ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق قمة المناخ Cop27 في مدينة شرم الشيخ، إذ يجتمع قادة العالم من أجل معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري وإنقاذ مصير كوكب الأرض من التدهور وتغير المناخ.
وحسب ما ذكرته صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، ضربت موجات الحر والجفاف والفيضانات العالم خلال العام الماضي، وقال الخبراء إنها ستزداد سوءًا إذا فشل القادة في التصرف، لذلك يجب النظر إلى 4 ملفات مهمة يجب التركيز عليها قبل انطلاق قمة المناخ المقررة من يوم 6 لـ 18 نوفمبر الجاري.
الحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية حي
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في أكتوبر الماضي، إن العالم يواجه "كارثة"، حيث جاءت تعليقاته في الوقت الذي أظهر فيه تقرير للمنظمة أن العالم مهيأ للاحترار بمقدار 2.8 درجة مئوية بنهاية القرن.
وهذا يتجاوز بكثير هدف اتفاقية باريس الموقعة في 2015 Cop21"" الذي يلزم الدول بالعمل على بقاء متوسط الزيادة في درجة حرارة الكوكب تحت درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية واستهداف قصر الزيادة على 1.5 درجة مئوية.
وأوضح جوتيرتش أن "الالتزامات المناخية العالمية والوطنية تقل بشكل يدعو للشفقة".
وكانت الدول المشاركة في مؤتمر COP26 العام الماضي وقعت على ميثاق جلاسكو للمناخ، والذي أعاد تأكيد التزامهم باتفاق باريس.
وستحاول المحادثات في Cop27 الحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية على قيد الحياة.
وقال بوب وارد، مدير السياسات والاتصالات في معهد جرانثام لأبحاث تغير المناخ والبيئة في كلية لندن للاقتصاد: "تم التأكيد بجلاسكو على أن التعهدات الحالية لعام 2030 لا تتماشى مع الحد من الاحترار".
وأضاف متسائلًا: "هل هدف 1.5 درجة مئوية لا يزال حيًا؟ يبدو الأمر قاتمًا ويصعب تخيله الآن.
وأشار أحدث تقرير للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ [التابعة للأمم المتحدة] في أبريل إلى أن درجة الحرارة ستصل إلى 1.5 درجة مئوية بحلول منتصف القرن.
الخسارة والضرر
من المتوقع أن تصبح الخسائر والأضرار، التي تعوض البلدان النامية عن عواقب تغير المناخ، قضية حرجة ومثيرة للحديث في Cop27.
وقاومت الدول الأكثر ثراءً التعويضات، لكن الأزمة في باكستان هذا العام سلطت الضوء مرة أخرى على الخسائر والأضرار.
وعانت باكستان، المسؤولة عن واحد في المائة من الانبعاثات العالمية، سلسلة من الكوارث المناخية في عام 2022 والتي نسبتها الأمم المتحدة إلى تغير المناخ.
وبلغت ذروتها عندما اجتاحت الفيضانات البلاد، التي قتلت حوالي 1600 شخص، وغمرت أجزاء كبيرة من البلاد وأدت إلى وصول 33 مليون شخص للفقر المدقع.
وفي Cop26، رفضت الدول مقترحات لإنشاء صندوق للتعويضات، لكنها وافقت على التحدث عنه.
تريد مصر والصين ومجموعة الـ 77 - وهي هيئة من الدول النامية ترأسها باكستان - إدراج هذا الأمر كموضوع للنقاش في جدول أعمال COP27 الذي سيتم تحديده في بداية القمة.
تأثير الحرب في أوكرانيا
أشعلت الحرب الروسية على أوكرانيا التوترات العالمية وأدت إلى ارتفاع فواتير الطاقة والغذاء، وهذا قد يجعل المحادثات في قمة المناخ أكثر صعوبة وسط الخلفية الاقتصادية الصعبة والعلاقات المتوترة بين القوى الكبرى.
ومع ذلك، قال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، إيان فراي، إن الصراع يمكن أن يكون بمثابة "تنبيه" للدول لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة.
وأضاف فراي أن الدول يمكن أن تلجأ إلى مصادر الطاقة المتجددة بسرعة أكبر لأنها أرخص وسيلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأشار "نحن نرى البرتغال تتجه نحو الطاقة المتجددة بنسبة 100 %.. ونعلم أن الدنمارك تفعل ذلك أيضًا، وأعتقد أن ذلك سيدفع البلدان الأخرى إلى رؤية الحاجة إلى أن تتوجه للطاقة المتجددة والاكتفاء الذاتي".
العلاقات المتوترة بين أمريكا والصين
تعتبر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين محور المحادثات، حيث يمثل كلا البلدين معًا حوالي نصف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
لكن الصين أوقفت حوار المناخ مع الولايات المتحدة في أغسطس الماضي، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لتايوان، وهذا يعني أن مجموعة العمل المعنية بالمناخ بين واشنطن وبكين التي أُعلن عنها في جلاسكو قد تم إيقافها مؤقتًا.
ومن المقرر أن يشارك الرئيس الأمريكي جو بايدن في قمة cop27، ومن المتوقع أن يحضر مفاوض المناخ الصيني شاي زينهوا، ويتم طرح أسئلة عما إذا كان سيتحدث هو ومبعوث المناخ الأمريكي جون كيري.