انطلقت فعاليات قمة المناخ بشرم الشيخ الأحد، تحت عنوان ـ"لحظة فارقة" في التعامل مع قضية التغيرات المناخية، فيما تحث الأمم المتحدة الدول على استخدام القمة للتفاوض على "اتفاق تاريخي" لخفض انبعاثات الكربون.
الوقت يداهمنا
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي - خلال افتتاح مؤتمر المناخ "cop27" إن الوقت يداهم العالم ولا مجال للتراجع عن تنفيذ الالتزامات المناخية، حيث تسهم نتائج مؤتمر المناخ في تحول حياة ملايين البشر نحو الأفضل.
وأضاف السيسي: "تغير المناخ هو أكبر تحديات العالم حاليا، والملايين يتساءلون بشأن الالتزامات المناخية وما تحقق من أهداف، والمعاناة الإنسانية بسبب تغير المناخ تتكرر وتؤكد الحاجة الملحة لإنهائها".
ولفت إلى أن الدول النامية تعاني أكثر من غيرها بسبب أزمة المناخ الراهنة، فيما يجب العمل على خفض الاحترار المناخي بمقدار 3 درجات.
وطالب السيسي الدول المتقدمة بالوفاء بالتعهدات التي قطعتها لتعويض خسائر تغير المناخ.
وفي هذا الصدد قال الدكتور مصطفى كامل وزير البيئة الأسبق، أن كلمة الرئيس السيسي اليوم أمام قادة دول العالم خلال افتتاح الجانب الرئاسي من مؤتمر المناخ، كانت محددة وقوية وحازمة وحملت رسائل قوية موجهه لدول العالم بما يتعلق بالقدرة على مواجهة التغيرات المناخية وتاثيراتها التى أصبحت تهدد البشرية بالفناء، وحثهم على ضرورة التكاتف والتحرك لمواجهة التحديات الراهنة التى أصبحت "تشكل خطرا على كوكب الأرض".
وأضاف كامل - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن كلمة الرئيس السيسي كانت جامعة ومشخصة ومحددة لدواعي الأزمة وأنه لا بد من التكاتف لخلق بيئة مواتية للحياة دون أضرار والاتجاه لاستخدام الطاقات الطبيعية والسير نحو كوكب أخضر به نمو واستدامة من خلال العودة للطبيعة واستغلال مواردها التي يجب علينا تنميتها واستثمارها.
مرحلة التنفيذ
وأشار إلى أن التساؤلات التي تم طرحها من قبل القيادة السياسية اليوم، كانت مؤكدة على إننا الأن نضع الحدود الرئيسية لحل أزمة المناخ والإنتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ والعمل على قدم وساق لإنقاذ حياة الملايين حول العالم يعانون من المخاطر الناتجة عن التغيرات المناخية، وخاصة الدول الافريقية التى أصبحت تعانى من الفيضانات والحرائق نتيجة الإنبعاثات الكربونية الناتجة عن الدول الصناعية.
ولفت إلى ضرورة أن تكون التعهدات مكتوبة ويتم توقيعها أمام العالم حتى يكون هناك إلتزام أدبي من قبل الدول الغنية بتمويل الدول الفقيرة المتضررة نتيجة إستخدام الدول الغنية وقود أحفوري فى مستلزمات الصناعة، ويدفع ثمنها الشعوب الفقيرة.
وأكد: ضرورة الالتزام بالبنود التى صدرت عن قمة باريس للمناخ عام 2015، التى ألزمت الدول الغنية المتسببة فى التغيرات المناخية بدفع 200 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة التغيرات المناخية، إلا أن تلك التعهدات لم تنفذ حتى اليوم .
وأوضح أن قمة شرم الشيخ للمناخ cop27 جاءت لوضع الحدود الرئيسية للحلول الرئيسية لحل أزمة التغيرات المناخية والمساهمة في تحويل حياة الملايين من البشر حول العالم نحو الأفضل وخلق استجابة قوية لمطالب الشعوب فى الحق فى العدالة المناخية.
وتابع: مصر استطاعت خلال السنوات الماضية وصع خطط وتعزيز إمكانياتها للتعامل مع الأثار السيئة الناتجة عن التغيرات المناخية والتحول نحو استخدام الطاقات الجديدة والمتجددة، ويأتي تأكيد الرئيس على أهمية خروج قمة شرم الشيخ للمناخ بمقترحات قابلة للتنفيذ يعكس أهمية تلك القمة التى ينتظر نتائجها ملايين البشر حول العالم.
كانت فعاليات قمة المناخ قد بدأت اليوم الاثنين على المستوى الرئاسي، بحضور الرئيس السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
وتسلمت مصر رئاسة القمة الأحد من المملكة المتحدة، فيما تستمر الفعاليات حتى 18 نوفمبر الجاري.