انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، القانون الذي تبنته إدارة جو بايدن في أمريكا لخفض التضخم، واصفا إياه بأنه عدائي ويتعارض مع معايير منظمة التجارة العالمية.
وقال ماكرون في قصر الإليزيه، إن "أمريكا تبيع غازها بسعر أعلى من الدول الأوروبية، كما تقدم مساعدات مالية ضخمة لعدد من القطاعات، وهو ما يخرج المشروع الأوروبي بالكامل من السوق".
وأضاف: "أعتقد أن هذا القانون لا يتوافق مع معايير منظمة التجارة العالمية، إلى جانب ذلك، أعتقد أنه غير ودي".
وفي وقت سابق من اليوم، قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن أوروبا وأمريكا تبادلتا الاتهامات أخيرا بشأن تحقيق الشركات أرباحا طائلة من مبيعات الغاز مستغلة الفروقات السعرية الكبيرة في المنطقتين.
وقالت الحكومة الأمريكية، إن مجموعات الطاقة الأوروبية كانت الرابح الحقيقي في تجارة الغاز الطبيعي المسال عبر المحيط الأطلسي، في رد على الانتقادات بأن المنتجين في أمريكا الشمالية يربحون الكثير مع سعي أوروبا لاستبدال الغاز الروسي وفقا للصحيفة.
وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن الفجوة بين أسعار الغاز الأمريكية والأوروبية أدت لتحقيق أرباح وفيرة للشركات التي تشتري الغاز الأمريكي وتبيعه في أوروبا العام الجاري.
ولفتت إلى تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر الماضي قال فيها، إن "المعايير المزدوجة" تخلق "أرباحًا خارقة" غير مستحقة لمنتجي الطاقة في الولايات المتحدة والنرويج ، وكلاهما زاد بشكل كبير تدفقات الغاز إلى أوروبا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير الماضي.
وتعليقا على هذا الأمر قال مساعد وزير الطاقة الأمريكية براد كرابتري إن المتعاملين الأوروبيين هم من يستفيدون من الفروقات بين الأسعار الأمريكية والأوروبية وليس المنتجين الأمريكيين.
وأضاف كرابتري: "ما يحدث هو أن الشركات التي لديها تلك العقود طويلة الأجل مع منتجي الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة ، تعمل على زيادة ذلك وتحقيق هذا الهامش في السوق الأوروبية".
وأضاف كرابتري: "أنها ليست شركات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية.. بل شركات وتجار نفط دوليون يتخذون من أوروبا مقرا لهم".
وذكرت الصحيفة أن أكبر شركات الطاقة الأوروبية وتجار السلع، بما في ذلك "بريتيش بترلويوم" و"شل" جميعهم لديهم اتفاقيات شراء طويلة الأجل مع منتجي الغاز الطبيعي المسال في أمريكا.
وأعلنت شركة بريتيش بتروليوم عن أرباح بقيمة 8.2 مليار دولار الأسبوع الماضي ، مشيرة إلى أرباح "استثنائية" من تجارة الغاز وأعمال التسويق.
من جانبها، أعلنت شركة شل، التي تعد أكبر متداول للغاز الطبيعي المسال في العالم، عن أرباح تجاوزت 30 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من العام، ما وضعها على الطريق لتحطيم سجل أرباحها السنوي البالغ 31 مليار دولار والذي تم تحقيقه في العام 2008.
وأدى التدافع في أوروبا على الغاز إلى قلب تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية رأسًا على عقب، إذ قامت الولايات المتحدة وكبار المصدرين الآخرين بتحويل الشحنات إلى أوروبا.