني اسعده ، يا رب اجبر بخاطره ورضيه وارزقه الصحة».
وكانت من أبرز تعليقات متابعي السوشيال ميديا على مقطع الفيديو المؤثر: «بكيتنا يا أمي، يا بختك يا عبد الله، ربنا يستجيب لها يا بار بأمك، ويكرمنا جميعا»، «أنا عيطت يا أم عبدالله يارب يرضى عن كل أمهاتنا يارب ويسعد قلوبهم ويديهم الصحه وما يحرمنا من دعاكم لينا»، «بسم الله مشاء الله ربنا يبارك فيه، انتى وجعتى قلبى والله احلى حاجة فى الدنيا الحنية ربنا يجعل اولادنا وبناتنا بارين بينا يا رب»، «بكتيني بكتيني ولله انا عملت كده أمام مسجد النبي بدعي لا ابني عشان طلعني العمره ربنا يجبر بخاطره هو ومراته وعيالو العمر كله»، «الله بجد ربنا يخليكم لبعض ويسعدكم»، «ياااالله يارب ارزقنا برهم ورضاهم ياارب».
