يستقبل مطار شرم الشيخ الدولي، مساء اليوم السبت، أول رحلة تجارية بوقود الطيران المستدام المعروف باسم “SAF”، تسيرها الشركة الوطنية مصر للطيران، قادمة من مطار شارل ديجول بالعاصمة الفرنسية باريس إلى مطار شرم الشيخ مباشرة، وذلك بالتعاون مع شركة Neste التى تعد من أكبر الشركات العالمية الرائدة فى مجال إنتاج وقود الطائرات المستدام.
يأتي ذلك فى إطار استراتيجية وزارة الطيران المدنى لتحقيق التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 22030، والحد من التلوث البيئي وتخفيض الانبعاثات الكربونية، وتزامناً مع انطلاق قمة المناخ فى شرم الشيخ COP27.
ومن المقرر أن تصل رحلة مصر للطيران رقم Ms800 طراز بوينج 787-900 "دريملاينر" من باريس قادمة إلى شرم الشيخ وعلى متنها وفد من المشاركين في مؤتمر المناخ.
وتسجل مصر للطيران بذلك إنجازاً جديدا على مدار تاريخ الشركة الوطنية العريق، باعتبارها من أوائل شركات الطيران فى العالم التى تستخدم الوقود الحيوى فى الرحلات التجارية، وذلك من خلال خطة واضحة للشركة الوطنية مصر للطيران فى مجال التنمية المستدامة والبيئة لتقليل الانبعاثات الكربونية والحد من التلوث البيئي بدءًا من عملية تحديث الأسطول والإجراءات الخاصة بتقليل الوزن على الطائرة والحد من استخدام البلاستيك أحادى الاستخدام على متن رحلاتها، حيث سيرت الشركة العديد من الرحلات بخدمات صديقة للبيئة، بالإضافة إلى إعادة تدوير المخلفات بهدف تحقيق الأهداف الطموحة للتنمية المستدامة.
ومن المقرر أن تشهد أول رحلة تجارية بوقود الطيران المستدام المعروف باسم “SAF”، استقبالا خاصا لركاب الرحلة القادمة من فرنسا، داخل مطار شرم الشيخ، في الوقت الذي يتزامن معه وصول الوفود الدولية القادمة من مختلف بلدان العالم للمشاركة في قمة المناخ.
وصرح الفريق محمد عباس، وزير الطيران المدنى، بأن استراتيجية وزارة الطيران المدني تجاه التغير المناخى تهدف إلى تحويل قطاع الطيران إلى "صديق للبيئة"، حيث تضع الوزارة فى مقدمة أولوياتها الاهتمام بقضايا البيئة والتغيرات المناخية فى إطار توجهات الدولة المصرية من خلال خطة طموحة تهدف لاستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة بما يسهم فى تنويع مصادر الطاقة وتخفيض الانبعاثات الكربونية والحد من التلوث البيئى ويواكب استضافة الدولة المصرية لمؤتمر قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ.
ويعد التغير المناخى التحدي البيئي الأكبر الذي يواجه صناعة الطيران المدنى، لذلك فقد حدد قطاع الطيران واحداً من الأهداف الهامة الطموح طويلة الأجل وهو الوصول إلى "صفر" انبعاثات كربونية من صناعة الطيران المدنى بحلول عام 2050، بما يتماشى مع اتفاقية باريس للحد من زيادة درجة حرارة الأرض إلى أقل من درجتين مئويتين.
ورغم أن الوقود المستدام واستخدامه ما زال في خطواته الأولى، فإنه يمثل أهمية حيوية لمستقبل الطيران وسيلعب دوراً هاماً في تحقيق الهدف الطموح الخاص بخفض الانبعاثات من صناعة الطيران من خلال التعاون بين الشركاء نحو مستقبل أكثر لستدامة لهذه الصناعة.