نشر رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون التي تسيطر عليها حركة طالبان الأفغانية، اليوم الأحد، أول صورة لزعمي الحركة السابق الملا محمد عمر.
ونقلت وكالة أنباء "باختر" الأفغانية المحلية عن بيان أصدرته سلطات منطقة زابل، إن قبر الملا محمد عمر موجود في الصحراء بالقرب من قرية وتبارزو في منطقة شايوري في زابل.
الزعيم الروحي
وملا محمد عمر هو الزعيم الروحي لحركة طالبان في أفغانسان، وقد كان الرئيس الحادي عشر في فترة حكم طالبان بين 1996 و2001 قبل الغزو الأمريكي عام 2001.
وفي أغسطس 1994 سطع نجم الملا عمر عندما اختارته حركة طالبان الأفغانية أميرا لها، وبعد وصول الحركة إلى العاصمة كابول، انتخبته طالبان أميرًا لها في أوائل شهر أبريل 1996، ولقب بـ"أمير المؤمنين".
وكان الملا عمر الحاكم الحقيقي في أفغانستان حيث صدرت جميع القرارات المهمة بتوقيعه، وكان يدير أمور طالبان وأمور الحكومة في كابل والولايات عن طريق الهاتف واللاسلكي من قندهار.
ومنذ سقوط نظام طالبان عام 2001 لم يعرف مكان اختباء الملا عمر، فقد طاردته الولايات المتحدة الأمريكية وخصصت جائزة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدل عليه أو يساعد على اعتقاله لتقديمه للقضاء، دون أن تصل لشيء.
وفي يوليو 2011، نفت حركة طالبان وفاته، بعدما وُزّعت رسائل نصية صادرة من هواتف استخدمها بعض قيادييها أرسلت إلى وسائل الإعلام تعلن وفاته، واتهمت الاستخبارات الأميركية باختراق هواتف مسؤوليها.
وفي 2013 أعلنت طالبان أن الملا عمر مريض ورفض مقابلة طبيب أو السفر للعلاج في باكستان وتوفي في زابل، ودفنته عائلته واتفقت مع مجموعة من قادة طالبان على إبقاء وفاته سرا، في وقت كان فيه الجيش الأمريكي يستعد للانسحاب الكامل وفق ما خططت إدارة الرئيس باراك أوباما.
وفي يوليو 2015، أعلنت مصادر حكومية أفغانية وفاة الملا عمر دون الكشف عن أي تفاصيل بشأن ظروف الوفاة، وبعد ذلك بشهور خرج الملا محمد يعقوب الابن الأكبر للملا عمر ورئيس اللجنة العسكرية التي تتمتع بنفوذ كبير في طالبان في تسجيل صوتي قائلا إن والده توفي بأسباب طبيعية، داعيا للوحدة ومبددا الشائعات التي تحدثت عن أن وفاة والده كانت غامضة في ظل نزاع على قيادة الحركة.