محافظة أسوان عاصمة الشباب والإقتصاد والثقافة الإفريقية بالقارة السمراء ، والتي تتفرد بأنها تمتلك العديد والكثير من المقومات الطبيعية الهائلة، التي أهلتها لتكون بحق عروس المشاتى ، لما تتميز به من الطبيعة الخلابة الساحرة ، والشمس المشرقة ، والطقس المعتدل ، فضلاً عن تنوع الأنماط السياحية ما بين سياحة أثرية وثقافية ، وترفيهية وعلاجية وبيئة ، وسفارى وصيد ، وكذا سياحة الشلالات المائية ، والجزر النيلية ، ومراقبة الطيور المهاجرة.
وفى هذا الإطار نستعرض عبر منصة " صدى البلد " أحد أبرز أنواع السياحة وهي مراقبة ومشاهدة الطيور المهاجرة ، حيث أنه مع دخول موسم فصل الشتاء ، تظهر بوضوح على ضفاف نهر النيل، وتأتى الأفواج السياحية من مختلف دول العالم للإستمتاع بهذه السياحة المتميزة لمراقبة الطيور .
موسم فصل الشتاء
وقال المرشد السياحى أحمد مصطفى، إن هذه النوعية من الأنماط السياحية تهدف لنشر ثقافة مشاهدة الطيور المهاجرة ومراقبتها ورصد أنواعها ، حيث يوجد هناك ما يقرب من 500 نوع من الطيور بمصر ، وفى أسوان وحدها يوجد نحو 200 نوع تتواجد على فترات مختلفة على مدار العام ، ومنها أنواع طيور نادرة ، وتنتشر الطيور فى العديد من الأماكن فى أسوان، بين السد العالى والخزان والجزر النيلية ، وأيضاً بطول نهر النيل .
وأشار إلى أن الإهتمام بمراقبة الطيور يأتى لأهميتها الاقتصادية والغذائية ودورها فى المنظومة البيئية، فهى هامة من ناحية عملية التلقيح فى النباتات وتغذية التربة وزيادة خصوبتها وهى مصدر اقتصادي بخلاف أهميتها الغذائية ، ويقوم السائحين من مختلف الجنسيات بمشاهدة نقاط تجمع الطيور عن قرب وسط النيل ، ويقوم المرشدين السياحين بشرح أنواع الطيور وطرق التعامل معها خلال مشاهدتها، بعدم إزعاجها أو الاقتراب منها ومراقبتها فى هدوء.
ويعد الأمير الراحل تاكامادو ولى عهد اليابان ، من أشهر من قام بممارسة هذه الهواية بجزيرتي سالوجا وغزال والتى إهتم بزيارتها بصفة مستمرة كان آخرها عام 2001 ، وذلك من أجل الإستمتاع بقضاء أسعد الأوقات وممارسة هوايته المفضلة فى مراقبة أسراب وحركة الطيور التى تنزل بالجزيرتين أثناء رحلاتها فى فترات الهجرة الموسمية .
وقد تم رصد حوالى 138 نوعاً من الطيور بهاتين الجزيرتين وذلك من إجمالي 230 نوعاً من الطيور المهاجرة التى تمتاز بها محافظة أسوان والتى تستضيف حوالى نصف أصناف الطيور المهاجرة التى تزور مصر تقريباً .
مشاهدة ومراقبة الطيور
ومن أنواع الطيور التي تعيش وتتكاثر في الجزر النيلية من أيام قدماء المصريين، وهى مسجلة في نقوشهم وآثارهم، واستطاع أجدادنا الاستفادة من هذه الطيور في تنظيف البيئة وحماية الإنسان من مخاطر التلوث، ومنها الواق والهدهد والأوز المصري ومن بين الطيور الشائعة في هذه الجزر كذلك الهازجو السكسكة ، والبلشوان وغراب البحر والوروار والخفير، وصياد السمك وعصفور الجنة، والحسيني والبلبل وغيرها.
ومن الطيور النادرة أبو منجل الأسود الذي اتخذ رمزا للمحمية ، وهو يشبه أبو منجل المقدس الذي كان يعيش في مصر وانقرض منذ القرن التاسع عشر، ومن الطيور المهددة بالانقراض العقاب النسارية ودجاجة الماء الأرجوانية ولها فائدة كبيرة في تطهير البيئة من الآفات الزراعية ومن البقايا المتحللة وهي ذات ألوان جميلة.