أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، من علماء الأزهر الشريف، أن سورة الحجرات هي السورة الوحيدة، التي بين الحق فيها أن معيار التفاضل بيد الله وحده، وأن معيار الأفضلية بيد الله وحده، ولم يعط الله هذا المعيار أحدا من خلقه، فقال تعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وأوضح، الهدهد، في خطبة الجمعة، من الجامع الأزهر، أن الله جعل التقوى محلها القلب، والقلوب بيد خالقها وحده، لم يعط مفاتيحها أحدا من عباده ولا نبيا مرسلا إلا في بعض المواطن بإذنه وحده.
وذكر أن القرآن الكريم، خص النساء في الآية الكريمة (َلا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ) بالرغم من أن القوم يشمل الرجال والنساء، لأن مجتمع النسوة يكثر فيه الهمز واللمز، ولذلك وضع القرآن عقوبة مشددة لكل من قارف هذه الذنوب، لأنها تهدم المجتمعات ولا تؤثر على الشخص الملموز وحده.
وتابع: ولذلك قال الله تعالى (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ) منوها أن الهمز بالإشارة والفعل، والهمز بالقول، منوها أن هذه الجريمة إذا وجدت فيه مجتمع انتشرت بين أصحاب المال لأنهم يكثرون الهمز واللمز، ولذلك قال الله (الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ).