تنطلق غدا فعاليات قمة المناخ COP 27في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة العديد من القادة والنشطاء والمسؤولين، من مختلف أنحاء العالم، بهدف تقديم حلول تساعد في إنقاذ البيئة، من تحديات التغيرات المناخية، حيث يحضرها 197 دولة لمناقشة العوامل التي أدت للأزمة وسبل علاجها.
وتسعى مصر لمواجهة التغيرات المناخية بالعديد من المشروعات والابتكارات، المقدمة من مختلف قطاعاتها الحكومية والتعليمية، وفي هذا الإطار تستعد كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية للمشاركة في قمة المناخ بمشروع وطني يعكس فكر الشباب، وهو مشروع "الروبوت المنظف للبحار"، والذي اجتمع في تنفيذه 15 طالبا من طلاب كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، ليقدموا لمصر والعالم، تقنية جديدة هدفها حماية شواطئ المتوسط من التلوث، حيث يمكن للروبوت إزالة المخلفات والزيوت من البحار، الناجمة عن حركة السفن العابرة بالبحر.
وفي هذا الصدد، تواصل "صدى البلد"، مع الطالب سيف الدين أحمد مختار، أحد الطلاب المشاركين في صناعة روبوت تنظيف البحار، للتعرف على تفاصيل المشروع، وجاء نص الحوار كالتالي:
كيف جاءت فكرة روبوت تنظيف البحار؟
بدأت فكرة الروبوتفي ذهني منذ بدأت الدراسة في قسم الكمبيوتر كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وقررت أن ابتكر شيئا ينقذ البحار والشواطئ من الملوثات، وعرضت الفكرة على مجموعة من زملائى الذين رحبوا بها، وبدأنا تنفيذ الفكرة بعد عرضها على أساتذتنا بالكلية، ووجدنا منهم كل الدعم والتشجيع والترحيب.
ما الهدف من تصنيع الروبوت؟
بدأت فكرة ابتكار الروبوت البحري تتكون فى ذهنى، مع ملاحظتي تفاقم أزمة التغيرات المناخية بسبب انبعاثات الوقود الأحفوري، وأيضا عشقي للبحر بشدة، وكان هذا هو الدافع للتفكير في تصنيع الروبوت والعمل على صنع وسيلة تعمل على إزالة بقع الزيوت من البحار، لذلك فكرت في دمج شغفي في الحفاظ على الطبيعة مع دراسة الكمبيوتر.
وجاءتني فكرة ابتكار الروبوتالمنظف للبحار من خلال معرفتي بأن الأكياس تحتاج ما يقرب من 4 قرون حتى تتحلل في الميّاه، وذلك له أثر سيء على تغيرات المناخ وعلى البيئة، ومن هنا جائتنى الفكرة.
ما التقنيات التي تعتمد عليها صناعة الروبوت؟
بعدها بدأت مع زملائي، في إعداد خطة صناعة الروبوت المنظف للبحار، ووضعنا له احتمالات العمل بالطاقة الكهربائية أو الطاقة الشمسية، دون أن يكون له أدنى انبعاثات يمكنها التأثير سلبا على المناخ، ما يحقق الهدف بإزالة المخلفات والزيوت من البحار من جانب، ويحد من تفاقم أزمة التغيرات المناخية من جانب آخر.
وتم تزويد الروبوت بما يلزم من تقنيات لجمع إحصاءات مهمّة عن مدى تأثر الحياة البريّة للشعاب المرجانية والأسماك بالتغير المناخي .
من أين حصلت على تمويل المشروع؟
قامت وزارة التنمية المحلية بتمويل مشروع الروبوت المنظف للبحار، وقدمت التسهيلات اللازمة، حيث كانت التكلفة المبدئية للمشروع حوالي 2 مليون جنيه .
المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية
يهدف الشباب المشاركين بالمشروع إلى تنظيف الموانئ والسواحل من أي ملوثات، خاصة البلاستيكية، لذا فكروا في أن يخرج المشروع إلى النور على العالم، وألا يقتصر دوره على العمل بمصر فقط، فقرروا المشاركة في مسابقة المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، وفازوا بالمركز الثاني في فئة الشركات الناشئة، ليُعرض أمام قمة المناخ التي تنطلق غدا في مدينة السلام بشرم الشيخ، بحضور وفود من جميع دول العالم.
تعود بداية قمة المناخ إلى بروتوكول كيوتو عام 1997 الخاص بتطبيق اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بتغيير المناخ عام 1992. تلزم الاتفاقية الدول الصناعية بتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 5 بالمائة عن متسوياتها عام 1990 بحلول عام 2012. في عام 2005 انعقدت الدورة الأولى لمؤتمر أطراف كيوتو في مونتريال الكندية حيث تقرر تشكيل فريق يتابع ما تم عليه الاتفاق. بعد ذلك توالت المؤتمرات التي كان آخرها في مدينة كاتوفيتسه البولندية في ديسمبر 2018. وفي مؤتمر باريس الذي سبقه تم الاتفاق على إجراءات مكافحة الاحتباس الحراري.