سنوات من التدريبات التى لا تنقطع، مع إصرار وتحدى على التميز، كانت كفيلة بأن تدفع بفريق قنا النسائى، لاحتلال مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية، بل والمنافسة خارجياً والحصول على المركز الثالث فى البطولة العربية التى أقيمت بالأردن.
البطولات والمراكز المتقدمة مازالت الحلم و الداعم الأكبر لمواجهة أى عقبات أو تحديات تواجه الفتيات، خلال التدريبات أو إقناع أسرهن والمجتمع المحيط بحق الفتاة فى ممارسة كرة القدم، مثلها مثل الرجال، وحتى يكون دليلاً للجميع بأن الفتيات قادرات على التحدى.
مركز شباب مدينة العمال بمدينة قنا ، كان أول من احتضن مواهب الفتيات و أتاح لهن المشاركة فى فريق نسائى لكرم القدم، لكن الأمر لم يكن يسيراً، فالعادات و التقاليد الصعيدية، كانت ومازالت تفرض سطوتها على الكثير من الفتيات، وإن لم تكن كما كانت منذ سنوات.
بداية تكوين فريق نسائى لكرة القدم بقنا ، بدأت عام 2005، فى عهد اللواء عادل لبيب، محافظ قنا آنذاك، والذى تعهد الفريق بالدعم والرعاية، حتى تمكن من تحقيق مراكز متقدمة فى أوقات قياسية، لكن بعدها تعرضت الفريق لعدة انتكاسات، بدأ يتعافى منها فى الفترة الأخيرة، ليعطى الأمل من جديد للفتيات بحقهم فى ممارسة كرة القدم.
قالت آيات أيمن، لاعبة بفريق الفتيات، أدرس بكليةالتربية الرياضية، واشتركت منذ فترة مع فريق مركز شباب مدينة العمال لعدم وجود فريق لكرة القدم بالكلية و أتدرب لمدة ٣ أيام اسبوعياً، قى فترة لا تقل عن ساعة خلال أيام التدريب، فهى رياضة تساعد على بناء الجسم والمحافظة على الصحة.
و تابعت أيمن، إلى أن الرياضة أو كرة القدم ليست للرجال فقط كما يظن البعض، فالرياضة للجميع، والفتيات قادرات على تحقيق المنافسة، و أتمنى أن نشارك فى بطولات كبيرة كما شارك الفريق فى بداية القرن الجارى فى بطولات خارجية.
و أضافت رودينا إيهاب، لاعبة بفريق الفتيات، مارست لعبة كرة القدم فى عمر صغير بتشجيع من شقيقى، ولم تقتصر ممارستى لكرة القدم على مركز الشباب، لكن مارستها فى الشارع، ما عرضتى للتنمر، لكننى لم أتوقف أو أشعر باليأس، فاستكملت مشوارى فى الرياضة التى أحبها بمركز شباب مدينة العمال، الذى أتاح لنا فرصة جيدة للتدريب و ممارسة كرة القدم.
و قالت أسماء عرام، رئيس قسم الصحافة بإعلام قنا و والدة لاعبة بالفريق، سعيدة بوجود فريق نسائى لكرة القدم بمحافظة قنا التى تعد من أكثر المحافظات المتزمتة فى هذا الشأن، لكن بمجرد معرفتى بوجود فريق نسائى بمركز الشباب توجهت بنجلتى إلى هناك لكى تدعم موهبتها بتدريبات عملية.
و أضافت عرام، شجعت نجلتى على ممارسة كرة القدم و متابعة دوريات كرة القدم الإيطالي والإنجليزى،حتى تتعلم وتتقن أساسيات اللعبة، بما يؤهلها فى النهاية أن تكون لاعبة متميزة، فضلاً عن أن ممارسة الرياضة شىء إيجابي على على الفرد سواء شاب أو فتاة بالعديد من الفوائد صحياً ونفسياً واجتماعياً.
فيما قال أشرف كمال، رئيس جهاز الكرة بمركز شباب مدينة العمال، تم إعادة نشاط الفريق النسائى مرة أخرى بمركز الشباب هذا العام، بعد توقف لسنوات، حيث كان لمركز الشباب سبق بإقامة أول فريق نسائى عام 2005 ويعد أول فريق في الصعيد وحقق مراكز متقدمة منها مركز ثالث في البطولة العربية بالأردن، بدعم من الدولة، و انتقلت من الفريق لاعبات إلي نوادى كبيرة مثل نادي دجلة والطيران والداخلية.
و أضاف كمال، من بداية الموسم تم تكوين فريق نسائي بإمكانيات عالية تخدم كرة القدم النسائية بقنا، ويقسم الفريق إلي درجة أولى فتيات وفئة عمرية للمسابقات الصغرى، ونسعى لنشر لعبة كرة القدم والاهتمام بها من قبل وزارة الشباب والرياضة والمنافسة فى البطولات الخارجية، مع جهود لتخطى العادات والتقاليد التى تقف عائقا ً فى بعض الأحيان.