الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لأنها مصر

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

فى مكانه الذى لم يفارقه منذ اكثر من أربعة عقود التقيته، وجهه المتفائل كما هو لم يغيره الزمن ولم تؤثر فيه تبعات الأحداث وسريانها. 

ذلك هو المتصوف فى حب مصر، العاشق لها، والذى جاءها منتقدا فاحتوته وجعلته عاشقا محبا لها.

الأستاذ هنرى أو كما يعرف الآن فى منطقته التى أصبح جزءا منها والكل يناديه بـ “الشيخ محمد”، هناك عاش ويعيش فى السيدة نفيسة، تجلس معه فتجد الوقت يمضى وهو يحكى لك عن مصر متناسيا أنك مصرى، ولكنه يجعلك تشعر بالغيرة منه لأن حبه جارف وهو ليس من أبنائها. 

ذهبت إليه وأنا فى قلق من الشائعات وأقوال المغرضين والمقلقين، فكان جوابه بكلمتين هما: لأنها مصر. 

وصمت قليلا وقال وهو يبتسم: كل العالم يدرك قيمة هذه البلد وبأنها رمانة ميزانه، وعليه فلا بد أن يكون شغلهم الشاغل بلبلة شعبها وإرباكه وصب الزيت على النار من حين لآخر على النار عل ما يسعون  إليه يتحقق. 

ولأنها مصر فالتاريخ يقول إن هذا الشعب غير كل شعوب العالم أجمع، لم يفر من بلاده ويلجأ لغيرها مثلما تفعل كل الشعوب فى الحروب والأزمات، فلن تجد عبر الأزمان كلها مصريا واحداً لاجئا، بل بالعكس ستجد مصر كانت قبلة اللاجئين على مدى العصور والأزمنة، وهى أيضا أمن وأمان الخائفين والباحثين عن الاستقرار.

إنها مصر، ستجد أبناءها فى الحروب والأزمات نسبجا واحداً متلاصقا لا يعرف الفوارق الاجتماعية والطبقية ولا الدينية، فكلهم فى الأزمات مصريون، ودليلك على ذكرك مسطور فى صفحات الزمن وكتب التاريخ منذ المصريين القدماء وحتى عهدنا الحالى. 

ولأنها مصر فهى البلد الوحيدة فى العالم التى لا ينام فيها شخص جائع، فالقلوب هنا مجتمعة على فعل الخير ومحبة إرضاء الناس وقضاء حوائجهم. 

ولأنها مصر فقد عانت الكثير وذاقت مرارات كبرى، ولكنها كالأشجار دوما واقفة عالية تصنع من قسوة الرياح حائطا تصد به سم الحاقدين وغيظ خفافيش الظلام وكارهى الحياة. 

لأنها مصر فقد زاد حقد الحاقدين عليها مما صنعته القيادة السياسية من ازدهار وعمران وبنيان راسخ فى جميع أنحاء الجمهورية، وعندما لم يستطيعوا أن يحققوا أهدافهم ويفرقوا شمل هذا الشعب الأصيل، لجأوا إلى وسائل التواصل الاجتماعى ينشرون فيها أكاذيبهم ويسعون فى الأرض فسادا. 

ولأنها مصر فهى محروسة وبها خير أجناد الله وهم فى رباط ليوم الساعة، ولذلك فلا بد ألا تخاف ولا تحزن فالله معنا. 

لأنها مصر فلا بد أن نفخر ونأمن وننعم بالأمان والاستقرار الذى رسخت له خطى القيادة السياسية والجمهورية الجديدة.