رفع معدلات الفائدة والحرب الروسية الأوكرانية أهم الأسباب..عدم استقرار في أسعار النفط عالميا

يشهد العالم أزمات متلاحقة بدءا من أزمة كورونا وتبعاتها وصولا لـ الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت على موارد الأرض كافة، وتسببت في أزمة غذاء ونقص طاقة وارتفاع أسعار النفط ومشتقاته.

وتشهد أسعار النفط ارتفاعا شديدا بفعل العديد من المؤثرات العالمية وفي مقدمتها رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي معدلات الفائدة بأكبر وتيرة في ثلاثة عقود، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

أسعار النفط وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية

ومن المؤثرات التي تتسبب في ارتفاع أسعار النفط الظروف الجيوسياسية الاستثنائية الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تترقب الأسواق تبعات إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية للحرب، ومدى جدية تهديداته باستخدام السلاح النووي التكتيكي، ومن المرجح أن تتغير الصورة كلياً مع دخول فصل الشتاء ليشهد النفط وكذلك الغاز ارتفاعات سعرية كبيرة.

وستؤثر أحداث العالم والحرب في أسعار السلع العالمية وفي الدرجة الأولى النفط وتوجهات الاستثمارات والمستثمرين في الأسواق العالمية.

وسجلت أسعار النفط، اليوم الجمعة 96.21 دولار للبرميل للعقود الآجلة لخام القياس العالمى برنت، كما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكى، 90.06 دولار للبرميل، بعد زيادة أسعار النفط اليوم بشكل طفيف.

أسعار النفط تحت سيطرة أوبك

ومن جانبه قال المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول السابق، إن أسعار المنتجات البترولية في السوق المحلي ترتبط ارتباطا وثيقا بالأحداث العالمية، فمنذ ارتفاع أسعار النفط عالميا في أواخر ٢٠٢١ لمستويات اقتربت من حدود ١٠٠ دولار ولم يحدث انخفاض عن تلك الحدود إلا مؤخرا بنسب بسيطة.

وأضاف يوسف في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن لجنة التسعير التلقائي اتبعت قرارات للحد من ارتفاعها محليا لما له من آثار جانبية واجتماعية، حيث إن جميع أسعار المنتجات البترولية لا تتفق وأسعار التكلفة ربطا بأسعار النفط العالمية وسعر صرف الدولار الأمريكي.

ولفت يوسف إلى أن تهديدات الرئيس الأمريكي جو بايدن، لشركات النفط الأمريكية، هو للبحث عن شعبية بايدن الذى أصبح مهزوزا أمام شعبه، موضحا أن بايدن يريد أن يغطي على واقعه والضربة التي تعرض لها من أوبك.

وأوضح يوسف أن الأمور المتعلقة بالسوق العالمي للنفط ستظل تحت سيطرة أوبك بلس، لافتا إلى أن أحداث الحرب الروسية أظهرت ضعف امكانيات الطاقة الجديدة إذا ما قُورنت بالغاز الطبيعي والنفط.

وتابع أن "كل مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة لا تقف أمام قدرات واعتماد العالم على الطاقة الاحفورية".

يذكر أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الرابعة على التوالي بهذه النسبة، لتصل إلى نطاق يتراوح بين 3.75 إلى 4 بالمئة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008، حيث يواصل المركزي الأمريكي حملته الأكثر تشددا منذ الثمانينيات، بهدف كبح التضخم.