قصة وفاء نادرا ما تتكرر فى أيامنا الحالية، إن دلت فإنما تدل على بقاء الخير كما أخبر به رسولنا الكريم، ومتانة العلاقة التي تربط بين الشقيقتين مصر والسعودية، فقد قطع شقيق كفيل سعودى آلاف الأميال إلى محافظة قنا، لزيارة عامل بسيط عمل مع عائلته لمدة تقارب الثلاثين عاماً، للاطمئنان على صحته وسلامته عقب إصابته بكسر فى القدم خلال فترة إجازته بمصر.
تحمل مشقة السفر للاطمئنان على صحتى
تفاصيل قصة الوفاء بدأت بإصابة أفكار محمد حامد و الشهير بـ أبوحامد " عامل مصرى بالسعودية" بكسر فى القدم خلال فترة الإجازة السنوية بقريته حاجر دنفيق بمركز نقادة جنوب قنا، استدعى إجراء عملية جراحية، و حال دون عودته إلى عمله مرة أخرى بدولة السعودية الشقيقة، فكان أول رد فعل من الكفيل السعودى مد الاجازة، والاطمئنان على العامل المصاب.
المكالمة التليفونية لا تكفى
المكالمة التليفونية لم تكن كافة للإطمئنان على مصابهم الذى كان بالنسبة لهم واحداً من أفراد عائلتهم، فكان رد الجميل الأكبر، بحضور شقيق الكفيل إلى جنوب محافظة قنا ، قاطعاً آلاف الأميال من السعودية، للاطمئنان بنفسه على من يعتبره صغار السن بمثابة أب و الكبار بمثابة شقيق لهم، لفترة العشرة التى قاربت من ثلاثين عاما قضاها العامل المصرى فى هدوء.
قال أفكار محمد حامد الشهير بـ أبوحامد" عمل بالسعودية"، ذهبت إلى العمل بالسعودية فى 10 يناير 1981 ومن وقتها وأنا هناك باستثناء 9 سنوات قضيتها هنا فى بلدتى حاجر دنفيق بمركز نقادة، وعملت هناك مع كفيلى عادل عبدالعزيز الدوسرى، ومنذ عملى معهم يعاملنى الكبير منهم كأخ و الصغير يعاملنى كأب، ولم أجد منهم إلا كل خير واحترام طوال فترة عملى معهم، وتعاملهم يدل على محبتهم وتقديرهم لمصر التي يكنون لها كل تقدير واحترام.
وتابع أبو حامد ، حضرت إلى مصر فى اجازة تستغرق 4 أشهر قضيتها مع أسرتى، و قبل انتهاء الإجازة بأيام قليلة، وبعدما حجزت تذاكر السفر، أصبت بكسر فى القدم، استدعى إجراء عملية جراحية، ما أدى إلى منعى من السفر، وكانت تأشيرتى على وشك الانتهاء، وبمجرد سماع كفيلى بإصابتى اتصل بى للاطمئنان على صحتى و قرر مد الإجازة، أكثر من مرة، لتمكينى من العودة بعد شفائى التام من الإصابة.
وأضاف أبو حامد، اكتملت فرحتي بزيارة الدكتور بسام شقيق كفيلى وبرفقته أسرته، منذ أيام فى منزلى، للاطمئنان على صحته، وهو أمر لم أكن أتوقعه، لكننى لم أستغرب من ذلك، فقد تعودت على كرم و أصل أسرة آل الدوسرى، التى لم أرى منها إلا كل خير طول فترة عملى معهم بالسعودية، و أسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيهم و يحفظهم من كل سوء.
والدتى استقبلت شقيق الكفيل بالزغاريد
و قال أحمد أفكار" الابن الأصغر لـ أبوحامد"، والدتى استقبلت الدكتور بسام و أسرته ، بالزغاريد، ابتهاجا و تقديرا لهذه الزيارة التى تحمل الكثير من الوفاء، ومكث معنا طوال اليوم للاطمئان على الحالة الصحية لوالدى، وبعدها اصطحبناه فى زيارة للقرية والعمدة، واستمتع خلالها بطبيعة الحياة فى صعيد مصر، وخلال حديثى معه كان يقول لى دائماً والدك هو كفيلنا، وهو ما يعبر عن أصالة وأخلاق هذه العائلة الكريمة.
وأضاف أفكار، حاولت فى البداية إثناء شقيق الكفيل السعودى عن الحضور لطول المسافة ومشقة السفر، إلا أنه أصر على الحضور وجاء بسيارة خاصة وبرفقته أسرته، فى رحلة سفر حملت الكثير من المتاعب، و أكد بأنه مرسل من قبل العائلة بالكامل للإطمئنان على صحة والدي.
و أوضح أفكار، بأن معاملة عائلة آل الدوسرى مع والدي منذ عمله معهم بدولة السعودية الشقيقة، يعبر عن أصل هذه العائلة وحبها الشديد لمصر وأهلها، فطوال فترة عمله معهم ينادونه بـ أبوحامد، وكان بالنسبة لهم واحداً من أفاد العائلة يشاركونه مشاكلهم و أفراحهم، متمنياً أن تكون كل العائلات مثل عائلة الدوسرى فى تعاملها مع المصريين.
قصة وفاء نادراً ما تتكرر فى أيامناً الحالية، إن دلت فإنما تدل على بقاء الخير كما أخبر به رسولنا الكريم، ومتانة العلاقة التى تربط بين الشقيقتين مصر والسعودية، فقد قطع شقيق كفيل سعودى آلاف الأميال إلى محافظة قنا، لزيارة عامل بسيط عمل مع عائلته لمدة تقارب الثلاثين عاماً، للاطمئنان على