كشف كتاب «في بيوت الحبايب.. الأبناء يفتحون خزائن الأسرار»، للكاتبة زينب عبد اللاه، عن رسائل الفنانة زينات صدقي إلى الله.
وحسب ما جاء في الكتاب كانت ترسل زينات صدقي إلى الله رسائل تقول فيها: «يا رب الإيجار متأخـر مـن 3 شهـور اهـدي عليـا صاحب البيت، واهدي عزة وخليها تسمع كلامي، يارب أنا مابشتغلش دلوقت استرني وسدد ديوني، واديني الصحة».
وكانت هذه عناوين رسائل كتبتها زينات صدقي إلى الله وكانت تضعها بين صفحات المصحف الذي تقرأ فيه، وهو ما أكدته حفيدتها.
وحسب ما قالت حفيدة زينات صدقي لمؤلفة الكتاب «كانت غاويه تشتري مصاحف وتعطي كـل مـن يأتي لزيارتها مصحفاً، وعندما زارها عم فايق جارنا القسيس قبل وفاتها قالت له: «أنا عاوزه أديك هدية بس ماعنديش غير المصحف»، فقال لها: «طبعا أحلى هدية كتاب الله»، وحتى الآن يحتفظ أبناؤه بهذا المصحف ويضعونه في الصالون بجوار الإنجيل، وعدد من جيراننا قالوا: «مصحف الست زينات وش السعد علينا وبناتهم اتخطبوا في نفس الأسبوع».
وتضيف: «أخي طارق كان في الكويت وقبل وفاتها جاء لرؤيتها وطلبت كريز، وقالت كل اللي في الأوضة يخرجوا ماعدا طارق وعزة، وظلت تضع الكريز فـي فـمـي وفـمـه وتـقـول: «لما إنتـو تاكلـوا كأنـي أكلت، ومسكت إيدينا وقالت خلوا بالكم من بعض ومن أمكم، وأنت ياطارق كفاية غربة علشان أختك ماتقعدش لوحدها».
تبكي الحفيدة وهي تتذكر تلك اللحظات وتكمل: «قالت اخرجوا عاوزه أرتاح، ومشينا حتى منتصف الغرفة فتنهدت، ونظرنا إليها فوجدناها توفيت، وكان ذلك في 2 مارس 1978، ودفنت في مدفن عابري السبيل الذي أنشأته، وأصيبت شقيقتها فاطمة بانفصال شبكي من الصدمة، وظلت والدتي حتى وفاتها توصينا بألا ننسى جدتنا وأن تحيي ذكراها، وهاجر أخي طارق منذ أكثر من 30 عاما وقال: «مش هاجي مصر وأمي وجدتي مش فيها».
دفنت زينات صدقي في المدفن الذي اشترته ووضعت عليه لافتة «مدفن الصدقة وعابري السبيل» إلى جوار الفقراء الذين أحبتهم وأرادت أن يكونوا جيرانها في الآخرة، وتحت شجرة كافور نبتت في المدفن وأوصت حارسه بألا يقطعها، وبعد وفاتها باع عدد من أقاربها المدفن وأزيلت لوحة عابري السبيل، لتنطوي صفحة حياة زينات صدقي عابرة السبيل وحبيبة الملايين ويبقى فنها عابرا للأجيال.