ناقش المشاركون في الجلسة الرئيسية من ملتقى البحرين للحوار، الذي يعقد في العاصمة البحرينية وبدأت جلساته اليوم الخميس تحت عنوان «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني»، تجاربهم الملهمة على طريق تعزيز التعايش العالمي والأخوة الإنسانية.
وقال المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، خلال كلمته إن البحرين قدمت للعالم أنموذجا فريدا في التعايش والحوار بين الأديان، تجربة تقوم على نشر السلام والخير حول العالم أجمع، معربا عن شكره للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ومركز الملك حمد بن عيسى على مبادراتهم وجهودهم الكبيرة لنجاح ملتقى الحوار، بجانب جهود مجلس حكماء المسلمين، ومعبرا عن تقديره لكل المؤسسات المعنية بتعزيز التعايش الإنساني ونشر التسامح والأخوة الإنسانية.
وقال السيد محمدو إيسوفو، الرئيس السابق للنيجر عضو مجلس حكماء المسلمين خلال كلمته، إن ملتقى البحرين للحوار هدفه تعزيز الجهود التي يقودها فضيلة الإمام الأكبر رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، لتحقيق السلام العالمي والتعايش السلمي بين جميع البشر باختلاف عقائدهم وثقافاتهم، وهو حلقة جديدة من حلقات التعاون الفكري والحضاري والثقافي بين أصحاب الأديان، مشيرا إلى أهمية مانصت عليه وثيقة الأخوة الإنسانية، والتي تؤكد أهمية تقبل الآخر واحترام حرية الاعتقاد، مشددا على ضرورة كسب معركة الهوية بأسلحة التضامن والتسامح والحوار قبول الآخر.
وأوضح نيافة الكاردينال بشارة بطرس الراعي، بطريرك الكنيسة المارونية، الحوار بين أتباع الأديان من أجل تأمين تعايش إنسانيّ سليم لا يتحقّق فقط بالدبلوماسيّة والتسامح، بل يتحقق أيضا بالصداقة والسلام وتقاسم القيم والممارسات الأخلاقيّة والروحيّة بروح الحقيقة والمحبّة، وبالانفتاح على الأخوّة الشاملة، مشيدا بحضور فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا فرنسيس، في "ملتقى البحرين للحوار"، مؤكدًا أن مشاركتهما تعد ترجمة ودليلًا على ارتباط هذا الملتقى بوثيقة "الأخوّة الإنسانيّة"، التي وقعاها سويا في الرابع من فبراير 2019 بأبوظبي، من أجل السلام العالميّ والعيش المشترك.
من جانبه أكد المطران هيرومونك جريجوري، رئيس المجلس البطريركي للتواصل مع المسلمين في روسيا، أن هناك العديد من الأمثلة الناجحة حول العالم لكيفية إيجاد أرضية مشتركة والعيش بسلام على الرغم من الاختلافات، لكن لسوء الحظ علينا أن نعترف بأن العالم، لسبب أو لآخر، على وشك كارثة أقرب من أي وقت مضى في التاريخ، مضيفا أن العالم بحاجة لتوحيد الجهود لإيجاد طريقة للخروج من الوضع الحالي، والعمل على سد الثغرات الموجودة في سفينتنا المشتركة.
وفي ختام الجلسة الرئيسية قال القس الدكتور إيوان سوكا، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، أن ملتقى البحرين للحوار يعد فرصة هامة لتبادل الأفكار والرؤى وطرح المناقشات مما يجعله مثال حي لتعزيز التعايش العالمي وتجسيد معاني الأخوة الإنسانية، مشيرا إلى أن الله خلق البشر جميعا على اختلاف أشكالهم وتنوعهم من أجل التعارف واحترام بعضهم بعضًا، ومن ثم فقد جعل الله التعايش أمرًا إلهيًّا وليس مجرد تجربة بشرية.
وتستضيف العاصمة البحرينية المنامة ملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» يومي الخميس والجمعة 3و4 نوفمبر، تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وبمشاركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، ونحو 200 شخصية من رموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم، إضافة إلى شخصيات فكرية وإعلامية بارزة، بتنظيم من مجلس حكماء المسلمين، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مملكة البحرين، ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي.