خبراء التعليم:
- أهمية دمج قضية التغيرات المناخية بالمناهج الدراسية
- الوزارة تسعى لبناء نظام تعليمي عصري بأحدث المعايير العالمية
- دعم بناء القدرات الوطنية لتعزيز المشاركة العامة في المجال البيئي
- يمكن الطلاب من معرفة الحقائق وكيفية التعامل معها
تستضيف مصر الدورة الـ 27 لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخCOP 27، في الفترة من 6 حتى 18 نوفمبر الجاري.
يأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية بضرورة تكاتف جهود الدولة المصرية لمواجهة التغيرات المناخية.
تعد قضية التغيرات المناخية قضية عالمية ذات تأثيرات محلية، وتعد هذه القضية حقيقة علمية ومشكلة اقتصادية وبيئية تؤرق دول العالم على حد سواء، في ظل ما يمكن أن يترتب عليها من تغيرات خطيرة تهدد مستقبل الإنسان.
ولان مصر من أكثر الدول تأثرًا بالتغيرات المناخية، وخاصة القطاع الزراعي، ما تسبب فى اختلال ميزان الأمن الغذائى المصرى، فى ظل عدم وجود اهتمام كافٍ بهذه القضية القومية، خاصة فى ظل تَسارع حدوث هذه التغيرات على عكس كل التوقعات.
ولذلك قررت وزارة التربية والتعليم، وضع خطة استراتيجية لرفع وعي الطلاب والمعلمين بأهمية قضايا التغيرات المناخية، ودمج عامل التغير المناخى والبعد البيئي فى جميع مشروعاتها ومناهجها.
وفى إطار ما سبق،أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن الدولة المصرية على رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزارة التربية والتعليم لديها خطة استراتيجية لرفع وعي الطلاب والمعلمين بأهمية قضايا التغيرات المناخية، ودمج عامل التغير المناخى والبعد البيئي فى جميع مشروعاتها ومناهجها، في الصفوف الأولى لرفع الوعي لديهم، لان في السنوات الأخيرة، أصبح التعليم البيئي أحد العناصر البارزة في تطوير المناهج الدراسية في مصر، ولذلك تم توجيه الجهود لتضمين المحتوى البيئي في المناهج والكتب المدرسية، ولذلك حرصت وزارة التربية والتعليم على دمج القضايا المناخية في المناهج الدراسية للصفوف الأولى الإبتدائية، من خلال مناقشة القضايا البيئية التي تؤثر على بيئة الطالب، مما يفتح المجال لمناقشة الحلول المستدامة.
وأوضح أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هناك فصلاً كاملاً بدءًا من منهج اكتشف للصف الثالث الابتدائي عن آثار التغيرات البيئية من حيث وصف تلك التغيرات والمقارنة بين البيئات الطبيعية، وكذلك طرق تكيف الحيوانات في البيئات الطبيعية، وفي منهج الدراسات الاجتماعية هناك العديد من الدروس التي تتناول أهم المشكلات البيئية التي تواجه الموارد الطبيعية في مصر، مثل تلوث الهواء والتربة والماء وأسباب حدوثها والنتائج المترتبة عليها والتي تُعد التغيرات المناخية أحد نتائجها.
وأضاف الدكتور تامر شوقي، أن قرار وزارة التربية والتعليم، لإدخال قضية التغيرات المناخية بالمُقررات الدراسية للطلاب بالمدارس وخاصة في الصفوف الأولي تهدف إلى إعداد الطلاب منذ الصغر للتعامل الناجح مع قضايا بيئته بعناصرها المختلفة، موضحًا أن توعية الطلاب بالقضايا المناخية هي التعلم للعيش في البيئة.
وتابع الخبير التربوي: ولذلك حرصت وزارة التربية والتعليم على ربط الدراسة في مختلف المواد بحياة الإنسان عن طريق إدخال بعض الموضوعات المرتبطة بالبيئة وتعريف التلاميذ على بعض المشكلات التي تواجهها، مع مراعاة تضمين وحدات ضمن المناهج الدراسية ذات الصلة بالموضوعات البيئية وتدريسها بصورة متكاملة في المناهج الدراسية المرتبطة بها الدراسات الاجتماعية وغيرها في مراحل التعليم العام.
وشدد أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، على ضرورة حرص الوزارة على تدريب المعلمين على حقيبة التغير المناخي التي وضعتها لدعم مهارات المعلمين في تنمية الوعي الطلابي بالتغيرات المناخية، في ضوء متطلبات التنمية المستدامة اللازمة لمنح شهادة الصلاحية للترقي لوظائف المعلمين.
ومن جانب أخر أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن تجربة مصر فى زيادة الوعي لدى طلاب المدارس والمعلمين بأهمية قضايا التغيرات المناخية، ودمج عامل التغير المناخى والبعد البيئي فى جميع مشروعاتها ومناهجها، في الصفوف الأولى الابتدائية هي عملية تعلم تهدف إلى زيادة معرفة الطلاب ووعيهم للبيئة والتحديات المرتبطة بها، وهي تسهم في تطوير المهارات والخبرات اللازمة للمواجهة وتعزز المواقف والدوافع والالتزامات لاتخاذ قرارات مستنيرة وإجراءات مسؤولة.
وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن وزارة التربية والتعليم تسعى إلى التربية البيئية السليمة وضرورة وضع أنشطة تفاعلية بيئية في المناهج الجديدة والعمل على ترسيخ القيم لدى الفرد وتعديل السلوكيات تجاه البيئة، وذلك في إطار تنفيذ الأهداف الرئيسية لمشروع لرفع الوعي بتغير المناخ والتحول الرقمي لنماذج التعليم في سياق تغير المناخ مع رؤية مشتركة لتعزيز مرونة أنظمة التعليم، وإمكانيات تقاسم الموارد عبر البلدان والشركاء.
وأشار الخبير التربوي، إلى أن هناك دور كبير يقع على وزارة التربية والتعليم باعتبارها من أكثر الوزارات قدرة على الوصول بشكل مباشر إلى الطلاب والشباب والمجتمع المحيط بالمدرسة من خلال التوعية البيئية والأنشطة المصاحبة من المسابقات وكل ما ستقوم به المدرسة من توعية للمجتمع والبيئة المحيطة.
وأضاف الدكتور حسن شحاتة، أن الوزارة تعمل على محاور متعددة وبدعم كبير من الدولة المصرية وكل مؤسساتها، للإسهام في بناء الإنسان المصري، عن طريق بناء نظام تعليمي عصري بأحدث المعايير العالمية من رياض الأطفال والمرحلة الابتدائي)، بجانب تطوير التعليم بالنظام الجديد في المرحلة الثانوية من أجل التأكد من تحصيل الطلاب لنواتج التعلم الحقيقية، ودمج التكنولوجيا الحديثة بالعملية التعليمية.
ونوه الخبير التربوي، إلى أن منهج اللغة العربية للصف الأول الابتدائي، يحث الطلاب على زراعة الأشجار، حيث أن تنمية وعي الأطفال لمواجهة التغيرات المناخية بتشجيع زراعة الأشجار للحفاظ على البيئة تحقيقًا لحملة "اتحضر للأخضر" نحو بيئة صحية مستدامة، وفي منهج اللغة العربية للصف الثالث الابتدائي هناك دروس خاصة بالتوعية بأهمية المحميات الطبيعية كنوع من الثروات البيئية النادرة والتي تستوجب حمايتها من التغيرات المناخية، فضًلا عن درس "إعادة التدوير" والتي تمثل إحدى التوصيات ذات الأهمية التي أصدرتها الأمم المتحدة لمواجهة التغير المناخي على الصعيدين المؤسسي والفردي.
ووتابع: "وحول التوعية بأهمية الطاقة المتجددة، هناك موضوع كامل عن الطاقة المتجددة في منهج اللغة العربية للصف الرابع الابتدائي للتوعية بأهميتها وأبعادها وأهمية استخدامها وتأثيراتها الواسعة على تقليل الانبعاثات التي تمثل سببًا رئيسيًا في إحداث التغيرات المناخية، فضًلا عن التوعية بالآثار السلبية للتصحر والجفاف في منهج اللغة العربية للصف الخامس الابتدائي".
ومن جانب اخر أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن اهتمام وزارة التربية والتعليم، لرفع وعي الطلاب والمعلمين بأهمية قضايا التغيرات المناخية، ودمج عامل التغير المناخى والبعد البيئي فى جميع مشروعاتها ومناهجها، في الصفوف الأولي يمكن الطلاب من معرفة الحقائق وكيفية التعامل معها.
وأوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن دور المدرسة في توظيف قضايا التغيرات المناخية، ودمجها في مناهجهافي المراحل التعليمية الأولى هو الأهم لغرس هذه المفاهيم وتدريس قضايا التغيير المناخية في عقول الأطفال، فضلًا عن أن التأثير سيكون أقوى، موضحًا أن من الضروري أن تتولى طلابنا المسؤولية المجتمعية واندماجهم في خدمة بيئتهم، وهو ما تقوم به وزارة التربية والتعليم الان والسير علىالاستراتيجيات والمحاور التي تعمل عليها القيادة السياسية فيما يخص قمة المناخ ".
وأشار الخبير التربوي، إلى أن سعي وزارة التعليم العالي لإضافة مقررات دراسية تتعلق بالتغيرات المناخية يعكس العديد من النقاط الإيجابية والتي من أهمها وعي كامل بالقضايا ذات الاهتمام الدولي من قبل الحكومة المصرية، والسعي الحقيقي للمساهمة الفعالة في حل المشكلات التي يعاني منها المجتمع الدولي، والانخراط الفعال في المجتمع الدولي، والقيام بدور فاعل في قضاياه وهو ما يعني أن الدولة المصرية أصبحت تواجه العولمة بالتأثير المتبادل وليس فقط بالتأثر.
ولفت أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إلى ضرورة التركيز في المناهج على القيم الأساسية مثل قيم المحافظة على البيئة ومواردها والاعتزاز بالجهود التي تبذلها الدولة لحماية البيئة والحفاظ على التراث وتقدير النواحي الجمالية وقيمة العمل الجماعي والتطوعي بالإضافة إلى إكساب الطلاب في السنوات الأولي قدر أكبر من القيم والاتجاهات الايجابية نحو البيئة والمهارات التي من شأنها مساعدته في التعايش والتفاعل مع بيئته بصورة راشدة وعقلانية".